الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

الإسعاف السوري يحتاج إلى اسعاف.. فقدان 166 سيارة بين خطف وحرق وتدمير

الاقتصاد اليوم:

بين معاون مدير الإسعاف والطوارئ معاذ القدح إلى أن منظومة الإسعاف في وزارة الصحة تشمل 14 مركزاً في المحافظات، مهمتها الأساسية تلبية احتياجات المجتمع بمواجهة حالات الكوارث والطوارئ، ويتضمن عملها نقل المصاب من مكان الحادث الى أقسام الإسعاف في المشافي لكنها في المرحلة الحالية تقوم بإجراءات إسعافية وعلاجية متقدمة، ولا سيما في الحالات التي يصعب فيها الوصول إلى المشافي.

قبل الحرب كانت تتم متابعة أوضاع المنظومات باستمرار، تحديداً ما يتعلق باستدعاء المشافي في حالات الطوارئ الشديدة وتقدير احتياجات كل محافظة، وهنا قال القدح: قبل الأزمة كنا نحتاج لـ 700 سيارة إسعاف، توفر منها 600 سيارة لكن هناك جهات أخرى تتوفر لديها سيارات إسعاف منها مشافي وزارة التعليم العالي والجهات الطبية والدفاع المدني، إذاً العدد الموجود يفوق ما نحتاجه، لكن واقع عمل المنظومة تغير خلال الحرب المعيشة.

تضررت مراكز النداء وأبنية المنظومة في محافظات (حمص، ريف دمشق، حلب)، حتى إن عدداً منها خرج عن الخدمة مع المشفى الواقع ضمنه (مشفى دوما التخصصي في ريف دمشق، درعا البلد، المشفى الوطني في حمص، بستان القصر في حلب، المشفى الوطني في دير الزور) لكنها كما قلنا في بداية المادة، تواصل عملها من أمكنة أخرى فهيلا تزال تعمل في حلب باستجابة قوية وتقوم بالإسعاف إلى مشفى الرازي، وفي درعا تقوم بعملها مع الجزء الثاني من عملية الإسعاف المتضمن إنعاش المرضى والاعتناء بهم ريثما يتم نقلهم إلى المشفى. إضافة إلى المنظومات العاملة في (السويداء، دمشق، طرطوس، اللاذقية، حماة)، وجميعها تنسّق مع عمليات الجيش والشرطة والإطفاء، ومختلف الجهات العاملة في مجال الطوارئ، وتصل إلى أي مكان يقع تحت سيطرة الحكومة السورية.

بموازاة الحرب أيضاً، اهتمت مديرية الإسعاف والطوارئ بإقامة دورات لعناصر المديريات والعاملين في الإسعاف لديها لتدريبهم على التعامل مع حالات (الكسور، الرضوض، التسمم، النزف، الإنعاش، الحروق)، وضمنت ذلك في كتيبات تعلّم كل من يرغب، كيفية التعامل مع أي حادث يحصل أمامه في البيت أو الشارع أو مكان العمل، كما تتعاون مع جهات أخرى منها (الاتحاد النسائي، الشبيبة، الهلال الاحمر، هيئات أهلية) لنقل ما لديها من خبرات للمجتمع السوري.

أما بالنسبة للمتطوعين، ففي أغلب الحوادث والتفجيرات، نرى مساهمات كبيرة من المواطنين لكنها قد تكون ضارة، ولا سيما إذا لم يكن لدى أحدهم معرفة بكيفية تحريك المريض ونقله وإسعافه، إذ ربما يتسبب له بأذية كبيرة، لذلك تؤكد عناصر الإسعاف على المواطنين المتطوعين بإمكانية المساعدة عبر تأمين المنطقة والاتصالات.

حالياً هناك نقص في أعداد العاملين وسيارات الإسعاف بسبب الحرب وعمليات الخطف والاستهداف المباشر لكن ما تتجاهله الجهات المعنية رغم تكرار المطالبة به هو غياب تعويض طبيعة العمل بالنسبة لعناصر الإسعاف. وهنا قال معاون مدير الإسعاف والطوارئ: عناصر الإسعاف في خط المواجهة إلى جانب رجال الجيش، وهم يتعرضون لإصابات وتشوهات وإعاقات بليغة، فلماذا لا يحصلون على تعويض لطبيعة عملهم، أسوة بالإطفاء والعاملين في مجال الطوارئ، وليكون هذا حافزاً للعمل مقابل ما يواجهون من مخاطر.

تحدث القدح أيضاً عن دعم المحافظات التي تعاني من نقص في سيارات المنظومة، ومنها محافظة درعا، ومع أن الأضرار طالت حوالي نصف الأسطول الإسعافي لكن يتم التعويض باستمرار عن طريق وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية والجهات المانحة، مع مساهمة كبيرة للمغتربين السوريين. ففي العام الحالي تم توزيع 31 سيارة إسعاف، من بينها 18 سيارة مقدمة من منظمة الصحة، 7 سيارات من المغتربين في فنزويلا ، 6 سيارات من المغتربين في تشيلي، مع التنويه إلى أن الحصار المفروض على سورية لعب دوراً في غلاء قطع غيار سيارات الإسعاف وعدم توفر بعضها.

في حصيلة أضرار منظومة الإسعاف خلال الحرب المستمرة، بيّن القدح إن المنظومة فقدت 19 شهيداً من عناصرها، وتعرض 61 مسعفاً للإصابة، وكانت تمتلك 680 سيارة إسعاف، خُطف منها 128 سيارة، واحترقت20 سيارة بالكامل، فيما تعرضت 18 سيارة للتدمير، أيضاً تعرضت 150 إلى 200 سيارة لأضرار بسيطة وعاد قسم منها للعمل بعد إصلاحه.

المصدر: صاحبة الجلالة

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك