الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

باحث اقتصادي: لهذه الاسباب تتأخر شركات الصرافة بتسليم الحوالات للمواطنين

الاقتصاد اليوم:

أجاب الباحث الاقتصادي "زياد حبيب إبراهيم" عن سؤال: ماذا يحدث ضمن شركات الصرافة؟ وأين تذهب أموال المواطنين الذين نفذ صبرهم وهم يذهبون ويعودون ويقول لهم الموظفون بأنه لا توجد مصاري كاش؟

فقال لنا: عندما تقدم شركات الصرافة خدمة تحويل الأموال من وجهات داخلية ضمن القطر أو من خارج القطر، يبدو بالتحليل أن أسباب عدم تسليم الحوالات من مكاتب الصرافة للمواطنين بشكل فوري:

أولاً- أسباب تتعلق بآلية وإجراءات عمل مكاتب الصرافة التي تعتمد طريقة المقاصة. فلكل شركة صرافة مكتب رئيسي وفروع في المحافظات للحوالات الداخلية، ووكلاء صرافة للحوالات الخارجية، وعمليات التحويل بين هذه المكاتب تتم عن طريق كتب تحويل تقيّد ضمن حسابات الفرع المرسل وحسابات الفرع المرسل إليه.

 وكل كتاب تحويل يعني زيادة برصيد نقدية المرسل ونقص رصيد المرسل إليه بعد تسليم الحوالة موضوع الكتاب، وعلى فرض أن مكتب حوالات فرع اللاذقية لديه برصيد صندوقه مبلغ 500000 ل.س اليوم صباحاً واستلم كتب تحويل بمبلغ 1000000 ل.س هذا يؤدي إلى حدوث عجز في تسليم الحوالات للمواطنين بنسبة 50 %.

أما السبب الثاني:

فقد يؤدي انخفاض قيمة الليرة السورية تجاه العملات الأخرى وبمعدلات قياسية خلال أيام قليلة إلى احتفاظ مكتب الحوالات بالأرصدة النقدية وعدم تسليمها للمواطنين لأغراض المضاربة، ولكن بوجود الرقابة اللازمة والفعالة من الجهات المعنية على أرقام السيولة والحوالات المستحقة تجاه الأفراد والهيئات يكون من الصعب الاحتفاظ بهذه الأرصدة لمدة تزيد عن يوم عمل واحد.

تطبيق رقابة مماثلة يتطلب طبعاً وجود لجان رقابية على عمل موظفي الجهات المعنية المكلفين بالرقابة على مكاتب التحويل وتدوير الموظفين المكلفين بالرقابة على مكاتب التحويل بشكل دائم (أي عدم وجود موظف رقابة دائم على شركة صرافة واحدة لمدة طويلة).

 وتساءلنا: أين الجهات الرقابية المسؤولة عن هذا التلاعب الخطير الذي يحدث منذ شهور طويلة بل سنوات، ولم يعالَج من قبل الحكومات السابقة بل ازداد وتفرعنت هذه الشركات بغياب الرقابات الفعالة التي لم تعط أي اهتمام للتصريحات السابقة حول محاربة المضاربين والمتلاعبين بسعر الصرف وبأموال المواطنين ومصروفهم المعيشي؟ فهل لحكومتنا الجديدة أن تعطي اهتماماً لهذه القضية وتعالجها معيدة ثقة المواطن بمؤسساته الحكومية؟

تساؤلات نتركها برسم "مصرف سورية المركزي" والوزارات المسؤولة عن هذا الموضوع لعل الابتسامة ترتسم على شفاه أم أكرم التي أرهقها التعب وحرّ الصيف الممزوج بيوميات الحرب.

المصدر: صحيفة "النور"

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك