الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

باحث زراعي يحذر: إن خسرنا فلاحنا فلن نجد من ينتج لنا الطعام

الاقتصاد اليوم:

بين المستشار الفني لاتحاد غرف الزراعة السورية عبد الرحمن قرنفلة أن اهم معيق لتصدير الحمضيات هو غياب جهاز الفرز الضوئي عن كافة مشاغل وورش فرز وتجهيز الحمضيات للتصدير، علما ان اخضاع الحمضيات لمرحلة الفرز الضوئي تعتبر اهم شرط للسماح بدخولها الى الاسواق الخارجية .. وهذا الجهاز للأسف غير متوفر الا في شركة فيحاء الشام التي لم تعمل ولايزال الجهاز بمستودعاتها.

ونوه إلى ان واقع الحال يشير الى انه رغم الضجيج الإعلامي (الذي يرافق سنويا مرحلة تسويق الحمضيات ويخبو بنهاية الموسم )، فإن لسان حال الجهات  المعنية بتسويق المحصول يقول للفلاح : “اذهب انت وربك فقاتلا نحن ههنا قاعدون”، حيث أن تسويق الحمضيات عملية يجب ان تستمر على مدار العام والمثل الشعبي يقول ( العليقة عند الغارة ما بفيد )  اي استنهاض الهمم عند طرح الانتاج بالسوق والبحث عن اسواق لا يفيد، انما مطلوب استطلاع الاسواق عند نهاية الموسم التسويقي تمهيدا للموسم القادم وتقييم واقع تسويق الموسم المنتهي ووضع علامات لكل سوق ومدى تفاعله مع المنتج المحلي.

ولفت قرنفلة بحسب سينسيريا، إلى أن الجدوى الاقتصادية التي حققها كل سوق والمتطلبات الفنية والشكلية للثمار التي يحتاجها كل سوق حزمة عريضة من الإجراءات يجب تحضيرها على مدار العام لنتمكن من تسويق حاصلاتنا الزراعية بنحاح، قائلا: ” كفانا لا جدية ولا مبالاة بالمنتج الزراعي الذي يقدم لنا الطعام والكساء من عرقه وجهده، فكل الاجراءات الحكومية واجراءات المنظمات الشعبية المعنية لاتزال عاجزة عن حل معضلة تسويق الحمضيات، لان كل جهة تعمل منفردة، ولا زلنا نزهو بتسويق مائة ألف طن من الحمضيات وهو رقم يشكل اقل من 10% من حجم الإنتاج، وربما وصل الى 20_25% مما يمكن تصديره من الإنتاج وهي نسبة لاتزال دون الطموح.

وقال: “التسويق الزراعي ايها السادة يحتاج فرق عمل متكاملة تعمل دون كلل ويشارك فيها كل عناصر المزيج التسويقي، ابحثوا عن اسباب فشلنا في تصدير الحمضيات لنسأل تجار سوق الهال ونقف على الصعوبات التي تواجههم ونضع حلول لها…هناك صعوبات تتعلق بالروتين والاجراءات الادارية والمعاملات البنكية ووسائط النقل وغيرها كثير كفيل بإحباط اي جهد تسويقي”.

ولفت إلى أنه من المنصف عقد لقاء بعد نهاية موسم تسويق الحمضيات يحضره ممثلو المنتجين الحقليين وتجار اسواق الهال والعاملين بالفرز والتوضيب ومندوبي مكاتب النقل البري والبحري والجوي وممثلي الوزارات المعنية والملحقين التجاريين بالسفارات السورية في الدول التي يمكن ان تشكل سوقا للحمضيات السورية ويتم خلال اللقاء فتح كافة الملفات ويكون لقرارات اللقاء صفة ملزمة لكل الجهات، اعتقد اننا بمثل هذه الاجراءات يكون لدينا متسع من الوقت لبرمجة وتخطيط عمليات تسويق الموسم القادم وتدارك الاخطاء التي وقعنا بها بالموسم الراهن.

وأضاف: “نحن لم ننصف الفلاح ولا تاجر سوق الهال ولا عمال النقل البري… لكل همومه ولكل مصاعبه، فنحن بحاجة للاقتراب من الارض ومن الواقع، وهذا ما دعا اليه سيد الوطن الرئيس بشار الاسد عندما طلب الى الوزراء التعامل مباشرة مع المواطنين وسماع همومهم….ولكن…. !!!! واعجبي واعجبي كل يغني على ليلاه، يجب ان ندرك اننا ان خسرنا فلاحنا فلن نجد من ينتج لنا الطعام”.

ونوه قرنفلة إلى أن الاحصاءات تشير الى تراجع يثير الهلع في نسبة المشتغلين بالزراعة في سورية… اي اننا قادمون على مرحلة لن نجد فيها من ينتج لنا ما نأكل، فسوريا بلد زراعي حباه الله بكل مقومات نجاح الزراعة ولكن لاتزال سياستنا الزراعية قاصرة عن وضع امكانات سوريا الزراعية بالشروط والظروف المنتجة.

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك