الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

كتب زياد غصن: خارج السيطرة

الاقتصاد اليوم:

باختصار...يمكن القول اليوم إن الفساد خرج عن السيطرة، ولم يعد بالإمكان مواجهته بالبنية المؤسساتية والتشريعية والتنفيذية الموجودة حالياً، على الأقل في الوقت المنظور.

ما يدفع نحو هذا الرأي، مؤشرات كثيرة باتت تتحكم بحياة السوريين، سواء ما يتعلق منها بواقع العمل المؤسساتي العام والخاص أو ما يرتبط بالمتغيرات التي شهدتها جوانب الحياة الاجتماعية.

فالفساد اليوم لم يعد يكترث، ولو إعلامياً أو اجتماعياً، لردة فعل الشارع ومواقفه كما كان يحدث في السابق، إذ أصبحت ممارسة الفساد تتم بلا حياء أو أدنى خجل، لا بل أنها وصلت مؤخراً إلى مرحلة الوقاحة في استباحة ثروات البلاد وموارده، ولقمة عيش أبنائه، لاسيما في هذه المرحلة الصعبة.

هذه الوقاحة تتجلى أيضاً في الدفع بفاسدين مكشوفين اجتماعياً ورسمياً لتولي مناصب قيادية في مؤسسات الدولة وجهاتها المختلفة، وتحييد كامل لأصحاب الرأي والخبرة والكفاءة، بغية السيطرة على صناعة واتخاذ القرار الاقتصادي واستغلاله لمصالح شبكات الفساد الضخمة.

من المؤشرات الدالة على خروج الفساد عن السيطرة عجز مؤسسات الدولة عن مواجهة الفساد المكشوف والمفضوح، فمثلاً خلال الفترة الماضية تم طرح ملفات فساد مخيفة في عدد من مؤسسات الدولة، ومع ذلك لم تجرأ مؤسسة واحدة أو صاحب قرار على فتح تحقيق شفاف ونزيه بما يجري تداوله من معلومات وحقائق.

لا بل إن بعض المسؤولين عن صفقات الفساد تلك، جرى تكريمهم، إما عبر تعيينهم في مناصب أعلى وأهم، أو بإعفائهم ليتفرغوا لاستثمار الأموال التي سرقوها من قوت الشعب وثروات الوطن.

نعم...لقد أصبح الفساد مخيفاً، ليس فقط لجهة حجمه وتأثيره على إمكانيات الدولة ومواردها، حياة المواطنين وانحيازهم للدولة، ومجريات الحرب الدائرة حالياً، وإنما أصبح يشكل خطراً أيضاً على حياة أصحاب الكفاءات والخبرة والنزاهة، جسدياً واجتماعياً واقتصادياً.

للأسف حياتنا بهذا الشكل القاتم، رغم كل الآمال التي تراودنا بين الفينة والأخرى، والإصرار على الحياة والعيش، والرغبة بالعمل والإنتاج..لكن في النهاية ثمة واقع علينا أن نعترف به....وربما يفرض علينا التعايش معه أيضاً.

المصدر: موقع "صاحبة الجلالة"

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك