الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

كي لا يتكرر حريق العصرونية مرة أخرى..هذا ما يجب على الحكومة وأصحاب العقارات فعله


الاقتصاد اليوم ـ خاص:

ما حدث بالعصرونية كان مؤلماً لكل سوري ، تجنباً لتكرار ماحدث علينا أن نعلم أن إجراءات الأمان أمر خطير لا يجوز الاستهانةُ به لأي سبب، فهذه الاجراءات يتخذها الانسان تجنباً لخطر قد يحدث بنسبة 1000000/1، ولكي ندرك مقدار الخطر علينا أن نعلم أن 10000/1 تعتبر نسبة خطرة جداً بأنظمة الأمان.

بداية علينا أن نعرف ماهي أسباب حرائق التيار الكهربائي؟

هناك ستة اسباب رئيسية:

1. ازدياد الحمل عن الحد المسموح به مما يؤدي لانصهار أجزاء من الدارة واشتعالها ، "تترافق مع دخان ورائحة" وتتفاقم الحالة عند:

أ- استخدام قواطع كهربائية رديئة لا تفصل عند الحاجة.

ب- أن تكون عناصر الشبكة الكهربائية مصنوعة من مواد بلاستيكية قابلة للاشتعال "مخالفة للمعايير العالمية".

ج- وضع مواد سريعة الاشتعال قرب القواطع أو علب الوصل أو المقابس "كالستائر والأوراق".

*-عادة هذا النوع من الحرائق يمكن السيطرة عليه بسهولة مالم يواكبه اشتعال مواد أخرى كالستائر والديكورات الخشبية.

2. تخلخل أجزاء من وصلات عناصر الشبكة الكهربائية "براغي ربط القواطع و المقابس أو الوصلات بين الكبلات.." أو استخدام وصلات تطويل بنوعيات ردئية "للأسف أغرقت السوق المحلي بمثل هذه النوعيات" (يرافق هذا الحريق مع رائحة يليها دخان باهت و غالباً يتأخرا زمنياً عن الحالة الأولى) ،أهم أسباب هذه الحالة:

أ‌-استخدام وصلات تطويل كهربائية من نوعية سيئة أو تحميلها أكثر من طاقتها أو تركيب الأفياش عليها بشكل غير مستقر "يجب ملاحظة أن يكون البريز مستقر بمكانه بالفيش بشكل ثابت وقوي".

ب‌-استخدام فنيين مهملين أو غير مؤهلين لتنفيذ الأعمال الكهربائية فيتم شد براغي ربط الأسلاك بقوة أكثر أو أقل من اللازم مما يتسبب بخلخلتها لاحقاً.

ت‌-استخدام نوعيات رديئة من مكونات شبكة التيار الكهربائي.

ث‌-الاهمال بربط المقابس بشكل جيد "إدخال الأفياش بشكل غير محكم".

3. استخدام أجهزة كهربائية غير أمنة "جرس الباب ، نواصة ، جهاز أنارة احتياطي..." حيث نتعاطى غالباً مع هذه الأجهزة بإهمال فمثلاً قد تتعطل كبسة جرس الباب وتستمر بالعمل مما يؤدي لاشتعال الجرس وانتقال الحريق للستائر" ، والحل هو استخدام أجهزة ذات نوعيات جيدة ويفضل ابعاد هذا النوع من الأجهزة عن الستائر والمواد سريعة الاشتعال.

4. تزيين بعض الأجهزة الكهربائية بأغطية مما يؤدي لإغلاق فتحات التهوية وارتفاع الحرارة والمؤسف أن هذه الأغطية هي أول ما يشتعل.

5. مخالفة تعليمات السلامة المتعلقة ببعض الأجهزة "كتشغيل مولدة كهربائية داخل الغرفة أو تشغيلها دون التحقق من إغلاق فتحة الوقود بشكل محكم".

6. انهيار العازلية الكهربائية لأحد مكونات الشبكة "غالباً الكبلات" (هذا النوع هو الأخطر لأنه غالباً لا يؤدي لتنبيه القواطع ويكون الدخان والرائحة فيه محدودين ولكن يترافق مع ارتفاع كبير بالحرارة مما يجعل الحريق اسرع واقوى) ، تصنع كبلات الطاقة "عادة" من النحاس وتغطى ببلاستيك مرن غير مساعد على الاشتعال إلا أن حاجة السوق لبضائع رخيصة استجلبت نوعيات رخيصة "المنيوم مغطى بالنحاس مقبول عالميا لبعض التطبيقات" إلا أنه غير مقبول للاستخدامات المنزلية والصناعية، والأسوأ استخدام الحديد المعالج بدل النحاس وهو غير مقبول لأي استخدام وخطر للغاية، و والأكثر سوأً أن يستخدم بصناعة الكبلات بلاستيك سهل الاشتعال مما يسمح بالتهاب الكبلات بمجرد بلوغ حرارتها حد الاشتعال.

علاوة على أن البلاستيك الردئ يبدأ بالتشقق بعد فترة من الاستخدام مما يوجد مناطق مكشوفة بين سلكين قد يكونا متجاورين ومختلفين بقيمة الجهود مما يجعلهما نقطة محتملة لإنطلاق قوس كهربائي حين تتوفر الظروف "ارتفاع حرارة ، تناقص المسافة ، ارتفاع مفرط وسريع بالجهد Surge ، توفر كمية كافية من الغاز سهل الاشتعال بالجو المحيط".

وتتكامل هذه الأسباب في حال استخدام "مجاري بلاستيكية لحفظ الأسلاك" مصنوعة من مواد بلاستيكية مكررة وقابلة للاشتعال..

.التوصيات:

تنقسم التوصيات لفصلين:

أولاً فيما يتعلق بمسؤولية الحكومة:

1-تأمين وصول منافذ مياه الاطفاء والتحقق من جاهزيتها باستمرار وخاصة للمناطق التي يصعب وصول سيارات الاطفاء لها.

2-جعل الفتحات الطرقية التي تغلق الأماكن الأثرية قابلة للازالة أو الكسر من قبل رجال الأطفاء.

3-فرض مخالفات رادعة بحق من يستخدم مواد سهلة الاشتعال كالستيريو بورد والبلاستيك سهل الاشتعال بأعمال الديكورات.

4-إيجاد توصيف وطني "ملزم خاصة بالأماكن المتداخلة كدمشق القديمة" للشبكات الكهربائية ومكوناتها وطرق تركيبها.

5-وضع توصيف وطني لمنظومات إنذار الحريق وإلزام شاغلي العقارت "بمافيهم الأشكاك" بتركيب أنظمة إنذار حريق قياسية والتفتيش الدوري عليها بغرض التحقق من جاهزيتها تحت طائلة عقوبات رادعة.

6-تعيين حارسين ليليين والتحقق من قيامهما بجولة على كامل السوق بشكل دوري "يمكن التحقق من هذا باستخدام نظام تحقق خاص بالحرس يقوم بتقديم تقرير عن جولة كل حارس".

7-إنشاء محطة مراقبة تعمل 24/24ساعة توصل هاتفياً بالعقارت التي استخدمت أنظمة حريق بحيث تتلقى الانذار عند حدوث حريق وتتصرف وفقاً لسيناريو "يوجد في سورية أكثر من محطة إنذار سرقة لازالت تعمل بنجاح رغم ظروف الحرب".

8-إلزام شاغلي العقارات التي تحوي أسقف مستعارة بتركيب حساسات حريق ضمن السقف لحمايته "يتجاهل معظم الدارسين تركيب حساسات الحريق ضمن السقف المستعار رغم أنه أكثر خطورة من باقي العقار إذ غالباً ما ينتبه شاغلوا العقار لحدوث مشكلة بمجرد أن يشموا رائحة حريق أو دخان لكن عند حدوث مشكلة ضمن السقف المستعار غالباً يصعب الانتباه لها إلا بعد أن يتطور الأمر ويصبح حريقاً".

9-إلزام شاغلي العقارات بوضع طفايات حريق بسعات مناسبة بكل غرفة من غرفة العقار والتحقق من جاهزيتها تحت طائلة عقوبات رادعة.

10-إلزام أصحاب المستودعات والمحلات ممن يتوفر لديهم مواد سريعة الاشتعال بتركيب طفايات حريق الية Automatic fire extinguishers  "رخيصة الثمن وسهلة التركيب" بحيث تغطي المكان بالكامل.

11-تركيب القواطع الرئيسية بأقرب نقطة لباب الخروج بحيث تقلل من المسافة الحية في الشبكة ، والتأكيد ما أمكن على فصل هذه القواطع بعد الدوام.

12-حظر استخدام أو تعبئة ألات الطهي بالغاز "بوتوغاز" ذو الخزان الذاتي ضمن هذه العقارات لأي سبب.

ثانياً- مسؤولية شاغلي العقارات وأصحابها:

1-التقيد التام بكل مايخصهم بالبند الأول.

2-تحقق صاحب العقار بنفسه من استخدام أجود مكونات الشبكات الكهربائية "سنورد لاحقاً شرح لطرق فحص هذه المكونات".

3-في حال الرغبة باستمرار عمل براد موجود بالعقار يمكن وصله بكبل خاص مع تخصيصه بقاطع مناسب وجيد ، بحيث يمكن فصل التيار عن باقي العقار مع استمرار البراد على أن يتم استخدام كبلاً أمناً والتحقق من عمل القاطع في حال ازدياد الحمل" ويجب ابعاد كل المواد سريعة الاشتعال من جوار البراد خاصة قرب المحرك".

4-في حال وجود وصلات بالكبلات الكهربائية فيجب التحقق من صحتها وعازلية اللاصق الخاص بها بشكل دوري ويفضل استخدام وصلات نظامية بدل الوصل اليدوي.

5-عند ربط خط تغذية من مصدر أخر "يجب أن يكون مساره أمناً وأن يربط عن طريق قاطعين كهربائيين يركب الأول في بداية الكبل والثاني بأول نقطة عند دخول الكبل للمحل".

6-في حال وجود وحدة أو وحدات عدم انقطاع تيار كهربائي فيجب وضعها على الأرض مباشرة وابعادها عن السجاد أو الخشب أو أي مادة قابلة للاشتعال.

7-في حال تركيب بطاريات وشاحن وانفيرتر والرغبة بتركهم بحالة شحن:

أ‌-من الناحية الصحية ولعوامل الأمان الأفضل وضع البطاريات خارج العقار وبمكان جيد التهوية ("مهما كان نوعها" ، "كل البطاريات الرصاصية بمافيها الجيل تطلق الغازات وإن بنسب متفاوتة").

ب‌-التحقق من كفاية سماكة كبلات الربط وجودتها وخاصة من ناحية قابليتها للاشتعال.

ت‌-تجنب تطّويل الكبلات بين البطاريات والشاحن والانفيرتر عن الحد المسموح به 30-40سم كحد أقصى للانفيرتر و1 متر للشاحن.

ث‌-تثبيت الشاحن والانفيرتر بعيداً عن أي مواد قابلة للاشتعال ويفضل وضعهما بغرفه منعزلة "في سقيفة منعزلة أو ضمن قفص  معدني وتثبيتهم مع البطاريات خارج العقار".  
 
ج‌-وضع الانفيرتر على وضغية الشحن فقط بحيث لا يقلع إذا انقطع التيار الكهربائي.

ح‌-في حال تركيب مساطر ليدات أو اي أجهزة إنارة بالتيار المستمر أو أجهزة تشغيل الراوتر يجب الـتأكد من تركيب فيوز مناسب لكل جهاز على أن يركب قرب البطاريات "الغرض الحماية فيما لو حدث ماس لأن الحرارة الناتجة عن ماس موصول لبطارية كبيرة ستكون خطيرة جداً.

8-يفضل تجنب التدخين خاصة في المستودع.

9-يجب الامتناع عن تخزين أي مواد قابلة للاشتعال وفي حال الضرورة الاحتفاظ بها ضمن "بيدون أو برميل معدني سميك" مغلق بإحكام مع مراعاة تنظيفه.

10-في حال الرغبة بتشغيل مولدة فالأضل أن نضع قربها طافية حريق يدوية جاهزة كما يحظر تشغيلها في الداخل مع مراعاة إبعادها عن المواد سريعة الاشتعال و التأكد من إغلاق مخزن الوقود بشكل محكم بالغطاء الخاص به قبل إقلاعها.

.أخيراً يرجى التأكد بأن التوفير بالأمور التي تخص الأمان عاقبته وخيمة ، فالانسان ينفق على صيانة تجهيزات اطفاء الحريق وقد لا يحتاجها لكن عند حاجتها يجب أن تكون جاهزة تماماً.

أطيب أمنياتنا بالسلامة للجميع.

الباحث: فيصل العطري

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك