الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

هذا هو رجل الصناعة السورية في العام 2016

الاقتصاد اليوم ـ خاص:

لا شك أن القطاع الصناعي السوري كان من أكثر القطاعات الاقتصادية تأثراً بالحرب الكونية الظالمة التي تشن على سورية، حيث تعرضت آلاف المعامل والمصانع العامة والخاصة لأضرار لا يمكن حصرها برقم معين، كون الأثر كان اقتصاديا واجتماعيا بآن واحد.

ورغم الكثير من المعوقات التي تعترض عجلة الإنتاج الصناعي، سواء مسألة الطاقة على اختلاف نوعها، أو اليد العاملة، أو المواد الأولية أو الأسواق الداخلية والخارجية، إلا أن عبارة "صنع في سورية" لا تزال حاضرة ولم تغب عن الأسواق المحلية أو الخارجية، وإن ضاقت آفاق حدودها، نتيجة العقوبات الاقتصادية الجائرة المفروضة على الاقتصاد السوري، أو بسبب صعوبة الشروط المفروضة على الصناعيين السوريين لفتح أسواق لهم في الخارج.

ولا يمكن إغفال الجهود الكبيرة التي بذلها ويبذلها الصناعي السوري على اختلاف نشاطه، وخاصة في ظل كل ما ذكرناه أعلاه، من صعوبات ومعوقات اعترضت عمله ، لذا رأينا أن نطرح استفتاء مع نهاية عام 2016..للحصول على جواب عن السؤال التالي: من هو رجل الصناعة السورية في العام 2016؟.. وكان الهدف من طرح هذا الاستفتاء، هو إلقاء الضوء على جهود الصناعيين السوريين، وعدم إغفال دورهم الهام اقتصاديا واجتماعيا.

وتم التواصل مع العديد من رجال الصناعة في سورية، حول طرح أهم الأسماء لهذا الاستفتاء، وكانت معظم إجابات الصناعيين، أنه لا يمكن تحديد صناعي معين بأنه رجل الصناعة السورية في العام 2016، فكل الصناعيين أصروا على البقاء والإنتاج في سورية، رغم كل الصعوبات، وبالتالي كل صناعي بقي صامداً في وطنه محركاً لعجلة الإنتاج، ومشغلاً لليد العاملة، سواء تعرض معمله للدمار أو لم يتعرض، فهو يستحق أن ينال لقب رجل الصناعة السورية في العام 2016..

ذكر الكثير من الصناعيين الذين التقيناهم، الجهود الكبيرة المبذولة من قبل الصناعيين في حلب، حيث أشاروا إلى أنه بالرغم من كل ما تعرضت له حلب عاصمة الاقتصاد السوري، من مهولات كبيرة، إلا أن الصناعي الحلبي أصر على البقاء والإنتاج والعمل، رافضا أن يقف مكتوف الأيدي، ورغم صعوبة توفر الطاقة الكهربائية، وارتفاع تكاليف الإنتاج، فإن الإنتاج لم يتوقف، وينسحب ذلك أيضا على صناعيي ريف دمشق ممن تعرضت منشآتهم للدمار، أو للتوقف الجزئي، وكذلك الأمر بالنسبة لبقية الصناعيين في مختلف المحافظات السورية، الذين لم يدخروا أي جهد خلال سنوات الأزمة لإبقاء شعار "صنع في سورية" مكتوباً بحروف رسمت من عرق جباههم..ونحن بدورنا نؤكد على أن كل صناعي سوري بقي في الوطن منتجا ومشغلا لليد العاملة، هو رجل الصناعة السورية في العام 2016...

واستطعنا أن نرصد أهم ما ذكره الصناعيون السوريون حول هذا الاستفتاء، وطبعا لا يمكن إغفال الدور الكبير للصناعيات السوريات وسيدات الأعمال.

 وذكر الصناعي فارس الجاجة، معلقاً على الاستفتاء، بأن صناعيين حلب ترفع لهم القبعات في ظل هذه الأزمة، وهناك بعض المناطق المتضررة الساخنة في أرياف دمشق التي كانت على تماس مباشر بين مناطق المسلحين ومناطق الدولة وأبى صناعيوها إلا وان ويستمروا في الإنتاج وتشغيل العمال، مثل منطقة السبينة- أطراف داريا من ناحية صحنايا والمعضمية أطراف القدم والمناطق الملاصقة لامتداد أول طريق المخيم، ومع الاحترام والدعم لكل صناعي سوري كان على يقين بأن الاستمرار بالإنتاج والبقاء في البلد وحضن العمالة اجتماعياً ومعنوياً هو استمرار للنصر والمحافظة على هذا البلد.

الصناعي أكرم الحلاق بين في تعليقه، انه لا شك بأن إخوتنا الصناعيين بحلب دفعوا ثمناً باهظاً من أمنهم وأمانهم وأموالهم وممتلكاتهم، ولا ننسى الصناعيين في جميع محافظاتنا من الحسكة لدير الزُّور مروراً بالرقة واللاذقية وطرطوس مروراً بحماة وحمص ودمشق التي كان لها شرف توريد المنتجات لكل القطر والسويداء ودرعا، رجل الصناعة السوري للعام ٢٠١٦ هو كل صناعي رابط في مصنعه واضعاً دمه وروحه على كفه، وأنا لست مع منح هذا اللقب لأحد، فمن الممكن أن ينسب للصناعيين المعروفين متجاهلاً باقي إخواننا الصناعيين، برأي أن لقب الصناعي السوري هو شرف وتاج يحمله كل صناعي ساهم بصمود القطاع الصناع وانتفض من الأنقاض ليبقى شامخاً مبرهناً على عراقة هذا القطاع عبر تاريخنا المشرّف.

الصناعي زياد الرهونجي قال: بان الصناعيون السوريون ليسوا بحاجة لأوسمة، هم بحاجة لطاقة مستمرة وقوانين تنسجم مع التطور والحداثة التي تخلفنا عنها كثيراً، لا بد من قفزات نوعية لردم الهوة بين ما نحن عليه وما نصبوا إليه.

الصناعي أسامة زيود لفت إلى أن القطاع الصناعي بقي صامداً مغامراً مصراً على المثابرة في العمل متحدياً جميع وكل الظروف وليس الحرب القذرة على سورية فقط، إنما كل الظروف الخارجية والداخلية وكل تجاوزات الكثيرين من تجار الدم والحرب.

 

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك