الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

وزيرة سابقة: لا نملك مقومات تحرير أسعار الخبز وتحديد الأسر المستحقة لدعمها

الاقتصاد اليوم:

بينت وزيرة الاقتصاد السابقة الدكتورة لمياء عاصي، أن الدعم التمويني اعتبر منذ عشرات السنين موضوعا معقدا وشائكا , وكان الهدف الأساسي منه أن يتمكن محدودي الدخل “الفقراء” من الحصول على المواد الرئيسية مثل الرز والسكر والزيت والشاي بأسعار مدعومة، حيث كانت الطريقة القديمة بتوزيع الدعم أن يتم توزيع البطاقات التموينية والحصول على مخصصات معينة بأسعار زهيدة , ولكن هذه الآلية كان ينتج عنها الكثير من السرقة وخصوصا أن البطاقة منفذة بطريقة بدائية , يسهل تقليدها، حيث مارس الكثير من الأشخاص عمليات الغش واستخدام البطاقات بطرق غير قانونية , سواء باستخدام دفاتر العائلة لأناس مسافرين أو متوفين أو تقليد البطاقات التموينية وإصدار نسخ مزورة  باستخدام الكومبيوتر.

وبينت الدكتورة عاصي، أنه بشكل عام في موضوع الدعم نستطيع تمييز حالتين :

    الأولى: الدعم المباشر لسعر الخبز :حيث يتمكن أي شخص من الحصول على الخبز بنفس السعر لا فرق بين الغني والفقير.

    الثانية : توزيع المواد التموينية بموجب بطاقات مستندة إلى دفتر العائلة.حيث تقوم الدولة باستيراد هذه المواد .ثم بيعها للمواطنين بسعر أقل.

ولفتت إلى أنه حاليا تدرس الحكومة إمكانية إصدار بطاقة مع شريحة الكترونية وتحديد للأسر المستفيدة، بغية استهدافها بدعم نقدي بدلا عن الدعم الشامل لكل الناس بالنسبة لسعر الخبز تحديدا..مضيفة: ” من المعروف أن رفع الدعم هو جزء أساسي من السياسات المتبعة في سياق الإصلاح الاقتصادي، لأن  الدعم يعتبر شكل من أشكال التشوه في الأسعار الذي يضر بآليات  السوق، وعادة يجب أن تتبع سياسة رفع الدعم مترافقة ببناء شبكات أمان اجتماعي تتولى تعويض للعائلات الفقيرة عن الارتفاع الكبير في الأسعار..ولكن هذا يستلزم نقطتين :

    الأولى : وجود معلومات كافية ودقيقة للأسر والأشخاص الذي يستحقون الدعم واستخدام قواعد المعطيات على نطاق واسع.

    الثانية : بناء سياسات واضحة تستهدف الأسر تحت مستوى دخل معين.

وقالت: “في سورية الوضع مختلف تماما. بالنسبة للنقطة الأولى: لا يوجد أي بيانات أو إحصائيات دقيقة أو حقيقية عن الأسر التي  تستحق الدعم ..وضعف كبير في استخدام أنظمة المعلومات المرتكزة للحواسيب , وبالنسبة للنقطة الثانية : هو أننا في ظل حرب طاحنة منذ ست سنوات تقريبا، وفقد الناس 90% من قدرتهم الشرائية، وجعل معظمهم تحت خطر الفقر المدقع، فمن سيستهدف برنامج الدعم ..ولمن سيتم إعطاء المقابل النقدي … هل سيمنح فقط لموظفي الدولة ؟؟ وماذا عن باقي الشرائح من الناس … ؟؟  كل المواد الأساسية أو الغذائية ..أو غيرها يمكن مناقشتها ..ولكن الخبز خط أحمر لا ينتظر  أي إجراءات أو تجارب، مؤكدة، أن أي اقتراحات حول الموضوع يجب أن تتجنب البحث في موضوع الخبز في المرحلة الحالية على الأقل حتى يتعافى اقتصاد البلد.

سينسيريا

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك