(جلطات) الحرب...!
الاقتصاد اليوم:
بقلم: زياد غصن
منذ متى كان يموت في سورية طفل بجلطة دماغية؟.
منذ متى كانت تموت شابة بـ«سكتة» قلبية وهي لاتزال على مقاعد الدراسة أو في سن المراهقة؟.
منذ متى كان الموت يحصد بشكل مفاجئ شباباً، فلا يفرّق بين شاب سليم وآخر مريض، بين ذكر وأنثى؟.
قبل سنوات عدة، كان للموت أسبابه «الوجيهة» أو هكذا كنا نعتقد.. كالكبر في السن، الأمراض الوبائية والسرطانية وغيرها، حوادث السير، الجرائم المجتمعية.. وحتى الأزمات القلبية المؤدية إلى الوفاة، فإنها لم تكن تصيب إلا المتقدمين في العمر تقريباً.. وبشكل قليل أيضاً.
هذا ما كنا جميعاً نعايشه في مجتمعاتنا المحلية..
فهل ما يحدث اليوم هو ضريبة تسع سنوات من الحرب القاسية وضغوطها الاقتصادية والاجتماعية والنفسية، أم إنها «سنّة» الحياة التي لم نكن نسمع سابقاً بنكباتها، وجاء من يطلعنا لحظة بلحظة على مآسيها وأحزانها.. وأقصد هنا شبكات التواصل الاجتماعي!.
من دون شك، فقد أثّر حضور شبكات التواصل الاجتماعي على حياتنا، فجعلنا ذلك نغير العديد من قناعتنا، سواء كانت خاطئة أم صحيحة، ونتعرف أكثر إلى مجتمعاتنا، وما يجري فيها بصورة أقرب من السابق..
لكن في هذا الملف.. هناك اتفاق عام بين الأطباء في سورية على أن الوفيات الناجمة عن الأزمات القلبية زادت خلال السنوات الأخيرة، والتقديرات تشير إلى أنها باتت تشكل المسبب الأول للوفيات الطبيعية بنسبة 60-70%.
والسبب يعود – كما يقول الأطباء – إلى ارتفاع مستوى التوتر العصبي والنفسي، والأوضاع الصعبة التي فرضتها الحرب على معيشة شرائح واسعة من السوريين.
في مسح السكان الأخير، قسّم الباحثون الوفيات الناجمة عن الأزمة، والمقدرة بنحو 6,5 بالألف عام 2014، إلى قسمين: وفيات ناجمة عن الأزمة مباشرة، وقد شكلت نسبتها نحو 85%، ووفيات ناجمة بشكل غير مباشر، وهذه بلغت نسبة نحو 15%.
لذلك، فإن مواجهة المسبب الأول للموت الطبيعي في بلدنا يُفترض أن تكون أولوية..
إنما في ضوء عدم توفر بيانات تفصيلية وكافية عن هذا الملف، فإن الخطوة الأولى تكمن في تنفيذ دراسة علمية تحدد نسبة الوفيات الناجمة عن الأزمات القلبية، أسبابها، فئاتها العمرية، وتوزعها الجغرافي.. مع التركيز على التحولات التي طرأت عليها بفعل الحرب. ومن ثم يصار إلى وضع مشروع وطني هدفه الحد من هذا النوع من الوفيات، مادام ذلك ممكناً بنسبة كبيرة حسب رأي الأطباء.
تعليقات الزوار
|
|