حراسة الانتصار .. تحتاج إلى حراس فُحص دمهم جيداً
الاقتصاد اليوم:
بين التي بقيت و الشركات التي عارضت و كرهت وغادرت...هل تعلم وزارة الاقتصاد أنّ مكافأة شركات المعارض الوطنية واجب عليها
في عام 2012 أي في العام الثاني على الأزمة وعمليا كان هو الأصعب .. كلنا يتذكر كيف هجم معارضون سوريون وجلهم من رجال الأعمال ممن تركوا البلد أنذاك على معرض للمنتجات السورية في القاهرة .. وكان بين هؤلاء منظمي للمعارض استكتروا حتى إبقاء تجهيزات المعارض في بلدهم وقاموا بنقلها الى مصر و الدول التي سافروا إليها وبدأوا ينتظرون فيها سقوط الدولة السورية .
على كل لم يسقط النظام وبقيت الدولة السورية بمؤسساتها وكيانها ..
الآن في صيف 2017 وحيث قررت الدولة السورية إعادة تنظيم معرض دمشق الدولي في رسالة قوية ليس على التعافي الاقتصادي وعودة الانتاج فحسب , بل رسالة مباشرة على انتصار الدولة وقدرتها على ان تجتمع مع الكثير من الزوار والشركات الخارجية في نفس المكان والحدث الذي لطالما كان نافذتها على العالم . ولكن هذه المرة يبدو أنّ معرض دمشق الدولي سيكون فرصة الكثير من الشركات ورجال الأعمال وحتى الدول على سورية التي تستعد للنهوض ونفض غبار الحرب عن اقتصادها ومدنها وخدماتها و كل شيء فيها ..
ونظرا لاتساع المشاركة في المعرض فقد شكل فرصة دسمة لشركات المعارض ومنها التي تركت البلاد كي تدخل وتنظم وتربح ..
الآن لا بدّ و أن يكون معرض دمشق الدولي فرصة لمكافأة الشركات التي بقيت ولم تغادر البلاد رغم انحدار صناعة المعارض طوال سنوات الحرب .. وفرصة لمعاقبة الشركات التي تركت البلد وتنكرت وعارض أصحابها وطنهم بطريقة فيها الكثير من العداء .
واللافت للنظر هو أنّ عدد من أصحاب الشركات المعارضة والتي لن توفر حتى فرصة رفع علم الانتداب يحاولون التشويش على الشركات التي بقيت في البلد وتقوم حاليا بأعمال تجهيز أجنحة في معرض دمشق الدولي وتحاول أيضا انتزاع العمل بالقوة وكأنّه حق مصان لها .
والسؤال هنا هل لدى وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية قائمة بالشركات التي انقلبت ثم قلبت؟ و هل يبدو حقا مكتسبا لهذه الشركات أن تعتقد أنّ من حقها أخذ حصة من تنظيم وتجهيز المعارض خاصة و أنّ بعضها بدأ يفتعل المشاكل ويتطاول على الجهات المنظمة للأجنحة و يتهمها بتفضيل شركات معينة ما هي الا الشركات التي بقيت وصمدت في البلاد . علما أنّ الشركات التي تم اختيارها لتجهيز الأجنحة لديها تجهيزات جيدة ولديها خبرة و هي أقوى في موضوع المنافسة مع الشركات الأخرى التي بدأت تخوض حربا من أجل لي ذراع وزارة الاقتصاد وحملها على الاستعانة بها بالقوة ..
بقي أن نقول أنّ هناك أجنحة يتم تجهيزها في المعرض بشكل تتم فيه مراعاة كافة التفاصيل وبما يشبه المعارض العالمية، أجنحة سورية ستقدم الانتاج السوري و المشهد السوري بأجمل و أرقى شكل .. وكل ذلك دون الحاجة لأصحاب نفوس متلونة لا نعتقد أنّها قادرة على ترجمة ما يدور في عقول من اختار منذ البداية البقاء في الوطن وخدمته رغم كل ظروف الحرب
في كل الأحوال نعتقد أنّ على غرف التجارة و الصناعة واتحاد المصدرين وضع قائمة بشركات تجهيز وتنظم المعارض مع الأخذ بعين الاعتبار تلك الشركات التي عادت البلد وتلك التي بقت وظلت تعمل رغم كل الظروف .
ونعتقد أنّ صناعة المعارض تعد نافذة أولى للترويج وبالتالي يجب أن يكون القائمين عليها مثل موظفي السلك الدبلوماسي مختبرين جيدا خاصة في الدماء التي تجري في عروقهم .
المصدر: سيرياستيبس
تعليقات الزوار
|
|