الأسرة تحتاج لأكثر من راتب شهر لتلبية (بعض) متطلبات عيد الفطر
الاقتصاد اليوم:
ها هو العيد اقترب، حيث ستواجه الأسرة السورية المزيد من الضغوط المادية، لتلبية متطلباته، فرمضان شهر الكرم، كان كريما كثيرا في أسعاره وخاصة بالنسبة للحوم على أختلاف ألوانها الحمراء والبيضاء، كما كانت أسعار الألبسة فوق قدرات الاسرة السورية ذات الدخل المحدود..
الحكومة أمرت بصرف الرواتب في 22 الشهر الجاري، أي أنه يتوجب على الراتب أن يعيش 40 يوما، فهل يمكن لهذا الراتب أن يقطع مرحلة العيد فقط؟..
بالطبع لا يخفى على أحد أن معظم الأسر السورية تعاني أزمة اقتصادية مزمنة، ومرهقة، فالمواطن السوري هو المواطن الوحيد الذي يصحى في كل يوم على أزمة ويتعايش معها ويستطيع أن يصارعها ويتغلب عليها، فالأزمات المعيشية التي تواجه المواطن تعتبر جديدة متجددة متكررة مزمنة، وفي شتى الفصول والأوقات….وحاليا يواجه المواطن كما ذكرنا تحديا اقتصاديا جديدا متمثلا بمصروف العيد، ومستلزماته وذلك بعد أن كان استطاع تجاوز مصروف رمضان ومونة الشتاء سابقا.
الدكتور سنان علي ديب “باحث اقتصادي ورئيس فرع جمعية العلوم الاقتصادية في اللاذقية” بين، أنه رغم ظروف الحرب وانعكاساتها القاسية الاجتماعية والاقتصادية وما نجم عنها استمر السوريون بالاحتفال لعيد الفطر كل حسب إمكاناته واستطاعته.. ورغم أن التضخم في سورية بلغ حوالي 1200%، فقد تمخض عنه ارتفاع بالأسعار وأصبحت الفجوة بين متوسط الأجر وما يجب أن يكون المدخول للاقتراب في الظرف العادي مخيفة وأصبحت الأسرة تحتاج لحوالي 250 الف شهريا.
وأضاف الدكتور ديب: “في رمضان وما يليه اي العيد قد تحتاج الأسرة السورية لنفقات أكثر، وذلك لتغطية تكاليف الطقوس المتواترة المتوارثة لشراء الحلويات و شراء الألبسة الجديدة وخاصة للأطفال، مشيرا إلى أنه في بداية الأزمة فإن معظم هذه الطقوس قد شهدت انحسارا، نتيجة الوضع النفسي العام المأساوي، ولكن تباعا إلا أنها ليس كالسابق، بل حدث بعض التغييرات من حيث النوعية والكمية المشتراة لتلبية حاجة هذه الطقوس، فانخفضت كميات الحلويات المشتراة من قبل الأسر السورية، وخاصة بعد ارتفاع أسعارها، واتجهت الكثير من الأسرة لتصنيع الحلويات في منازلها لتقليل من الفاتورة التي تدفعها، رغم أن تكلفتها أيضا مرتفعة، ولجأت الكثير من الأسر للألبسة المستعملة عبر شراء البالة، وإن كانت أسعارها مرتفعة مقارنة مع ما سبق الأزمة، واستطاعت الأسر السورية عبر هذه الأساليب من عدم الخروج عن الطقوس الخاصة بعيد الفطر، ولكن بقشور مما كان يحصل سابقا.
مشيرا إلى أن تأمين الحلويات والألبسة الخاصة بعيد الفطر يستنزف أكثر من أجر شهر، على أساس متوسط الاجر.
وقال أيضا: “هذا العام كنا طالبنا بمنحة لم تظهر..وبصدور قرار منح الرواتب ب22 الشهر الجاري قد تزيد الأعباء على الأسر كون الراتب سيكون عمره نحو 40 يوماً، وهذا بحاجة لإرادة وفعل صادقين من الحكومة..وتعاون عقلاني من المواطنين، ونية حكومية صادقة بالعمل لتعويض المواطن عن طريق المنحة و زيادة نشر المعونات بعدالة ولمن يستحق”.
يشار إلى أن معظم المستهلكين يتوجهون خلال العشر الأواخر من رمضان لشراء الألبسة والحلويات لتلبية متطلبات عيد الفطر بعد أن كان جل التركيز في بداية رمضان على شراء المواد الغذائية.
وشهدت أسعار الحلويات ارتفاعا رغم أن أسعار المواد الأولية الداخلية في صناعتها من سمون وزيوت وسكر انخفضت مقارنة مع العيد السابق، كما أن أسعار الألبسة باتت خارج قدرة المستهلكين، وسجلت أسعارا قياسية جديدة خلال موسم العيد الحالي، ويمكن القول بالمختصر، أن راتب وزير لا يكفي لشراء ملابس ثلاثة أطفال، من الأسواق الشعبية، وكيلو لحمة خروف وكيلو شكولا..فما هو حال الموظف الذي راتبه ربما لن يكفي حتى نهاية العيد.
تعليقات الزوار
|
|