الاقتصاد اليوم:

بدأت معاناة قسم الأطفال في المشفى الوطني في السويداء تتفاقم وتتشعب بعد افتقاده لأكثر من 30 صنفاً من الأدوية النوعية التي أدى فقدانها إلى إرباك الأهالي وفرض عليهم رحلة بحث في الصيدليات الخارجية التي قام البعض منها باحتكار الدواء في حال توافره على حين اعتذر كثير من الصيدليات لعدم وجوده وفي جولة واحدة على قسم الأطفال في المشفى الوطني تتضح معاناة الأهالي في بحثهم المرير عن الدواء وخاصة دواء الأرذاذ الذي أصبح تأمينه بمنزلة المعضلة أمام الأهالي رغم لجوئهم إلى الصيدليات الخاصة ودفعهم مبالغ كبيرة للحصول عليه في حال توافره.

ويشير الدكتور وليد حمزة في قسم الأطفال إلى أن أسوأ ما يواجهه القسم هو الافتقاد إلى الأدوية النوعية فضلاً عن تعذر تأمينها من خارج المشفى وإن تم تأمينها من الأهالي فتكون بأسعار مرتفعة جداً بسبب فقدان الأدوية الوطنية والاعتماد الكلي على الدواء الأجنبي مؤكداً أن جميع الأدوية مفقودة تقريباً وخاصة إبر السالوفيت الخاصة بالأرذاذ إضافة إلى إبرة الأدرينالين التي وصل سعرها إلى 800 ل.س بعد أن كان سعرها 25 ل.س علماً أن جميع الأدوية على نفقة الأهالي لافتاً إلى أن وزير الصحة وباجتماعه مع الصيادلة أشار إلى رفضه زيادة أي تكلفة على الدواء رغم أن الأهالي جميعاً كانوا ليقبلوا أي ارتفاع منطقي في حال توافر الدواء الوطني ولو قبلت الوزارة بزيادة التكلفة لضمنت استمرار معامل الأدوية الوطنية بالإنتاج وكانت تجاوزت إشكالية فقدان جميع أدوية الأطفال وحالت دون إبقائها حكراً على الاستيراد الأمر الذي أرهق الأهالي بسبب التكلفة العالية.

وأشار حمزة إلى أن الطبيب بات في حيرة من أمره ماذا يكتب من دواء في وصفته الطبية لأنه لا يعلم ما المتوافر منه وما المفقود ما دفع بكثير من الأطباء إلى كتابة دواء يقوم الصيدلاني بتركيبه ضماناً لتأمين الدواء المطلوب والفعال في آن واحد.

بدوره معاون مدير الصحة في السويداء الدكتور نزار مهنا أكد فقدان ما يزيد على 30 صنفاً من أدوية الأطفال النوعية بمعظمها مشيراً إلى أن هذه الأدوية مصنفة أجنبية ولا يمكن شراؤها إلا عن طريق وزارة الصحة إلا أن الوزارة قامت بتفويض مديرية الصحة بتأمين الأدوية عن طريق المديرية التي يتعذر على الوزارة تأمينها حيث قامت المديرية بإعداد قائمة لما يزيد على 30 دواء مفقوداً من أدوية الأطفال وخاصة دواء الأرذاذ والمميعات ومضادات الالتهاب الوريدية…. إلخ وتم الإعلان عن استقدامها بشكل نظامي بعد تفويض الوزارة والحصول على موافقة محافظ السويداء على الإعلان والآن تجري عملية قبول العروض من مستودعات الأدوية على مستوى سورية وليس فقط على مستوى المحافظة.

الوطن