الإنتاج مرتفع..والأسعار أيضاً..البطاطا تسجل 160 ليرة للكيلو!
الاقتصاد اليوم ـ صحف:
بدأ الخط البياني التصاعدي لأسعار البطاطا بالارتفاع فمن /35/ ليرة صيفاً في موسم الإنتاج إلى /160/ ليرة هذه الأيام، ما يثير التكهنات حول ماهية هذا الارتفاع وأسبابه، ومدى ارتباطه بعوامل غياب المادة وقلتها في أسواقنا المحلية على مبدأ العرض والطلب، أم أن له علاقة بما بات يعرف بـ(لعبة التجار)؟.
لا نعتقد أن ارتفاع أسعار البطاطا هذه الأيام سببه قلة المادة، فإنتاج هذا العام في عروته الربيعية كان مميزاً وقد يكون الأعلى منذ سنوات، حيث أغرق المنتجون أسواقنا المحلية فضلاً عن الباعة الجوالين بالسيارات التي كانوا يجوبون بها مختلف الشوارع والأحياء ريفاً ومدينة، لدرجة تعالت فيها أصوات المزارعين المطالبة بضرورة فتح باب تصدير المادة، ما يدحض بالتالي أن سبب ارتفاع سعر البطاطا هو انخفاضها أو ندرتها، ناهيكم عن أن مؤسسة الخزن والتسويق استجرّت كميات كبيرة من أجل التدخل السريع وتوفير المادة في الأسواق، وبالتالي فإن أصابع الاتهام تشير إلى تدخل التجار في السوق والعمل على احتكار هذه المادة…!.
وفي هذا السياق تؤكد مصادر في "مديريتي زراعة حماة والغاب" لـ”البعث” أن إنتاج هذا العام من البطاطا الربيعية فاق إنتاج كل الأعوام الماضية، حيث زرعت مئات الآلاف من الدونمات، ووصل سعر الكيلوغرام للمستهلك في حينها إلى 45 ليرة دون أن يتم تصدير شيء من المنتج، وأضافت المصادر: إن سعر المادة سيرتفع لاحقاً أكثر ريثما يطرح في الأسواق إنتاج العروة الخريفية بعد شهر من الآن، أو مع نهاية هذا الشهر للزراعات المبكرة، ومن ثم ستعاود هذه الأسعار الارتفاع مجدّداً مع بداية العام الجديد حيث تكون الكميات المنتجة محلياً قد شارفت على الانتهاء.
وتضيف المصادر: إن الحل يتمثل بالعودة لاستيراد المادة من الدول المجاورة كلبنان، حيث تدرس الأخيرة تصدير حوالي خمسين طناً إلى الأسواق السورية اعتباراً من هذا الأسبوع بعد مناقشة الموضوع مع الحكومة السورية، ما سيوفر البطاطا بكميات كبيرة في أسواقنا المحلية، وبالتالي يمكن أن ينعكس ذلك إيجاباً على الأسعار وحركة الشراء في آن معاً.
يذكر أن المزارعين بدؤوا الاكتتاب على بذار البطاطا المستوردة في فروع المؤسسة العامة لإكثار البذار، حيث درجت العادة على استيراد أكثر من خمسة آلاف طن سنوياً، فضلاً عمّا يستورده القطاع الخاص وغرفة الزراعة، مع الإشارة إلى أن المشروع الوطني لإنتاج البطاطا كان ينتج هذا الكم من البذار، ووصلنا إلى مرحلة الاكتفاء منه قبل الظروف الراهنة.
تعليقات الزوار
|
|