الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

البيض التركي السيء يُزج في السوق المحلية وينافسها

الاقتصاد اليوم:

قد يتسائل المستهلك لماذا يتبدل سعر طبق البيض بين ليلة وضحاها بنسبة 100% ارتفاعاً وانخفاضاً، ولماذا تلتهب أسعار لحم الفروج فجأة لدرجة تجعل من تناوله كارثة تلحق بميزانية الأسرة ، ولماذا تعلو أصوات مربي الدواجن بين فينة وثانية من الخسائر التي يتعرضون لها بفعل اضطرابات أسعار مبيع منتجاتهم ؟؟؟

المسألة الأخطر أن انتاج تركيا من البيض شبه التالف يزج في السوق المحلية وتنافسها أيضاً لكنها لا تسمح بإدخال بيضة سورية واحدة إلى أسواقها ،بالمقابل تحصل تركية على المواد الخام السورية من القمح – الفستق الحلبي – الأعلاف – الشعير عن طريق تهريبها عبر المعابر الحدودية المفتوحة بحسب ما أكده مربي الدواجن

المهندس صالح صالح من كبار مربي الدواجن أكد أن السبب الرئيسي لمشاكل قطاع الدواجن عدم وجود تنظيم له وإذا ما استمر الوضع على ذلك قد ينهار مستقبلاً ، لافتاً أنّ تذبذب الأسعار ستبقى موجودة طالما أنه استمر بالعشوائية ، علماً أنه من أكثر القطاعات التي تضررت كون تمركزه الأساسي في الأرياف ، وأن الكثير من المداجن لا تزال تعمل في الظل ودون ترخيص ، وقد اتهم صالح أن اتحاد الفلاحين هو من يقف حجرة عثرة أما انشاء اتحاد نوعي لمربي الدواجن ، علماً أن سورية صدرت في السنة الأخيرة قبل الازمة مليار بيضة للعراق ، وانطلاقاً من ذلك نستدعي اعادة النظر في انعاش هذا القطاع من جديد لأنه الحل الوحيد لكل ما يتعرض له قطاع الدواجن ..

معادلة صعبة

صالح أكدّ أن معادلة منتج البيض صعبة جداً من حيث ألا يخسر المربي من جهة وأن يأكل المستهلك البيض بسعر مقبول من جهة أخرى ، موضحاً أنّ أكثر ما ألحق الضرر بمنتجاتنا هي تركيا التي تصدر منتجاتها من النخب الأول إلى دول العالم أهمها أوربا ودول الخليج ، بينما منتجاتها الرديئة وغير صالحة للاستهلاك البشري كالفروج المجمد مثلاً تعمل على تهريبه للأراضي السورية ، وتنافس منتجاتنا ما يعرضنا لخسائر كبيرة .

و أشار أن نوعية البيض التركي المهرب إلى سورية من أسوأ الأنواع لأن نقل البيض له عوامل وشروط معينة ، فالبيض التركي يدخل سورية عبر معبر باب الهوى وبعدها يتم توزيعها من ادلب إلى بقية المحافظات ، ولكن قبل ذلك يتم نقل البيض الموجود في صحون تركية إلى صحون سورية كي تتوه المسألة وعلى هذا الاساس يتم توزيع تلك المنتجات إلى الأسواق الداخلية ، مبيناً أن الدولة تقع بين نارين أحلاهما مر ، فلا تسطيع أن ترفض منتجات مدخلة من محافظة سورية ، وبذات الوقت تضطر لان تدخل كل المنتجات التي تأتي من محافظة ادلب ، ليختلط المنتج المحلي مع التركي سواء بالفروج أو البيض .

صالح قال لا نستطيع أن نعد المواطن أنه سوف يشتري صحن البيض بسعر 600 ليرة في هذه الفترة بل سيكون بسعر 1200 ليرة حتى نحقق كمربين نوعاً من الربح ، فالتكاليف كبيرة جداً ، مضيفاً أنه كان يربي قبل الأزمة 400 ألف فرخة بياضة وهذا يحتاج لرأسمال كبير ، لكن تربية هذا العدد بزمن الحرب مكلف ولا يدر أرباحاَ ، لذلك فإنه من الأفضل تربية 200 ألف فرخة بذات الوقت تحقق أرباحاً أكثر و تخفف من أعباء التكاليف ،علماً أنّ الفرخة الواحدة قبل الازمة كانت تكلفتها تصل لحين تصبح منتجة 250 ليرة ، بينما حالياً تكلف 2500 ليرة، أي أنّ تربية 100 ألف فرخة بياضة في الظروف الحالية تحتاج إلى 250 مليون ليرة .

لا يحصد ثمار انخفاضها

بدوره مدير عام المؤسسة العامة للدواجن سراج خضر أكدّ أن تذبذب أسعار البيض خاضع للغرض والطلب ولكن ليس له أي ضابطة حالياً ، فعندما اخفضت سعر البيضة في الأسبوعيين الماضيين إلى 20 ليرة في المزارع لم يلحظ المستهلك هذا الانخفاض ، وحافظت على سعر 50 ليرة رغم أن هذا الانخفاض سبب كوارث للمربين ، لافتاً أن التاجر وحده من يتحمل مسؤولية ذلك لأنه المستفيد الوحيد من ، وبهذه الحالة لم يتحقق رضى المستهلك ولا المربي .

صفقة استيراد

مدير عام مؤسسة الدواجن كشف عن تعاقد المؤسسة على استيراد قطيع أمات بياض تقدر ب 15 ألف فرخة بياضة ، وهذا الرقم مهم جداً في استمرار عجلة الانتاج بالدوران ، مشيراً إلى أن هذا القطيع سيعطي مستقبلاً مليون و250 ألف فرخة بياضة من شأنه أن يغطي عام 2018 بالكامل ،إضافة إلى النصف الأول من 2019 من مادة صوص البياض الذي يعطي بيض المائدة مؤكداً أن العقد من مصدر أوربي موثوق وقد تمّ الحصول عليه بالطرق الخاصة للمؤسسة و بصعوبة كبيرة بسبب العقوبات والحصار الاقتصادي ، منوهاً هذا التعاقد سيوفر على الدولة مبالغ مذهلة .

مولد يبيض ذهباً

من جهته أوضح الخبير في الإنتاج ومستشار اتحاد غرف الزراعة السورية المهندس عبد الرحمن قرنفلة أن السبب الرئيسي الذي يعيق احداث اتحاد نوعي لمرجي الدواجن هو التنافس بين جهات متعددة لتبني هذا المولود الذي يمكن أن يبيض ذهباً لمن يتبناه ، فاتحاد الفلاحين يريد أن يكون هذا الاتحاد تابعاً له بحكم القانون واتحاد غرف الزراعة يزعم أن المربين لا يرغبون بالانضمام إلى اتحاد الفلاحين وأنّ له تجربة في قيادة القطاع خلال فترات ازدهاره ، بينما ترى وزارة الزراعة أن القانون كفل لها تنظيم القطاع الزراعي بكامل أنشطته ،وبين تلك المنازعات يقول المربون أنهم يطمحون إلى اتحاد نوعي مستقل يقودونه بأنفسهم ، يكون له نظام داخلي يحدد سلطته وتسانده الحكومة في تحديد غاياته أسوة ببقية اتحادات مربي الدواجن بالعالم .

يحمي المنتج والمستهلك

تعتبر حماية المنتج من الخسارات خطوة أكثر أهمية في حماية المستهلك من فورات ارتفاع الأسعار حسب قرنفلة ، حيث يؤدي استقرار العملية الانتاجية إلى استقرار أسعار المبيع للمستهلك والمساهمة بحدوث تنافس يؤدي إلى خفض تلك الأسعار ، من هنا كان للتدخل التي قامت به السورية للتجارة بتوجيه من الحكومة تأثير على تحريك أسعار بيع البيض في الأسواق حيث ارتفع سعر مبيع الطبق من 650 ليرة إلى 1010 ليرة خلال ثمانية أيام من بدأ السورية للتجارة بالتدخل واستجرار فائض انتاج المربين ، في حين رأى متابعين لهذا الموضوع أنه اجراء جيد لكنه غير كاف .

يذكر أنه قبل الحرب وصل الإنتاج السنوي من مادة بيض المائدة إلى نحو 405 مليار بيضة، ومن لحم الدجاج 200 ألف طن .

هاشتاغ سيريا

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك