البيض لم يعد من أولويات الغذاء للمواطن السوري.. وانخفاض استهلاكه 40 بالمئة
الاقتصاد اليوم:
بين الخبير في الإنتاج الحيواني عبد الرحمن قرنفلة ان تكلفة البيضة تصل الى 365 ليرة سورية من دون ربح للمربي بينما تباع بالسوق ب361 ليرة وبذلك تتحقق خسائر يومية للمربين فعلى سبيل المثال المربي الذي ينتج قطيعه 10 آلاف بيضة يخسر 400ألف ليرة يومياً ، وعلى الرغم من ذلك أشار قرنفلة إلى أن قطاع الدواجن في المحصلة رابح بالمطلق وليس كما يدعي بعض المربيين فأحياناً يتعرض لخسائر ومرات لأرباح وإلا لما كانت تكاثرت الدواجن وزاد عددها فهناك نمو بالقطاع وهذا دليل ربح.
وأضاف: نتيجة نقص المعارف لدى معظم المربين وعدم وجود رقم دقيق لمؤشرات السوق فهم يتعرضون أحياناً للخسارة وأحياناً للربح، وإن يكن قطاع الثروة الحيوانية خاسر اقتصادياً والسبب أن متوسطات الإنتاج منخفضة والتكاليف مرتفعة إضافة إلى وجود فجوة معرفية لدى مربين الدواجن يؤدي الى حدوث خسارات اقتصادية
وبالنسبة للتعجب من عدم انخفاض سعر البيض على الرغم من انخفاض سعر الأعلاف أكد قرنفلة أن ما توزعه المؤسسة العامة للأعلاف من مقنن علفي على أصناف الثروة الحيوانية رغم أهميته لا يغطي سوى 5% من الاحتياج الفعلي عن فترة دورة منح المقنن العلفي البالغة 60 يوماً لذلك يعتبر تأثير تدخل المؤسسة في تبديل الأسعار محدود جداً
وعن سبب ارتفاع سعر البيض فجأة وانخفاضه في رمضان أشار قرنفلة إلى أن سعر المادة الاستهلاكية في السوق يحكمها العرض والطلب فكلما زاد العرض وانخفض الطلب انخفض سعر المادة أما عندما ينخفض العرض والطلب مرتفع ترتفع المادة والبيض والفروج يخضعان لهذه القاعدة في التسويق، ففي بداية رمضان ينخفض استهلاك البيض ليزداد في آخره أما هذا العام فقد استمر التراجع على طلب البيض لنهاية هذا الشهر والسبب هو انخفاض القدرة الشرائية لدى المواطن.
وأضاف: لا يوجد رقم احصائي عن انخفاض استهلاك البيض هذا العام لكن كمؤشر تقديري لملاحظة السوق انخفضت نسبة استهلاك البيض في رمضان هذا العام بنسبة 40% بسبب تراجع القدرة الشرائية لدى المواطن وإعادة ترتيب أولوياته، فغالباً عندما يحدث تضخم في أسعار المواد والدخل ثابت يبدأ المواطن بإعادة ترتيب أولوياته في الشراء والبيض لم يعد من أولويات المواطن هذه الأيام فقد بدأ يبحث عن السلعة الأقل سعراً وهي الخضار، مشيراً إلى أن تكاليف البيض متغيرة بتغير أسعار مدخلات الإنتاج وكلها مكلفة الأدوية واللقاحات مستوردة، ناهيك بارتفاع أجور العمالة.
وكشف قرنفلة عن إمكانية تخفيض تكاليف الإنتاج والخسارات في قطاع الدواجن الى 30% عن طريق تطبيق المعايير الفنية في التربية والأمن الحيوي في المزارع، مشيراً الى أنه إذا تمكنا من زراعة الذرة البيضاء الخالية من التنين –وهي مادة سامة تؤذي الدواجن- وهي توزاي في قيمتها الذرة الصفراء وتصلح للزراعة في جميع الأراضي السورية فهي لا تستهلك مياهاً مثل الصفراء وتقلل كثيراُ من تكاليف الإنتاج.
واستبعد قرنفلة حدوث اندثار لهذا القطاع فهو ساهم بإغلاق جزء كبير من الفجوة التي حدثت نتيجة تدهور الواقع الحيواني خلال فترة الأزمة، لكنه إلى اليوم لا يزال من دون هوية أو معلم فهو قطاع متشتت لا يوجد ضوابط لتجديده ولا حتى تنبؤات بحجم العرض والطلب كما أن دور وزارة الزراعة خجول في التعامل معه، مشيراً إلى أنه بحاجة إلى تنظيم فقد كانت هنالك دعوات سابقاً بإحداث اتحاد للعاملين فيه تنظمهم وتخضع لإشراف من وزارة الزراعة يقودها المربون أنفسهم، إضافة الى تشجيع المربين على التجمع لإقامة شركات فهناك 40% من مداجن الفروج و15% من البياض من دون ترخيص، ناهيك بعدم انتظام الأمات والجدات وغياب مستقبل هذا القطاع لذا لا بد من وجود جهة لها صلاحيات تنفيذية إضافة الى رفع الوعي الفني بين صفوف المربين واخضاع الاعلاف للاختبارات الدورية.
تشرين
تعليقات الزوار
|
|