الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

التجارة تسرق الصناعيين واحداً تلو الأخر: أربح وأقل تكلفة وهموم

 الاقتصااد اليوم:

حاولت الخروج بصناعتها لتعيدها إلى الحياة مرة أخرى، ولكن صدمت بواقع مرير، فالأسواق تغيرت والتكاليف باتت باهظة كثيراً،  والحديث عن الصناعة بالنسبة للمشاريع الصغيرة لا يتجاوز أفواه المسؤولين عن تنشيطها.

سيدة الأعمال ميساء دهمان وعضوة في لجنة سيدات الأعمال في غرفة صناعة دمشق، كانت تملك معملاً لصناعة ألبسةالأطفال وللألبسة النسائية، ولكن نتيجة الحرب الظالمة، اضطرت لإغلاق معملها وحالياً عقدت العزيمة للعودة إلى الإنتاج من جديد، ولكن ماذا حدث معها؟.

تحدثت دهمان عن صعوبات العودة إلى الإنتاج، والبدء من الصفر، وربما من تحت الصفر، حيث لفتت بأن الصناعة حالياً باتت خاسرة بكل المقاييس وربما أصبحت التجارة أكثر ربحاً، وفق قولها، فالمواد الأساسية اللازمة للصناعة باتت صعبة المنال، في ظل الظروف الحالية وهي مرتفعة الثمن كثيراً، عدا عن النقص الحاد بالعمالة وارتفاع أجورها بشكل غير متوقع، يضاف إلى ذلك مشكلات الطاقة من عدم توفر الكهرباء وغلاء أسعار المحروقات، وإيجار المكان المخصص للعمل الذي لا يقل عن 135 ألف ليرة شهرياً .



وأكثر من ذلك في الحريقة بدمشق، وانقطاعالمياه لساعات طويلة وأجور النقل والمواصلات، وبعد الخروج من هذه الدوامة المكلفة يصطدم المصنع أو المنتج بأسعار كبيرة لمنتجه، تجعل من إنتاجه صعب التصريف في الأسواق، وفي حال أراد أن يشارك في المعارض الخارجية فالتكلفة أيضا باتت مكلفة كثيراً.

وتضيف أن “الوضع كلياً اختلف، يجب دعم الصناعة، يجب تخفيض أسعار المشاركة في المعارض الخارجية والداخلية أيضا، وأن يكون هناك مراعاة للصناعيين الذين تعرضوا لخسائر ناتجة عن الأزمة وتوقفوا عن العمل وعادوا إليه مجددا، أليس من الواجب تشجيعهم لكي يستمروا؟.”.

وأضافتدهمان: “باشرت العمل مجدداً لإنتاج ألبسة الأطفال ولكن الواقع تغير كثيراً، والأسواق أيضا وحتى الناس تغيرت، أنتجنا مساطر للألبسة وإذا نواجه صعوبة عدم توفر خياط للمساطر على الرغم من أن راتب خياط المساطر يصل إلى 250 ألف ليرة شهريا!، وأيضا لم نجد مقصدار، حتى أن الأسعار باتت كثيرا مرتفعة، فمثلا:

أنتجنا جاكيت كلفنا نحو 8 آلف ليرة دون وضع أي نسبة ربح، فيمكن القول بأن أي موديل لألبسة الأطفال أو الألبسة النسائية يكلف ما لا يقل عن 5 ملايين ليرة لكي يكون جاهزا، وهذه تعتبر تكلفة مرتفعة جدا، لذا تنعكس على أسعار الألبسة بشكل مباشر وتصبح غالية الثمن، فهل يعقل أن يقوم أحد المصنعين للألبسة يبيع منتجاته بأسعار خاسرة، فمثلا هناك من قام ببيع إنتاجه بـ2500 ليرة للقطعة في حين كلفته نحو 4 آلاف ليرة، وذلك لكي يستطيع أن يحقق مبيعات ويتخلص من إنتاجه ورغم ذلك الإقبال على شرائها كان ضعيف.

للأسف باتت التجارة أربح من الصناعة وبات وضع المستورد أريح من الصناعي، فالألبسة المستوردة باتت أقل تكلفة وتحقق نسب أرباح أكبر من المنتج محليا، فالمستورد لا يتحمل ما يتحمله الصناعي من هموم الكهرباء والماء وأجور العمال والضرائب والرسوم والمحروقات والقائمة تطول كثيراً عن هذه الهموم، وفعلا بدأت بالتفكير الجدي بالتحول إلى التجارة، فهي أربح كما ذكرت واقل هموماً، فللأسف الصناعة المحلية تواجه آلاف المشكلات، ولا يوجد أي دعم لها، فأتمنى أن تعود الصناعة الوطنية إلى سابق عهدها عندما كنا منافسين في جميع الأسواق الداخلية والخارجية.
أخيرا نود القول بأن الصعوبات المذكورة أعلاه تواجه معظم المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي لا تزال الحكومة إلى الآن تتحدث عنها دون أي تنفيذ لدعمها، فرغم كل المؤسسات والهيئات التي تم إحداثها إلا أن صناعيو هذه المشاريع أخذوابالتحول من الصناعة إلى التجارة.

ما نحتاجه حاليا التحرك السريع لدعم حقيقي لهذه المشاريع، بعيداً عن التصريحات الرنانة حول دعم هذه المشاريع الصغيرة، فهي نواه أي اقتصاد وكل مسؤولي الاقتصاد يعلمون بذلك ولكن أقوالهم إلى الآن لم تطبق على أرض الواقع..فمتى ستطبق؟.. هل حتىيتم وأد صناعتنا الوطنية نتيجة هذه الصعوبات؟..أم لكي يترك السوق فقط لكبار الصناعيين دون صغيرهم؟. ما يحتاجه أصحاب المشاريع الصغيرة الدعم الحقيقي دون الحديث عنه فقط.

هاشتاغ سيريا

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك