الدعم لمستحقيه .. والحسابات البائسة القاصرة
الاقتصاد اليوم:
بغض النظر عن متاهة تحديد من يستحق الدعم .. أقول : أن نقطة البداية التي يمكن لها أن تكون فاصلة في هذا الموضوع .. هي أن تتمكن الحكومة من تحديد و توصيف المواد المدعومة و السيطرة على حركتها بشك دقيق ..
الخدعة الاولى و الاهم التي يمكن ان يتعرض لها الدعم هي ان يخرج من كل قيود له و يتوه في حالة سديم لا تستطيع لا حكومة و لا غيرها التدقيق منه ولا تقييد حركته .
يعني مثلا أسأل ببراءة : هل الحكومة مطلعة بدقة على كامل الرصيد المحدد للدعم .. و مسؤولة عن عدالة توزيعه ..
هل تعرف الحكومة بشكل دقيق ما هي كمية المواد المسجلة لحساب الدعم و إلى أين تمضي.. ؟! و هل تستطيع أن تعطي كشفا بذلك ...
على سبيل المثال . هل الحكومة واثقة أن حفنة المازوت المقررة ..لسد الحلوق تحت عنوان التدفئة .. او دعم المواطن بتدفئة ما مزعومة تصل فعلا الى الاجساد التي يؤرقها البرد .. أم ... لها كهنة و مسوقون ، بحيث تمضي إلى جيوبهم أولا .. ولا يصل لأصحابها الافتراضيين .. إلا حسابات ورقية هم فيها الخاسرون ..
هل الحكومة متدققة بأن كل الدعم الذي تقدمه كسلع أساسية تأخذ طريقها لتلبية طلبات البطاقات الذكية ..؟!
مسألة يمكن حسابها بشكل شبه دقيق .. إن توفرت النيات للحساب ..
بالشكل العام ... يفترض العقل أن التحكم بالدعم و وضعه في إطار الشروط الصحيحة ليصل الى أصحابه .. يعني أولا منع الأيدي من الوصل إليه و التصرف فيه .. و هذا أسهل .. يعني تستطيع الحكومة أن تحسب ببساطة الدعم و الكم الذي يصل منه إلى الناس ..!!
أما ان تترك الحكومة هذا كله وتغيب عنه للتفتيش و التدقيق على موديل السيارة .. و صاحبها .. لتحرمه من حقه .. و هي بذلك لا تستعيد شيئا مما تسرب بالفساد .. و إنما تدخل الفساد كعنصر أساسي على حق المواطن الوطني في الدعم .
هذا الرقص و الفقص و الادعاء و الاختراعات الكاذبة بحرمان مواطن من حقه تحت حجة حماية الدعم ... هو دون شك أهم غطاء لحماية الفساد الذي هو الكارثة الذي يستطيع القضاء على كل دعم.
قبل حماية الدعم من غير مستحقيه بحجة عدم حاجتهم له .. يجب أن يحمى أولا من اللصوص و الفاسدين الذين يتربصون به ..
ان الحكومة بجهودها الراهنة التي تدعي فيها رقابة الوصول بالدعم لمن يستحق .. تغوص في معمعة بلا طائل .. و تحرم من يستحقون و إن اختلفت حولهم بعض الشروط .. في حيت تترك للفساد الكلي الصولة و الجولة ..
فهل يمكن أن نحمي الدعم .. إن لم نحمه من الفساد اولا .. فما بالنا نسينا ذلك و طرنا وراء حمايته من أصحابه؟ ... !!
سيرياستيبس
تعليقات الزوار
|
|