الدولار يحكم العمليات التجارية الكبيرة..فضلية: الدولرة تحصيل حاصل أمام تذبذب سعر الصرف
الاقتصاد اليوم:
لم يعد سراً أن آلية احتساب العمليات التجارية الكبيرة والبيع والشراء بالقطع الأجنبي، بدءاً من العقارات إلى السيارات، ومعدات الطاقة الشمسية ومستلزمات الإكساء، وصولاً للسلع الأساسية اليومية للمواطنين، حتى الخضار والفاكهة مؤخراً، فالمشتريات الصغيرة التي تتمّ بالليرة، تكون محتسبة أساساً بناءً على سعر الصرف، وهو ما نلمسه يومياً في أية عملية شرائية، أما إذا نظرنا إلى أسواق العقارات (بيعاً أو إيجاراً)، والسيارات والتجهيزات الطبية والكهربائية، وأي من السلع المعمرة، فمعظمها تباع وتشترى مباشرة بالدولار، وبرقابة خجولة يعتقد البعض أنها تغضّ النظر بقصد أو غير قصد!.
ورغم أن القوانين والتشريعات تمنع التعامل بغير الليرة، مما ينفي تطبيق الدولرة مباشرة على الاقتصاد، إلا أن ما يتمّ من عمليات تجارية على نطاق واسع يصفه خبراء بالدولرة غير المباشرة، التي يطبقها قطاع الأعمال وقطاع الاقتصاد غير المنظم، وهي ظاهرة موجودة وتفرض نفسها بقوة شئنا أم أبينا –حسب تعبيرهم- إذ وجد قطاع الأعمال وحتى المستهلكون بعملياتهم الشرائية الكبيرة بهذه الآلية، حماية لقيمة ممتلكاتهم أمام التذبذب اليومي بسعر الصرف.
الأستاذ في كلية الاقتصاد الدكتور عابد فضلية أكد أن التعاملات التجارية الكبرى، إما تتمّ بالدولار أو أنها تستند بشكل غير مباشر إلى قيمة الدولار في السوق السوداء، وهذه الآلية في التعامل باستخدام عملة أجنبية بالتبادلات ممنوعة قانوناً، أما التعاملات التجارية بالليرة السورية استناداً إلى قيمة الدولار في السوق، فهي مسألة منطقية وقانونية طالما تمّ الالتزام باستخدام العملة الوطنية في التبادل، وهو ما تعرفه وتتقبله الجهات الحكومية بشكل غير رسمي، لكن بافتراض أن هذا السعر منطقي وتوازني حقيقي، وهو قد يكون كذلك وربما لا، فما يقوله الجانب الرسمي بأن هناك مخالفة لقائمة الأسعار ليس صحيحاً ومنطقياً دائماً.
وأوضح فضلية أن الدولرة، والتي تعني اعتماد بعض الأنشطة على الدولار كعملة تبادل داخلية بدلاً من الليرة السورية، فهي (تحصيل حاصل) نتيجة تذبذب سعر القطع الأجنبي الذي يصبح معياراً لتحديد القيم والسعر، لذا فإن التضييق على الدولرة سيعيق ويلجم الأنشطة الاقتصادية التي تتعامل بالدولار بشكل مباشر (وهذا مبرّر قانونياً)، لكن في الوقت ذاته سيعيق ويحبط أنظمة وسلوكيات التبادل بالليرة السورية المستندة إلى قيمة الدولار، رغم أنها ليست مخالفة للقانون، وعندما نقول إن هذا أو ذاك التشريع يحبط ويضيق ويلجم ويعطل الأنشطة الإنتاجية، فهذا يعني أن هناك مشكلة بهذا التشريع، والحلّ هو بالتشريع والتطبيق الذي يوازيه.
المصدر: صحيفة البعث
تعليقات الزوار
|
|