المحامي العام بحلب: الفساد المستشري وغلاء الأسعار ساهم بازدياد هجرة السوريين
الاقتصاد اليوم ـ صحف:
اعتبر المحامي العام الأول بحلب "إبراهيم هلال" أن أسباب الهجرة في سورية تعود لفقدان الكثير من المواطنين عامل الأمان والعيش بسلام، مشيرا إلى إنه لا يمكن تجاهل ارتفاع مستوى الأسعار بشكل جنوني وغير معقول التي ساهمت في ازدياد الهجرة وخاصة ذوي الدخل المحدود، مقابل انقطاع مصادر الدخل لدى أغلبية السكان الذين يعيشون في المناطق الساخنة.
ورأى هلال أن الفساد المستشري في بعض إدارات الدولة في ظل عدم وجود إجراءات جدية ومناسبة وسريعة لمكافحتها والحد منها من الأسباب التي لا يمكن تجاهلها في ازدياد حالات الهجرة، داعياً إلى إحداث أجهزة رقابية جدية في محاربة الفساد وتأمين الخدمات الأساسية للمواطنين بإيجاد طرق بديلة وسريعة ولاسيما أن هناك تقاعساً من بعض الإدارات في المحافظات الساخنة عن إيجاد الحلول البديلة والسريعة لتأمين الخدمات للمواطنين القاطنين فيها.
وشدد هلال على ضرورة تأمين أماكن بديلة للمناطق الصناعية لممارسة أعمال الصناعيين وصناعاتهم ومهنتهم باعتبارهم ثروة وطنية لا يجوز هدرها بأي حال من الأحوال، مؤكداً أن محافظة حلب وحدها خسرت نسبة كبيرة من عقولها العلمية، معتبراً أن هذه النسبة تعكس واقع الحال في باقي المحافظات الأخرى.
وأوضح هلال أن الهجرة ألحقت أضراراً كبيرة لا يمكن تعويضها لعشرات السنين ولاسيما من جهة خسارة الدولة لملايين العقول العلمية والكفاءات الفنية والتجارية والصناعية، محذراً من تفتت بنية المجتمع وخاصة مع هجرة الأقليات التي كانت تشكل نموذجاً للوحدة المجتمعية بين أبنائها.
واعتبر هلال أن التخفيف من هجرة السوريين لا يكون إلا باتخاذ إجراءات سريعة ومشددة وخاصة في محاربة الفساد بالإسراع بإصدار قانون مكافحة الفساد وأن يكون متناسباً مع حجم الفساد والأخطار المحدقة بالوطن، داعياً إلى إصدار قانون يسمح بمساعدة الطلاب الجامعين بمنحهم قروضاً كافية للسكن والمعيشة على أن تكون طويلة الأجل باعتبارهم كوادر بشرية لا يمكن الاستغناء عنهم.
وشدد هلال على ضرورة إحداث وزارة جديدة تعنى بالهجرة أو هيئة عامة تتبع لرئاسة مجلس الوزراء نظراً لأهمية هذه الظاهرة الخطيرة باعتبارها ظاهرة مدمرة للمجتمع السوري وأنها من أخطر الأهداف غير المعلنة للحرب على سورية عبر إجبار الشعب السوري على الهجرة من وطنه إلى الدول المجاورة والأوروبية بغية أفراغ الدولة السورية من سكانها وخاصة العقول العلمية والكوادر الفنية والصناعية إضافة إلى استقطاب الخبرات التي تراكمت خلال مئات السنين لتستفيد منها الدول الأوروبية.
تعليقات الزوار
|
|