الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

المدارس: القمل موجود و غير متفش ٍ..عجبي!

الاقتصاد اليوم:

القمل في المدارس السورية ظاهرة عادية و غير خطرة ، و لماذا أكثرتم من الحديث عن هذه الظاهرة في الصحافة ، كان رد معظم المعنيين بما فيهم الصحة المدرسية ، و كان جوابنا السريع أن نلحق بهذه الظاهرة أفضل من أن تلحق بنا .

القمل بالمعنى الهزلي كان ظاهرة تخيفنا و نحن صغار قبل أن نتوقع حدوث مثل هذه الأزمة ، كان يقال لنا اغسلوا أيديكم جيدا كي لا تصابوا بالقمل، و بعدها تتهافت الضحكات ، أما الآن فظاهرة هزل الأمس هي مصيبة اليوم.

و أما بخصوص الجهل التام بخطورة هذه الكارثة فهو المستغرب من قبل الجميع ؟ فهل تنبئنا وزارة التربية بمصيبة أكبر ؟ أم أنها فعلا ظاهرة عادية و لا تستحق الكلام الكثير ، و أكبر سبب لحصولها هو انقطاع المياه.

تبلغ نسبة القمل في المدارس السورية بحدود ال20 بالمئة ، فهل علينا الانتظار حتى تصبح النسبة أكبر كي نرفع الصوت عاليا؟

النسبة زادت بشدة بعد الحرب ، نتيجة اكتظاظ الصفوف بالطلاب، و على حد تعبير وزارة التربية : ” فالهدف الأول للوزارة هو استقبال جميع الطلاب ، بحيث لا يبقى تلميذ خارج نطاق التعليم ” لكن ألا تستطيع الوزارة أن توجد حلا للحصول على تلميذ نظيف غير مقمل ؟

وجه الأهالي شكاوى كثيرة بخصوص عدم تجاوب المدرسة لدى إعلامهم أن ابنتها التقطت العدوى من المدرسة ، فلم تكترث الإدارة بأكثر من إجبار الفتيات على قص شعورهن ، أو حتى إجبار الأطفال على ارتداء القبعات ، كي لا تنتقل العدوى بحسب رأي إدارة المدرسة ، و على ما يبدو فإنه و حتى إدارات المدارس مازالت جاهلة بحجم الكارثة إن تفشت أكثر.

فالحلول لاتزال بدائية في مثل هذا العصر الذي يواجه مثل هذه الحرب ، وغالبا فإن الصحة المدرسية نائمة أو أنها خارج المعادلة ، فالتفتيش على أظافر التلاميذ لم يعد مجديا، و هي حلول ما قبل الحرب إن صحت التسمية ، مع أن الوزارة كانت قد أكدت أن مديرية الصحة تقوم بتوزيع شامبو معقم للطلاب في المدارس ، لكن و على ما يبدو فإن حملات التوزيع هذه لم تكن أكثر من حملات إعلامية ، و أما على أرض الواقع فلا شيء موجود ، ولاسيما أن مديرية الصحة صرحت أنه في ظل غلاء أسعار الشامبو ، لم تعد قادرة على التوزيع ضمن الإمكانيات المتاحة ، و المنظمات الدولية كاليونسيف تقوم بالمساعدة بين الحين و الآخر.

لم تكن الفضائح التي شهدتها المدارس السورية بالفضائح العادية ، فقد كثرت مشكلات وزارة التربية في الفترة الأخيرة ، و التي هي مشكلات كبيرة تستحق الحل على المدى القريب ، ففي كثير من الأحيان تضطر وزارة أخرى إلى استكمال الحل بطريقة غير منطقية ، و تكون الحجة هي مشكلات وزارة التربية الخارجة عن السيطرة بسبب الحرب.

بين صغر حجم القمل و كبر حجم الوزارة ، مازالت الحلول تائهة في سراديب الحرب حسب الادعاءات .

نقلا عن هاشتاغ سيريا

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك