الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

المرصد العمالي يطالب بالسماح باستيراد السلع الكمالية الغالية الثمن بدلاً من دخولها تهريباً

الاقتصاد اليوم:

على الرغم من أنها مجرّد شائعات أطلقت في الفترة الأخيرة من مصادر مجهولة، إلّا أن الحديث عن موضوع رفع أسعار المشتقات النفطية الذي يشكّل المنفذ الوحيد لرفع الأجور ورواتب المواطنين برأي الحكومة، طغى على الجلسة الحوارية التي أقامها المرصد العمالي للاتحاد العام لنقابات العمال أمس بحضور عدد من الاقتصاديين والباحثين الاقتصاديين، إضافة إلى أعضاء مجلس إدارة المرصد، حيث اعترض الأكاديميون على صدور مثل هذا القرار ووصفوه بالجريمة والكارثة بحق المواطن الذي سيحمل ثمن هذه التكلفة قبل أن تصل إليه.

شملت الجلسة الحوارية التي هدفت حسب رأي مدير المرصد العمالي عقبة رضا إلى تسليط الضوء على الواقع الاقتصادي الراهن في سورية، وتأثيره في مستوى معيشة المواطن السوري، العديد من الطروح التي استنكرت الإجراءات الحكومية الروتينية المبتعدة كل البعد عن أرض الواقع في محاولاتها تحسين الواقع المعيشي، الذي لم ولن يتحسّن على هذا النحو من الإجراءات حيث لا بد بداية من محاولة جدّية لتحليل السياسات الاقتصادية والمالية والنقدية، وواقع القطاعات الزراعية والصناعية والخدمات بهدف الخروج بحلول تقلّص الفجوة بين مستوى الدخل الراهن للمواطن السوري ومستوى إنفاق المواطن، في ظل الارتفاع الحاد بالأسعار وانخفاض القوة الشرائية للعملة، حيث طالب الاقتصاديون بضرورة ابتعاد الحكومة في ظل الحرب غير النمطية التي نعيشها عن النمطية والكلاسيكية في تبريراتها للواقع الحالي والغلاء الفاحش، وعدم قدرتها على إيجاد حلول واقعية، وفي سياساتها التي تجعلها تدور في الدوامة ذاتها، مقدّمين جملة من المقترحات ابتعدت في مضمونها عن فكرة زيادة الرواتب، وطالبت عوضاً عن ذلك بزيادة التعويضات ولاسيما أن التعويضات الحالية غير منطقية وغير مقبولة في ظل الوضع المعيشي الراهن، وأن زيادتها لن تؤثر في ارتفاع الأسعار، مع ضرورة دعم المشاريع الصغيرة التي من شأنها تمكين العاطلين عن العمل من المساهمة في الإنتاج، الأمر الذي يحقق فائدتين بالقضاء على البطالة، وكذلك زيادة الإنتاج وبالتالي خفض الأسعار.

في المقابل أشار بعضهم إلى الهدر الهائل الذي يقدّر بآلاف المليارات في عدة استثمارات لأملاك الدولة ومن الضروري إعادة النظر بها، لما في ذلك من أهمية بزيادة دخل الدولة بمليارات الليرات، كذلك ضرورة فرض ضريبة على الإنفاق الاستهلاكي على مرافق الخمس نجوم، مع السماح باستيراد السلع الكمالية الغالية الثمن التي هي موجودة فعلاً عن طريق التهريب، مع فرض ضرائب عليها بما يحدّ من عملية تهريبها، إضافة إلى دعم خزينة الدولة بمبالغ كبيرة، إلى جانب زيادة الضرائب على انتقال ملكية العقارات المرتفعة السعر، مع ضرورة تطوير القطاع البنائي الإنشائي والتوسع به ما يساهم في تشغيل عجلة الإنتاج من جديد.

وتركّزت بعض المقترحات الأخرى على ضرورة إعادة دعم القطاع الزراعي من خلال تأمين مستلزمات الإنتاج وصولاً إلى دعم الاقتصاد الوطني، ودفع عملية الإنتاج للسير من جديد. وشدّد الأكاديميون على ضرورة ابتعاد الحكومة عن فكرة زيادة الرواتب، والبحث في أسباب ارتفاع المواد الأساسية التي يحتاج إليها المستهلك وهو ما سوف يعطي نتائج إيجابية، ولفت بعضهم إلى أهمية طرح سندات الخزينة في فترات مختلفة، وأن تذهب إلى القطاع الإنتاجي الحقيقي السلعي الزراعي النباتي الحيواني التحويلي.

البعث

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك