الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

الواقع الزراعي يفرض استنفاراً لجميع الجهات الحكومية لإعادة المزارعين إلى أراضيهم

الاقتصاد اليوم:

كشفت إدارة بحوث القطن في وزارة الزراعة أسباب تراجع معظم المحاصيل الزراعية الاستراتيجية كالقمح والشوندر السكري والقطن، ولعل أبرزها يتعلق بعدم وجود إمكانية لتسويق الإنتاج إلى مؤسسات الدولة، وابتزاز واستغلال التجار للفلاحين، بالإضافة إلى تدني الأسعار خلال مواسم زراعتها بشكل لا يوازي تكاليف الإنتاج.

ويبيّن مصدر في إدارة بحوث القطن أن ضعف زراعة القطن انعكس سلباً على معيشة المزارعين في جميع المحافظات، ما دفع معظمهم إلى هجرة الأراضي الزراعية والبحث عن فرص عمل أخرى لتلبية احتياجاتهم، وكان لذلك تأثير كبير أدّى إلى تحول معظم الأراضي إلى أراضٍ غير صالحة للزراعة، وحسب المصدر فإن الواقع يفرض استنفار جميع الجهات الحكومية لإعادة المزارعين إلى أراضيهم وتحسين الحياة المعيشية لهم مع تقديم الدعم اللازم لزراعاتهم، واستجرار محاصيلهم بالطرق المناسبة.

وأشار المصدر إلى أن إدارة بحوث القطن تعمل على التقيد بالمواصفات القياسية المطلوبة لمجموع الأصناف المزروعة من القطن، هذا إلى جانب دراساتها البحثية المرتبطة بالأمراض والآفات التي تصيب محاصيل القطن، وأساليب الوقاية المطلوبة للعناية بالمواسم والحفاظ على كميات الإنتاج، كما تعمل إدارة الأبحاث على مجموعة من الدراسات حول الأقطان التجارية المتداولة، وأخرى حول المعاملات الزراعية، وأنواع حشرات القطن، وقد تم الاتجاه مؤخراً إلى تطبيق المكافحة المتكاملة لآفات القطن الحشرية، حيث اتخذت التوصيات العلمية والفنية من خلال مؤتمرات القطن السنوية المتعاقبة لتطبيق قواعد الإدارة المتكاملة لآفات القطن الحشرية، إذ كان لهذه السياسة في إدارة آفات القطن الأثر الكبير في استقرار وضع التنوع الحيوي في النظام البيئي الزراعي للقطن، وازداد غنى حقول القطن في سورية بالعديد من المتطفلات والمفترسات، كما أدّت هذه السياسات إلى انخفاض المساحات المكافحة بالمبيدات الكيماوية بشكل واضح وارتفاع معدل إنتاج وحدة المساحة إلى أكثر من /4/ أطنان في الهكتار، كما أثرت مختبرات المكافحة المتكاملة الحيوية في جامعة حلب وفي دير الزور والحسكة في برامج المكافحة بإدخال عنصر مهم في المكافحة الحيوية لبيوض ويرقات وديدان الجوز باستخدام نوعين من المتطفلات، وقد وصلت المساحة المكافحة حيوياً إلى 5165.5 هـكتاراً باستخدام المتطفل البيضي.

ويؤكد المصدر أن سنوات الحرب أثرت كثيراً في منتجاتنا من الذهب الأبيض، حيث تشير الأرقام إلى أن نسبة التنفيذ انخفضت لتصل إلى 38% فقط مما كانت تنتجه سابقاً بعد أن دمّرت معامل تصنيعه، حيث كانت تنتج حوالي مليوني طن في الموسم من القطن المحلي، أما الآن فإن المساحة المزروعة انخفضت من 193 ألف هكتار إلى 72.5 ألف هكتار، كما أغلقت المعامل التي كانت تغزل وتنسج القطن السوري المتميز في المناطق الآمنة بسبب نقص المواد الأولية، بالإضافة إلى مشكلات كثيرة تحول دون تنفيذ الخطة الزراعية يتعلق معظمها بصعوبة تأمين مستلزمات الإنتاج والبذار التي توزع تباعاً على المناطق الآمنة، وأشار المصدر إلى أنه بات من الضرورة الملحّة الحفاظ على النوعية الجيدة للقطن السوري وإعادة الأراضي الزراعية إلى عطائها.

البعث

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك