الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

باحث : نحتاج إلى 432 مليون دولار لإصلاح سوق العمل والإنتاج

الاقتصاد اليوم:

قدم رئيس جمعية العلوم الاقتصادية في اللاذقية الدكتور سنان علي ديب، مقترحاً لإعادة دوران عجلة الإنتاج وإصلاح سوق العمل الذي يواجه تناقضا كبيرا،

فرغم من توفر فرص العمل وطلب معظم الشركات العامة والخاصة موظفين وعمال، إلا أنه لا يوجد إقبال يذكر على فرص عمل المعلن عنها، مما يشي بأن هناك عوامل أدت إلى تفاقم ظاهرة البطالة في سورية والإحجام عن العمل المتوفر.

مقترح الدكتور ديب تمثل بأنه دون إعادة المازوت لما يساوي 30 ليرة لليتر، وإعادة سعر الصرف لما دون الثلاثمائة ليرة لا إمكانية لإعادة الانطلاقة الاقتصادية وإصلاح سوق العمل،

علماً أن ما يلزم لإعادة سعر ليتر المازوت إلى 30 ليرة، ولمدة عام كامل، هو 432 مليون دولار، وما يهرب للسوق المحلية من ألبسة و دخان وأجهزة خلوية شهريا تقدر بـ 230 مليون دولار، ولا شك أن عودة سعر المازوت إلى 30 ليرة، سينعكس على كل مجريات الحياة وعلى كافة مجالات العملية اﻻقتصادية واﻻجتماعية، وبالتالي خلق فرص العمل واﻻستعاضة عن اﻻستيراد واﻻنطلاق للتصدير”.

وعن كون الرقم المطلوب لخفض سعر ليتر المازوت إلى 30 ليرة يعتبر صعبا في ظل تزايد حجم الأنفاق الحكومة نتيجة الأزمة الحالية، أكد الدكتور سنان، أن هناك الكثير من المطارح للوصول للرقم المطلوب، مثل اﻻصلاح الضريبي وخاصة لكبار التجار وملوك التهرب الضريبي،

وإعادة تسعير الاستثمارات الحكومية، والتي بعضها أعطي بأقل من ربع السعر الحقيقي وضبط النفقات وكذلك التحويلات اليومية وجدولة احتياجات الاستيراد وفق الضرورة والأولوية، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بعد الإحاطة بالفساد وتقليل الروتين، وإعطاء ما أمكن من تسهيلات لتشجيع الاستثمارات والصناعات.

ولفت إلى أهمية إصلاح القطاع العام، مشيراً إلى أن ضخ 255 مليار ليرة لقطاع الصناعة فقط يرفع الناتج المحلي الإجمالي 10%، علما أن حجم الأموال الموجودة في المصارف السورية تقدر بـ 3600 مليار ليرة.


وأشار إلى أن نسبة البطالة في سورية حسب تقديرات البعض تتجاوز 50 بالمائة مع تحفظنا على هذه النسبة ليس من ناحية توفر فرص العمل، وإنما من ناحية الهجرة التي حصلت للخارج،

مشيراً إلى أن ما يشجع على قبول فرصة العمل هي الإغراءات التي سيحصل عليها طالب العمل من الوظيفة، ونلاحظ أنه في هذه الأيام حلقت الأسعار وتضاعفت تكاليف المعيشة في ظل تضخم، وصل لحوالي 1000 بالمائة، وأصبحت المغريات اقل في ظل الرواتب الحالية فإن كان طالب العمل في منطقة أخرى أو يحتاج لواسطة نقل أو أكثر فإنه سوف يستهلك أكثر من نصف أجره إن كان تعيينه على أساس عقد سنوي أو أي صيغة غير التثبيت، وإن كانت مسابقة لتثبيت عاملين فالثقة أصبحت مفقودة من تجارب سابقة، فلا يحظى بالوظيفة إلا من لديه “واسطة”.

ونوه إلى أنه نتيجة الظروف الحالية التي تمر بها سورية، فقد أصبحت نسبة الشباب هي الأقل وبالتالي أصبحت الأعمار من 40 عاما وما فوق هي المسيطرة، وأغلب من هاجر وغرر بهم أصحاب المهن والحرف وبالتالي أصبح السوق فارغا منهم، وتزامن ذلك مع التدمير الذي شمل الكثير من المنشآت واﻷبنية وغلاء تكاليف البناء والإكساء جعلت الكثير من حملة هذه المهن تترك البلد، مما أدى إلى فرض واقع هو: معيشة مرتفعة وفرص العمل قليلة و النزوح للخارج كان الحل.
ولفت الدكتور سنان إلى أنه لكي يتم جذب العامل للتوظيف في الشركات العامة والخاصة،

إن ذلك يتم عبر المزايا التي تمنح وتؤمن للعامل ولصاحب المهنة معيشة جيدة و قدرة على مسايرة الحياة وتأمين المستقبل. وفي ظل غلاء المعيشة الحالي لا يمكن تامين هذه المزايا، وخاصة أنه كما ذكرنا الأسعار مرتفعة وسعر الصرف ضعيف، متسائلا: “كيف يمكم جذب العاملين للعمل وأقل راتب في الدول المجاورة ودول الخليج أكثر من اكبر راتب حالي لدينا”.

خاتما قوله: “باختصار إن لم تتوفر النية الصادقة وتتغير العقلية الحالية في إدارة الموارد وفي ظل سيطرة بعض الشخصيات اﻻقتصادية على القرار وعدم العودة لمؤسسات حكومية قائدة للعملية اﻻقتصادية، وإن لم نصل للتشاركية في القرار الحكومي ستظل العصي توضع بالعجلات، ولن يحصل أي تغيير”.

هاشتاغ سيريا

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك