الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

باحث: خمسة منعكسات سلبية لنقص ثروة الموارد البشرية في سورية .. وإليكم الحل

الاقتصاد اليوم:

كتب الباحث الاقتصادي والمحاسب القانوني والمحاضر في المعاهد والجامعات السورية لمقررات المحاسبة، فايز بيضون

حددت عوامل الأنتاج بحسب علم الأقتصاد بأربع هي " الأرض، المال، العمل، التنظيم

فالمال هو ناتج وحصيلة عمل سابق ادى اليه . والتنظيم هو احد اقسام العمل الاداري و الفني . والارض لا يمكن ان تؤتي بأي ناتج ان لم تقترن بالعمل و هكذا يتلخص العمل بأنه المصدر الاساس للانتاج .

ومنه تعتبر الموارد البشرية ( H .R)  المصدر الرئيسي للانتاج  ويبدو ذلك جليا  فالصين تمتاز بانتاج وفير و رخيص نسبيا و ذلك بسبب زيادة عدد السكان او بغنى مواردها البشرية ، وان كثير من الدول الاوربية تسعى لزيادة ثرواتها البشرية للتتمكن من استغلال ثرواتها الاخرى كالزراعية و الاستخراجية و الصناعية و الخدمية و غيرها . فلا يمكن لهذه الثروات ان تقوم لها قائمة او ان تعطي اكلها ما لم تتوج بالثروة البشرية التي تعتبر مفتاح الثروات .

ويمكن تصنيف الثروة البشرية الى :

١- عمالة عادية

٢- عمالة فنية

٣- الاستشاريون

٤- المنظمون

٥- المفكرون و المخترعون

وتحاول الدول وفقا لما حصل عليه موقع "بزنس2بزنس سورية" باستقطاب ما ينقصها من التصانيف السابقة بالمغريات و المزايا و التسهيلات وخاصة الفئات الرابعة و الخامسة السابقتين.

وفي سورية وبسبب الحرب المجنونة  تمت هجرة القسم الاكبر من الثروة البشرية و خاصة الذكور تحت ضغط العوز المالي او الظروف المعيشية و الصعوبات و الازمات التي رافقت الازمة خلال السنوات السابقة.

واستغل هذه الغائلة العديد من الدول فمنها من فتح باب الهجرة او باب اللجوء  وتدفق العديد من السوريين الى الدول الاوربية و الآسيوية و العربية و حتى الافريقية بحثا عن سوق العمل او عن ملجأ يقيهم غائلة التشرد و العوز.. فماذا كانت النتيجة ؟؟.

١- النقص الهائل النسبي في الذكور قياسا على الاناث.

مما ادى الى نقص فرص الزواج لدى الاناث ، اضافة الى ارتفاع نسب الطلاق لغياب الزوج وعدم تمكنه من لم الشمل اضافة الى عدم قدرة رب الاسرة على الانفاق الاسري في ظل غلاء الاسعار و بالتالي تفكك الاسر بنسب لا يستهان بها .

٢- بما ان طبقة العمال العاديين يحتل معظمها الذكور بحسب طبيعتها لما تتطلبه من قوة بدنية وتحمل ضغوط متطلبات العمل وبسبب غياب الذكور فنجد ان هذه الفئة قلت و ربما ندرت في بعض الاماكن .

٣- فيما بتعلق بالعمالة الفنية ( خريجي المعاهد) اضافة للمهنيين الفنيين فمنهم من تلقفته الهجرة الخارجية و منهم من حل محل الاستشاري تحت ظرف هجرة الادمغة التي طالت السواد الاعظم من الاستشاريين وبالتالي اضمحل العمل الفني كما ونوعا ،و رافق ذلك عمليات الهدم ومخرجات التفجيرات وتخريب البنى العمرانية و الانتاجية . مما ادى الى تدهورها و صعوبة اعادتها لما كانت عليه.

٤-فيما يتعلق بالمنظمون و المستثمرون ايا كانت صفتهم القانونية فمن تخربت منشأته و سرقت معداته و آلاته و موجوداته التي كانت حصيلة عرقه وجهده بل حصيلة عرق اجداده و ابائه ايضا فاذا بها جداثا مهدورا وبالتالي و قوفه عاجزا عن الانتاج وعن الايفاء بالتزاماته ومطاليبه و بحث عماله بتصانيفها المختلفة عن البدائل التي غالبا ما تكون خارجية.

٥- فئة المفكرين و المخترعين وهم بالاصل ندرة وفي ظل الاحداث تم استقطاب اغلبيتهم واغرائهم للهجرة و ما بقي منهم اقل من الندرة. .

وهكذا نجد ان الثروة البشرية بقيت في سورية بنسبة ضعيفة جدا و بمقارعة هذه النسبة مع سوق العمل التخصصي نجد ندرة اليد العاملة سواء للانتاج او لاعادة البناء او للصيانة .

من جهة اخرى فان البنية التحتية للمرافق الانتاجية تعرضت للتدمير الجزئي او الكلي و توقف قسم كبير منها عن عجلة الانتاج الامر الذي ادى الى اضمحلال الثروات وضعف الناتج القومي المحلي و ضعف التكوين الرأسمالي المجمل و ضعف الدخل القومي و زيادة التضخم النقدي وانحدار القوة الشرائية للنقد متمثلة بارتفاع الاسعار.

وبهذا نكون قد دخلنا في حلقة مفرغة يصبح السبب بها نتيجة و تصبح النتيجة سببا كعلاقة جدلية  قرعاء .

والحل ليس سهلا و لكنه ليس مستحيلا و يكمن باعتقادي بحسب ما صرح به "بيضون" وفقا لما إطلع عليه موقع "B2B-SY" بما يلي :

١- انشاء و احداث وحدات اقتصادية جديدة من خلال التشاركية بين القطاع العام و الخاص او من خلال شركة قابضة تنشئ عدة شركات انتاجية لتلبية حاجات السوق المحلية الماسة و الخارجية .

٢- اعادة استقطاب الثروة البشرية السورية للعمل على اعادة البناء و التنمية من خلال الوحدات الانتاجية المقترحة في الفقرة السابقة فلا احد يبني بلدا اكثر من اهله والتشجيع على العودة بكافة السبل علما بأن الارضية النفسية للعودة متوفرة بطبيعة الحال لدى السوريين بالخارج بسبب سوء المعاملة لهم في معظم الدول و الحنين الى الاهل و الوطن و مقوماته.

ومن خلا ل المقترحين السابقين يزيد الانتاج و تزيد الثروة البشرية و يتحسن الناتج القومي المحلي و ينعكس ذلك على كل العلاقات و القوانين و المعايرات و الدالات و الروافع الاقتصادية باطاريها الجزئي و الكلي.

بزنس 2 بزنس سورية

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك