الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

باحث: عبارة الإجراءات الإسعافية خطأ فادح ينم عن غياب الخطط عند بعض المسؤولين

الاقتصاد اليوم:

أكد رئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي الدكتور عماد الصابوني مؤخرا، أن الهيئة أصبحت تعمل بطريقة مختلفة عن السابق، عندما كان يخطط للمشاريع ضمن إطار خمس سنوات، مؤكدا على وجوب النظر إلى المستقبل بطريقة جديدة مع السنة الخامسة من الأزمة، من ناحية التخطيط لإعادة البناء والآليات الاقتصادية المعتمدة لدى الدولة، وتحديد الأدوار.

وتعليقا على كيفية وجوب انتهاج عملية التخطيط حاليا وفي ظل الظروف الراهنة، رأى المحاسب القانون والمحاضر في معاهد وجامعات سورية لمقررات المحاسبة، فايز بيضون، أن التخطيط هو البرمجة المسبقة للأعمال الإدارية والإنتاجية سواء في القطاع الحكومي أو القطاع الاقتصادي و يحكم بالفشل على أي عمل غير مخطط مسبقا، مشيرا إلى أن من أهم أدوات التخطيط الإحصاء و التنسيق فبمعزل عن أي منها يكون التخطيط هراء، فيجب توافر الإحصائيات الدقيقة التي تشكل بنية التخطيط إضافة إلى التنسيق بين خطط الإدارات المترابطة والمتشابكة كيلا يكون هناك هدرا بالتنفيذ أو تعارضا في مكنوناته

ووجد بيضون أنه بظل الظروف الحالية وهي ظروف استثنائية وطارئة، فإن التخطيط القصير المدى أكثر جدوى في ظل المتغيرات المتلاحقة وخاصة في الأمور والمستلزمات الإستراتيجية والمهمة، أما في الأعمال و المشاريع الكبيرة و طويلة الأمد، وهذه يجب أن تكون في الأوليات بعيدة المدى، فيمكن أن يكون التخطيط لها تخطيطا  طويل الأجل ولكن مع ضرورة تتبع التنفيذ من خلال تقارير فترية. قد تكون ربع سنوية لاكتشاف الانحرافات بين الخطة و التنفيذ وأنواعها وأسبابها و معالجتها وفق أسس علمية لا مزاجية و لا على شكل ردود أفعال.

وأضاف: "المهم في التخطيط أولا المعطيات الاحصائية الدقيقة  ثم إسقاطها على الأهداف والبرامج مع مراعاة السياسات الجزئية و الكلية،  وثانيا التنسيق لضمان عدم الازدواجية وعدم التعارض و لتحديد الأوليات وفقا للحاجات، وثالثا أن يراعى التدرج في الخطط  بحيث تبدأ من الإدارات و تترفع قطاعيا للأعلى و هكذا".

وقال الباحث بيضون: أن الجدير بالذكر أن التخطيط أي وضع الخطط يجب أن يسبق وضع الموازنات المختلفة لا العكس، كونه مسوغا كما ونوعا و تحديدا لها، واكرر أننا في ظل هذه الظروف حيث يردد مسؤولينا كثيرا عبارة "الإجراءات الاسعافية" وغالبا ما تكون جزافية أو ردة فعل وهذا خطأ فادح، فالحلول يجب أن تكون ضمن الخطط  قصيرة المدى أي الخطط الطارئة وبما ما يتناسب مع الظرف.

وفيما يتعلق بالاختلاف بين التخطيط للقطاع الإداري و الحكومي مع القطاع الاقتصادي و الإنتاجي، رأى بيضون، أن المسوغات والمستلزمات التخطيطية و إن تشابهت إلى حد بعيد، إلا إن الإدارات ذات الطابع الإداري يمكن أن تنهج التخطيط المتوسط المدى. بينما الإدارات ذات الطابع الاقتصادي فيمكن أن تلجأ إلى التخطيط قصير المدى في الحالات الطارئة و الاسعافية و العاجلة التي لا يمكن و لا تقبل التراخي و التريث، أما من حيث إنشاء البنية التحتية الإنتاجية سواء لإعادة التأهيل أو الإنشاء المستجد، فمن الأفضل أن تكون خططا متوسط الأجل أو طويل الأجل لبعض الفعاليات الكبيرة و الاستخراجية .

المصدر: موقع "بزنس 2 بزنس سورية"

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك