الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

بالحطب وحده يواجه سكان القلمون برد الشتاء..مخصصاتها من المازوت لاتكفي شهراً واحداً

الاقتصاد اليوم:

تعلم الجهات المعنية في محافظة ريف دمشق كل شتاء علم «اليقين» أن 100ليتر من المازوت التي يتم توزيعها على المنازل عبر لجان توزيع المحروقات في منطقة القلمون لن تكفي شهراً واحداً لمواجهة البرد هناك وهي تعاني نقصاً حاداً في مادة المازوت. وإن هذا النقص أدى إلى انتشار ظاهرة السوق السوداء التي يجد فيها الميسورون طريقة سهلة للحصول على المادة في حين الفقراء والنازحون ليس أمامهم إلا انتظار التيار الكهربائي الذي «لا يشفي الغليل».

وأكد سكان مدينتي دير عطية والنبك في محافظة ريف دمشق أن كمية المازوت التي يتم توزيعها للتدفئة لا تكفيهم وأن البعض لم يحصلوا على مخصصاتهم حتى الآن، فاضطروا إلى الاعتماد على الغاز ومادة الجفت والحطب للتدفئة.

وأشاروا إلى أنه في حال توافرت كميات قليلة من المازوت فإنها لا تسد حاجة سكان المنطقة وإلى جانبهم الوافدون من المحافظات الأخرى، داعين الجهات المعنية إلى ضرورة توفير مادة المازوت في هذه الظروف الجوية الباردة.

طالبوا بتأمين التيار الكهربائي لساعات إضافية من دون انقطاع، وزيادة مخصصات مادة المازوت لمنطقة القلمون، نظراً للبرد القارس في المنطقة، أسوة بكل المناطق وفي هذا الواقع تحولت عمليات تسليم المازوت إلى سوق سوداء في بعض الأحيان, ولا تزال القرى الواقعة عند سفوح جرود القلمون، تعاني نقصاً حاداً في مادة المازوت، وتصل كميات قليلة جداً إلى محطات الوقود التي توزعها بالليترات، نتيجة التقنين الذي تفرضه الجهات المعنية بتوزيع المادة، وخوف أصحاب المحطات من نفاد مخزونها الذي توزعه بشكل خجول وتحت جنح الظلام على أصحاب الصهاريج والمعامل والمطاعم، في حين أن بعض العائلات توزع أفرادها على الصهاريج التي تجوب المنطقة ليجمعوا بعض الليترات لمواجهة البرد القارس الذي يخيم على المنطقة. والفلاحون في القلمون ليسوا أحسن حالاً إذ إنهم يعانون صعوبة في الحصول على المازوت من محطات الوقود في البراميل بهدف تشغيل أدواتهم الفلاحية كمضخات المياه لسقي المحاصيل الزراعية والجرارات لتضاف معاناة جديدة متمثلة في صعوبة حصولهم على مادة المازوت بكميات كافية..

مجلس مدينة دير عطية عمل على تنظيم قسيمة بيضاء لأبناء المدينة و قسيمة زرقاء للوافدين من المستأجرين وكل قسيمة خصصت ب 100 ليتر توزع على المنازل بالدور، حيث أنشأ المجلس صفحة على موقع التواصل الاجتماعي يعلن عبرها عن الحي الذي سيتم فيه توزيع مادة المازوت والساعة والتاريخ.

وفي هذا الإطار، أوضح المهندس زهير عبدالله رئيس مجلس مدينة دير عطية أن المدينة تحصل على 6 طلبات مازوت بمعدل 20 ألف ليتر لكل طلب وتوزع حسب المتاح للدوائر الحكومية وللنقل والمشاريع الزراعية والصناعية والبقية توزع حسب تعليمات المحافظة، حيث تواصل لجنة المحروقات توزيع الكمية التي تصل للمدينة تباعاً.

عضو المكتب التنفيذي في محافظة ريف دمشق لقطاع النفط والثروة المعدنية بركات مارياً أكد ان كمية طلبات المازوت المخصصة للتدفئة في ريف دمشق إذا ما تمت مقارنتها مع مخصصات محافظة دمشق فهي قليلة جداً, وكان على الجهات المختصة أخذ المناطق شديدة البرودة في ريف دمشق كالقلمون والحرمون في الحسبان، وشدد على ضرورة ضبط عملية توزيع المازوت وإعداد دراسة استراتيجية يصار من خلالها تأمين الكميات الكافية للمناطق التي تعد أكثر احتياجاً.

وقال المحامي شمس الدين إلياس رئيس الجمعية الفلاحية في مدينة دير عطية, أن الجمعية الفلاحية في المدينة تحتاج ما يقارب 37 ألف ليتر مازوت لكي تمارس دورها الزراعي من خلال أعضائها, بينما تحصل اليوم على 15 ألف ليتر عن طريق لجنة محروقات المنطقة ليصار إلى توزيعها على الفلاحين بالقطارة. ولفت إلياس إلى أن عدد أعضاء الجمعية 376 عضواً منهم 116 فلاحاً يحصلون على مادة المازوت وتوزع عليهم حسب المسح الزراعي والخطة الزراعية ، وتساءل لماذا لا تحصل الجمعية الفلاحية على مخصصاتها من المازوت من محطات دير عطية ويتم إنقاذ الفلاحين من الأعباء المالية التي يتم تحميلها على المادة كأجور نقل سواء من النبك أو من غيرها من مناطق القلمون؟.

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك