الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

تجنب الحرائق .. مالنا وما علينا

الاقتصاد اليوم ـ خاص:

لم يكن الحريق المفجع الذي التهم حياة سبعة أطفال أول الحرائق إذ سبقه حرائق كارثية أكبرها حجماً حريق العصرونية ، تصاعد مؤخراً مسلسل الحرائق بشكل خطير مما استوجب ضرورة اتخاذ إجراءات فورية حاسمة مقترنة بتنبيه الأهالي لاحتياطات لا تقبل التهاون أو الإهمال.

تنقسم مسؤولية اندلاع الحرائق الناجمة عن التيار الكهربائي لثلاثة قطاعات أهمها:

أولاً مسؤولية تتعلق بالتغذية من الشبكة العامة:

يحتمل التيار العام جزءً لا يستهان به من مسؤولية اندلاع الحرائق خاصة إذا مر عبر توصيلات منزلية غير أمنة ولعل أخطر ما يتصل به:

1-    انخفاض و ارتفاع توتر الشبكة مما يتسبب بمشاكل بعمل الأجهزة الكهربائية وقد يؤدي لاشتعال الأنواع الغير أمنة منها.

2-    قطع التيار الكهربائي وإعادته بشكل متواتر مما يتسبب بحدوث شرر بالتوصيلات القلقة و قد يؤدي لنشوب حريق.

3-    و أخطر هذه العوامل انقطاع التيار الكهربائي وعودته دون موعد مما قد يتسبب بتشغيل الأجهزة الكهربائية بأوقات خارج إرادة اصحابها "عند المغادرة أو النوم".

ثانياً مسؤولية الأهالي:

تتراوح مسؤولية الأهالي ما بين شراء تجهيزات غير أمنة واستخدام فنيين غير مؤهلين والاستخدام غير الأمن للتجهيزات، حيث ألخص أدناه أهمها:

1. استخدام وصلات كهربائية لتغذية أحمال كبيرة "كالمدفأة الكهربائية" مما يؤدي لازدياد الحمل عن الحد المسموح به ويتسبب بانصهار أجزاء من الدارة واشتعالها ، "تترافق مع دخان ورائحة" وتتفاقم الحالة عند استخدام وصلات رديئة مصنوعة من من مواد بلاستيكية قابلة للاشتعال "مخالفة للمعايير العالمية" مما يؤدي لاندلاع حريق بشكل متسارع يصعب السيطر عليه وتزيد الالة خطورة عند وضع مواد سريعة الاشتعال قرب هذه الوصلات أو القواطع أو علب الوصل أو المقابس "كالستائر والسجاد والأوراق".

*-عادة هذا النوع من الحرائق يمكن السيطرة عليه بسهولة مالم يواكبه اشتعال مواد أخرى كالستائر والديكورات الخشبية.

2. وجود وصلات أو أجزاء مخلخلة من عناصر الشبكة الكهربائية "براغي ربط القواطع و المقابس أو الوصلات بين الكبلات.." أو وصل المقابس بشكل غير مستقر "عدم دفع المقبس للنهاية أو سحبه بشكل جزئي أثناء التعثر به بالمشي" (يرافق هذا النوع من الحريق رائحة يليها دخان باهت) ، أهم أسباب هذه الحالة:

أ-وصل الأفياش بشكل غير مستقر "يجب ملاحظة أن يكون البريز مستقر بمكانه بالفيش بشكل ثابت وقوي".

ب‌-استخدام فنيين مهملين أو غير مؤهلين لتنفيذ الأعمال الكهربائية فيتم شد براغي ربط الأسلاك بقوة أكثر أو أقل من اللازم مما يتسبب بخلخلتها لاحقاً.

ت‌-استخدام نوعيات رديئة من مكونات شبكة التيار الكهربائي.

3. استخدام أجهزة كهربائية غير أمنة "بساط تدفئة ، مدفأة ، جرس الباب ، لمبة توفير ، جهاز أنارة احتياطي..." إذ غالباً نتعاطى مع هذه الأجهزة بإهمال.

4. تزيين بعض الأجهزة الكهربائية بأغطية مما يؤدي لإغلاق فتحات التهوية وارتفاع الحرارة والمؤسف أن هذه الأغطية هي أول ما يشتعل.

5. انهيار العازلية الكهربائية لأحد مكونات الشبكة "غالباً الكبلات" (هذا النوع هو الأخطر لأنه غالباً لا يؤدي لتنبيه القواطع ويكون الدخان والرائحة فيه محدودين ولكن يترافق مع ارتفاع كبير بالحرارة مما يجعل الحريق اسرع واقوى) ، تصنع كبلات الطاقة "عادة" من النحاس وتغطى ببلاستيك مرن غير مساعد على الاشتعال إلا أن حاجة السوق لبضائع رخيصة استجلبت نوعيات رخيصة "المنيوم مغطى بالنحاس مقبول عالميا لبعض التطبيقات" إلا أنه غير مقبول للاستخدامات المنزلية والصناعية، والأسوأ استخدام الحديد المعالج بدل النحاس وهو غير مقبول لأي استخدام وخطر للغاية، و والأكثر سوأً أن يستخدم بصناعة الكبلات بلاستيك سهل الاشتعال مما يسمح بالتهاب الكبلات بمجرد بلوغ حرارتها حد الاشتعال.

ثالثاً مسؤولية التجار والمستوردين والصناعيين:

نتيجة الظروف المعيشية تتجه الغالبية لشراء الأرخص مما يضغط على التجار والمستوردين للبحث عن البضائع الأرخص بغض النظر عن الجودة، كما يتجه الصناعيون لانتاج البضائع الأرخص "اشتكى مهندس وصاحب مؤسسة علمية وتجارية عريق من كساد بضاعته عالية الجودة التي عجز عن بيعها طول سنة بالمقابل باع أحدهم كامل بضاعته منخفضة الجودة خلال أقل من شهر" هذا النوع من البضائع الغير أمنه هو بمثابة قنابل موقوته نضعها في بيوتنا ومكاتبنا.

أخيراً أود الإشارة لنوعين من البضائع الرائجة والخطرة:

أولاً: البساط الكهربائي الردئ حيث يصنع بعضها من مواد تفتقر لأبسط معايير الأمان إذ يتم تركيب الأسلاك على مشمع سهل الاشتعال وبالتالي فمجرد حدوث أي شرارة أو قصر أو حرارة زائدة يشتعل النايلون أو المشمع ويحدث حريق والأسوأ أن هذه الصناعات تفتقر لأبسط معايير الأمان إذ:

1-    يدخل بصناعتها مشمع و مواد قابلة للاشتعال.

2-    تستخدم كبلات ومقابس رديئة مصنوعة من بلاستيك قابل للاشتعال.

3-    لا تحوي "فيوز" للحماية، مما يسمح بحدوث حريق حال حدوث قصر داخلي.

4-    لا تستخدم وصلات قياسية بين الكبل الكهربائي و سلك التسخين مما يعني أن أي أكسدة أو سوء اتصال سيؤدي لحدوث شرار واحتمال اندلاع حريق.

ثانياً: الكبلات والمقابس السيئة والتي يتم تصنيعها أو استيرادها دون أي ضوابط فنجد في الأسواق كبلات أو مقابس مصنوعة من الحديد المطلي بالنحاس و بلاستيك قابل للاشتعال و لا تمت للمواصفات المدونة عليها بصلة.

توصيات للأهالي:
1-    إبعاد المواد القابلة للاشتعال وخاصة الستائر والسجاد عن مقابس و وصلات التغذية الكهربائية.
2-    عند استخدام بساط كهربائي يرجى مراعاة مايلي:
•    عزله عن الأرض بواسطة طبقة من العازل المخصص لهذه الغاية.
•    عدم وضع طبقة من النايلون أو المشمع فوقه أو قربه لأي سبب كان وفي حال كان يحوي على نايلون يجب فحصه عن طريق محاولة اشعال طرفة بولاعة فإن احترق يجب الاستغناء عنه مباشرة.
•    يفضل تغطيته بسجاد ثقيلة بحيث تحجب عنه الاكسجين وتبطئ اندلاع الحريق في حال حدوثة لا سمح الله.
•    ابعاد الفيش الخاص به ما أمكن عن باب الغرفة "غالباً يبدأ الحريق لاسمح الله من أقرب نقطة للمقبس".
•    عدم تركه بحالة عمل لأي سبب كان.
•    عدم تشغيله أثناء النوم.
3-    قطع التيار الكهربائي عند مغادرة المكان.
4-    عدم وصل المدفأة الكهربائية بوصلة تطويل وعند الضرورة يجب التحقق من قدرتها على احتمال المدفأة وعدم تشغيل أي جهاز أخر معها و وصلها من أقرب نقطة للكبل.
5-    التحقق من دخول فيش التغذية بمكانه بشكل محكم وإعادة التحقق من وصله في حال التعثر به أثناء المشي.
6-    التحقق من مواصفات الأجهزة قبل شراؤها وعدم الاتجاه نحو الأرخص.

توصيات للجهات الرسمية:

1-    تجنب قطع و وصل التيار الكهربائي بشكل سريع ومتواتر "يحدث أحياناً بسبب زيادة الحمولة أن يفصل القواطع بمجرد وصلها فيعود الفني لإعادة وصلها – هنا على الفني أن يمتنع عن إعادة وصلها وأن يتصل برؤساءه لإجراء مايلزم".

2-    ضرورة تنظيم أوقات قطع و وصل التيار الكهربائي من خلال جدول ثابت ومعلن سلفاً.

3-    محاولة تثبيت التوتر عن قيم مقبولة لا تقل عن 190فولت ولا تزيد عن 230 فولت.

4-    التوجيه بفرض حصول كل مصنع أو مستورد للمواد الخطرة "بساط تدفئة ، مدفأة كهربائية ، مدفأة غاز ، كبلات كهربائية ، وصلات كهربائية" على تقرير جودة من أحد الجهات العلمية المعتبرة "جامعة دمشق أو مركز البحوث".

5-    تفعيل القانون الجزائي تجاه كل من باع أو استورد مادة مغشوشة وتسببت بأذى جسدي أو مادي لأي إنسان.

6-    ضرورة أن يعلن البائع عن المواصفات والحمايات بشكل ظاهر وصريح لا لبس فيه كما وردت من المستورد أو المصنع وعلى مسؤوليتهما.

علماً أن القانون السوري صارم للغاية بمثل هذه الأمور ولعل الأساتذة بسلك القضاء يذكرون قضية الحريق الذي اندلع بمكتب محامي بسبب جرس كهربائي ردئ الصنع.

أطيب أمنياتنا بالسلامة للجميع.

الباحث: فيصل العطري

الاقتصاد اليوم

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك