ترشيد الاستهلاك...شراكة ثلاثية ورقابة ذاتية
الاقتصاد اليوم ـ خاص:
كتب أحمد مبارك مدير شركة الثقة للضمان العقاري
منذ بداية الأزمة والحكومة تتحمل عبء كبير عليها، وإلقاء اللوم عليها في كثير من الأمور، متناسين دور المواطن الهام في ترشيد الاستهلاك وتخفيف الأعباء عن الحكومة في كثير من المواضيع منها الطاقة والمياه والغذاء واستيراد الكماليات .
تخفيف العبء عن الدولة عبر السلوك الاستهلاكي سواء للفرد أو الأسرة بالثقل والأتزان والترشيد، بحيث يكون استهلاك الفرد حسب احتياجاته دون زيادة أو نقصان كوننا جزء من هذا المجتمع متكاتفين لأعمار سوريا يداً بيد .
ومن المواضيع الهامة في ترشيد الاستهلاك التي نقوم بالتذكير بها :
-الكهرباء-
لاشك أن البحث عن حلول لأزمة انقطاع التيار الكهربائي هو الشغل الشاغل للمسؤولين على جميع المستويات , حيث يعملون على تفعيل الاعتماد على الطاقات البديلة والمتجددة كالطاقة الشمسية وغيرها , لكن الأمور تسير ببطء لأن تفعيل هذه الطاقات يصطدم بعائقي الروتين والتمويل في ظل ظروف اقتصادية صعبة , ومن مشاكل الطاقة والأكثر أهمية مشكلة استيراد الوقود بعملات صعبة مكلفة في ظل الأزمة الحالية لتشغيل محطات توليد الكهرباء , بالإضافة لقيام بعض المواطنين في ظل هذه الأزمة المالية على المواطن بسرقة الكهرباء وتحميل الدولة خسائر إضافية .
ونلفت النظر إلى بعض الأمور التي تساعد في ترشيد الاستهلاك :
-استخدام اللمبات الموفرة للطاقة التي كشفت نتائجها عن أرقام مذهلة في الترشيد تصل إلى 70 % أي أنها يمكن أن تستهلك فقط 30% من الطاقة وخصوصاً في المنشأت الضخمة من بنوك ومباني وفنادق ومحلات تجارية ومولات .
كما يقع على عاتق الحكومة تحويل أنارة الطرقات والمباني الحكومية إلى لمبات (LED)
-إطفاء كافة الأنوار عند مغادرة الغرفة
-إطفاء الأنوار في الغرف غير مستخدمة
-إطفاء الأنوار أثناء ساعات النهار والاعتماد على ضوء الشمس
تثبيت التكييف على درجة حرارة على درجة لا تقل عن 25 مئوية
-المياه-
على جميع المواطنين مراقبة الاستهلاك العام للمياه سواء داخل أو خارج المنزل أو بالمدارس أو في أماكن عملنا .
ومن الأمور والواجب اتباعها :
-أٌقفال صنبور المياه أثناء غسيل الأسنان واستخدام كوباً كبيراً من الماء بدلاً من فتح الصنبور .
-أقفال صنبور المياه أثناء غسيل الوجه أو أثناء الحلاقة .
-استخدام الدش بدلاً من تعبئة البانيو عند الاستحمام .
-استخدام رذاذ منخفض التدفق عند الاستحمام .
-فحص الصنابير وأنابيب المياه بانتظام لاكتشاف أية تسريب محتمل للمياه .
-عند غسيل الأطباق يفضل بأن يتم غسلها في حوض مملوء بالماء أما الأطباق التي تحتاج إلى تنظيف أكثر قينصح بغمرها بالماء لمدة قصيرة قبل غسلها .
-في الحدائق ينصح باستخدام نظام الرذاذ أو الري بالتنقيط لخفض استهلاك المياه.
-في غسيل السيارة يمكنك استخدام سطلين من الماء لغسيل سيارتك بدلاً من استخدام خرطوم المياه .
هناك أمور كثيرة يمكن الترشيد بها حفاظاً على الثروة المائية ويجب الأشارة بشكل كبير إلى ربة المنزل ودورها في ترشيد الاستهلاك المنزلي من ماء وغذاء وطاقة .
-الكماليات المستوردة –
ومن أهم هذه الكماليات أجهزة الموبايل ففي العقد الماضي انتهج كثير من السوريين نمط أكثر حداثة انعكس على عاداتهم الاستهلاكية فكان من الطبيعي أن يملك الواحد منا أكثر من هاتف محمول وشراء أحدث الأجهزة الرقمية واللوحية التي أثرت في زيادة الاستيراد وبالتالي زيادة الطلب على القطع الأجنبي , ومن الكماليات أيضاً الألبسة المستوردة متناسين الصناعة الوطنية مع الشكر للجهات الحكومية والفعاليات الاقتصادية التي تساعد وتعمل حتى الأن على دعم الصناعة الوطنية والعمل على تصديرها , هناك الكثير من الكماليات والتي يجب على المواطن أن يكون لديه حس وطني والتقليل من الاستهلاك لها وبالتالي تقليل الضغط على الحكومة .
-الأغذية-
يعد الغذاء من الأمور الهامة في ترشيد الاستهلاك وتقليل فاتورة الاستيراد وتحقيق الأمن الغذائي في ظل الأزمة السورية , ومن بعض الأمور التي يجب اتباعها في ترشيد استهلاك الغذاء :
-عند إعداد المائدة يوضع عليها طعام قدر الحاجة فقط
-الاستفادة من باقي الأطعمة بدلاً من التخلص منها
-عدم طبخ كميات كبيرة من الطعام تزيد عن الحاجة
شراء الاحتياجات الأساسية بالكميات التي تحتاج إليها دون زيادة أو نقصان
-معرفة بدائل السلع الأساسية حتى يمكن الاستعانة بها عند اختفاء سلعة أو ارتفاع ثمنها
-مراعاة التوقيت المناسب لشراء السلع فهناك بعض االمواسم التي تنخفض فيها أسعار السلع
التبرع ببقايا الطعام للمحتاجين
-مراعاة إهدار كميات كبيرة من الخبر وشراء الكمية الكافية فقط كل يوم وخصوصا أن نوعية الخبر الحالية لا يمكن تخزينها
-في الفنادق هناك كميات كبيرة من الأغذية يتم أهدارها سنوياً بسبب انعدام ثقافة ترشيد استهلاك الأغذية وماينجم عنها من بذخ في المناسبات والولائم التي تعدها المطاعم والفنادق وهدر لملايين الليرات ويجب إيجاد حلول للتعامل مع الأطعمة الفائضة من حملات توعية والتنسيق مع الجمعيات الخيرية علماً أن نسبة كبيرة من الشعب السوري باتت تقع تحت خط الفقر .
وهنا أيضا يجب الأشارة إلى ربة المنزل في تحقيق الترشيد والأتزان في الاستهلاك
وفي نهاية المطاف يجب الضرورة إلى قيام حملات توعية لإقناع الفرد بضرورة فرض رقابة ذاتية على أنفسهم بمايتعلق بترشيد الاستهلاك وتوعية المستهلك باتخاذ القرار الرشيد وفي الطرف الاَخر من المعادلة التجار ورجال الأعمال وحثهم على مراعاة المهنية في عملهم في ظل انتشار ظاهرة الاستغلال لدى البعض وحثهم على الالتزام بالقيم الدينية والمسؤولية الوطنية .
إن أعمار سوريا يكون بالشراكة الثلاثية بين الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني عبر التزام كل فرد منا برقابة ذاتية على نفسه وتقديم مايستطيع من جهد أو مال في سبيل أعمار بلدنا الحبيبة .
تعليقات الزوار
|
|