تسويق القطن وعذر جديد أقبح من ذنب!
الاقتصاد اليوم:
من المؤسف ألا تتمكن كل الجهات المعنية من تأمين مساحات إضافية كافية لاستلام محصول القطن في محافظة الحسكة، والمؤسف أكثر من ذلك أن يتفاخر مسؤولون قبيل الموسم بقرارات اتخذوها تقضي باستلام كامل المحصول من المزارعين، وفي اللحظة الحرجة تبدأ سلسلة المشكلات بالظهور، ويتبرأ كل من له علاقة بالقضية من البحث عن حل، أو إيجاد ما يخفف العبء.
الظلم الكبير الذي يتعرض له الفلاح السوري من حكومته، لا يقاس بأي ظلم آخر، إذ إنه يزرع بناء على خطط وضعتها وزارة الزراعة، ويجني محصوله، ثم تخذله الجهات المعنية، في الوقت الذي لا مجال فيه للمساومة أو التأخير. هذا الواقع أخطر بكثير مما يتخيله البعض لجهة هجران المزارعين لمهنتهم وأرضهم، وكذلك لجهة مدى الضرر الكبير الذي سيلحق بالاقتصاد السوري.
لايمكن تبرير المسألة بما يجري من أحداث، ولا يمكن الاستناد في كل هذا إلى الحرب الدائرة حالياً، لأن محاصيل سورية الاستراتيجية، جزء من هذه الحرب، واستُهدفت غير مرة، وتعرضت للحرق، أو مُنع المزارعون من الذهاب إلى حقولهم. بمعنى أن حماية هذه المحاصيل، واستلامها، وأن تكون بأيد أمينة، هو مصلحة عليا للاقتصاد الوطني.
ذهبنا الأبيض، وهو جزء من ثروة البلاد ـ أي القطن ـ كغيره من المحاصيل الأخرى، تختلق الحكومة المشكلات حياله، حتى لا تستلم من مزارعينا المحصول، بحجج وذرائع واهية، ومبررات غير صحيحة، فيما اقتصادنا مازال يقف صامداً نتيجة استمرار العملية الإنتاجية بإطارها الضيق، وهذا ما تتجاهله الكثير من الجهات المعنية، وتضع الأعذار التي هي فعلاً أقبح من ذنوبها المرتكبة.
المصدر: صحيفة "النور" المحلية
تعليقات الزوار
|
|