الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

جلطة كهربائية..!

الاقتصاد اليوم:

عودة التيار الكهربائي إلى الانكماش بشكل مفاجئ أثار “غضب” الشارع الذي عاش خلال الفترة الأخيرة في “بحبوحة” كهربائية قياساً للظروف الحالية، بعد أن شعر بتحسن ملموس بواقع الكهرباء، خاصة يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع، كان التيار الكهربائي خلالهما ينورنا بمروره “الجميل” طوال الـ 48 ساعة تقريباً في أغلب المحافظات، عدا عن ثبات ساعات التقنين في أغلب المناطق (3 بـ 3).

ما زاد الطين بلة أننا لم نعرف السر أو اللغز لجهة الهبوط الحاد للتيار الكهربائي خلال الأيام الأخيرة الذي وصل إلى حد “الجلطة” الكهربائية بعد أن تصلبت “شرايين” الشبكة في الكثير من المناطق، علماً أنه من حق المواطن أن يكون على بيّنة من كل ذلك بدلاً من إطلاق العنان للإشاعات، لكن للأسف شحت التصريحات الإعلامية الرسمية وتضاربت الأقاويل لدرجة أن البعض دعا للضرب بالمندل لعل وعسى يشع نور الحقيقة التي غالباً ما تغيّب من غير عذر مبرر، ربما لأن البعض اعتاد التفنن باللعب على أوجاع المواطن الصامد رغم كل المحن!.

ما حدث أننا ضعنا في دوامة التصريحات المتناقضة بين وزارتي النفط والكهرباء الجهتان المعنيتان بالشأن الكهربائي، ففي حين أكدت الأولى توفر الغاز اللازم بكميات جيدة لتشغيل مولدات الطاقة، عللت الثانية سبب التقنين القاسي بانخفاض في قيمة المخزون المتاح أو المخصص لهذا الغرض الحيوي!!.

إذاً هناك عدم تنسيق وتكامل في إدارة الأزمة الكهربائية بين الوزارتين، وكأن كل جهة تحاول أن تصطاد الأخرى، وتحملها مسؤولية ما حصل وربما سيحصل في حال استمر هذا النوع من الأداء العشوائي!.

بالمختصر، عدّاد ساعاتنا الكهربائية المتعددة المنشأ، أو بلد الصنع يجب أن يضبط بطريقة منطقية تراعي كل الظروف ولا داعي للشطح بتفاؤلنا وتمنياتنا بشأن الكهرباء، فهناك واقع مؤلم يجب أن تدركه الجهات المعنية قبل المواطن المقتنع تماماً بوجود “خربطة” بالتيار الكهربائي بدأ يلمسها لغياب الإدارة الناجحة والإرادة القوية القادرة على توليد الطاقة أو إبداع الحلول البديلة لأزمة الكهرباء والتعايش معها والتغلب على العتمة بشكل منطقي يتناسب والظرف الحالي بعيداً عن تجميل الواقع الكهربائي البشع الذي تأقلمنا وتعايشنا معه!.

المصدر: صحيفة "البعث"

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك