خبير اقتصادي: الأسعار المتواترة شوهت ترتيبات الاستهلاك لدى الأسرة السورية
الاقتصاد اليوم ـ صحف:
أكد أستاذ التحليل الاقتصادي بجامعة دمشق الدكتور عابد فضلية، إن الأسعار المتواترة بدأت بالانخفاض قياساً لأسعار العام الماضي وتحديداً عشية رمضان، وهذا يعود كما يوضح إلى انخفاض الطلب، نتيجة انخفاض الدخل والقوة الشرائية، واستنزاف المدخرات الشخصية نتيجة ظروف الأزمة.
وأضاف إن الأسرة السورية تأقلمت مع السوق وأصبحت تتكيف حسب مدخولها، وتخلت عن العديد من المواد الأساسية والتي أصبحت من الكماليات، بمعنى أن هناك تغيراً بقائمة الإنفاق ونسب توزعه، فلم تعدّ المفردات ذاتها وهذا ما أدّى إلى تشوه بترتيبات الأسرة السورية فقد تقلص الاستهلاك إلى أقل من 10% للمواد الغذائية والتحول نحو أجور السكن والنقل والاتصالات وخاصة أن عدداً كبيراً من الأسر السورية استأجرت بأسعار مخيفة فأصبح نصيب الإنفاق الأكبر عليها.
وحول المبلغ الذي ستنفقه الأسرة السورية خلال شهر رمضان رأى أن الإنفاق يختلف من أسرة إلى أخرى أي مبلغ 20 ألفاً الذي كانت تنفقه قبل الأزمة سيضرب بـ 5 أضعاف وهناك من سيضربه بـ7 أضعاف حسب استهلاك الأسرة وسلم الإنفاق للأمور الأخرى، بحسب صحيفة "الثورة" الحكومية.
وكعادتها الأسرة السورية في رمضان تخصّص ميزانية خاصة مختلفة عن بقية أشهر السنة كون المتطلبات فيها تزيد وخاصة من المواد الغذائية والمشروبات والحلويات، وفي هذا العام يبدو أن على الأسرة السورية أن تشدّ الحزام أكثر فأكثر نتيجة الزيادة الكبيرة في الأسعار وخاصة للمواد الأساسية والغذائية التي تحتاجها المائدة الرمضانية.
ومن يراقب الأسعار في الأسواق المحلية مع حلول شهر رمضان يع تماماً أن المدخول لا يمكن أن يفي بالغرض مقابل الاستهلاك الكبير والذي يرافقه ارتفاع كبير في الأسعار.
والسؤال الذي يطرح نفسه كيف يمكن لأسرة سورية مؤلفة من خمسة أشخاص بمداخيل أقل من عادية أن تقوم بعملية حسابية توازنية بين ما يأتيها من مدخول وبين المصروف غير الاعتيادي في هذا الشهر؟
أرقام عديدة طرحها أكثر من خبير بالشأن الاقتصادي للأسرة حول القيمة المادية التي تحتاجها الأسرة خلال هذا الشهر والتي تراوحت بين 100 ألف و120 ألفاً حسب استهلاك الأسرة، ففي كلام لرئيس جمعية حماية المستهلك بدمشق الأسرة السورية المؤلفة من 5 أشخاص بحاجة لأكثر من 100 ألف ليرة سورية لتأمين متطلباتها واحتياجاتها.
من خلال معادلة بسيطة استهلاك الأسرة الفقيرة سيكون محدوداً نتيجة الدخل المحدود وهذا يفرض على تلك الأسر التخلي عن العديد من المواد الأساسية والتي أصبحت بمنظورهن من الكماليات.
تعليقات الزوار
|
|