خبير زراعي يبين أسباب خسارة الفلاح والمنتج الزراعي
الاقتصاد اليوم:
ذُكر مؤخراً، أن التجّار والسماسرة يستحوذون على الغلة الكبرى من المردود الناتج عن الحلقات الوسيطة التي تم من خلالها العملية التسويقية، للمنتجات الزراعية، في ظل عدم وضع ضوابط واضحة ومحددة لآلية عمل السوق التي يحكمها العرض والطلب، ليبقى المزارع الخاسر الأوحد أمام غياب خطة عمل تكفل حماية إنتاجه من السمسرة، حيث عجز السوق عن تحقيق تحسّن ولو محدود في جدوى تسويق محصول الحمضيات وعدم قدرتها على الإسهام في تخفيف العبء التسويقي عن المزارعين المنتجين، بدليل أن سعر الكيلوغرام من أي محصول زراعي يصل إلى ضعفين أو ثلاثة أضعاف في محال المفرق، بالمقارنة مع سعره في سوق الهال، وهذا ينطبق تماماً على محصول الحمضيات الذي لم يسلم من تكرار الخيبة التسويقية المريرة في سوق الهال هذا الموسم كما في المواسم السابقة، حتى إن عدداً لا بأس به من المزارعين آثر بيع المحصول خارج السوق بالخسارة المماثلة نفسها لقناعته بأن النتيجة واحدة، وتم تداول حالات اضطر فيها المزارعون إلى إبقاء الثمار على أشجارها لأن تسويقها خاسر بكل المقاييس.
للوقوف على ذلك بين المهندس عبد الرحمن قرنفلة المستشار الفني في اتحاد غرف الزراعة السورية، أنه عندما نتحدث عن التسويق الزراعي وتجار اسواق الهال يجب ان نفهم الدور الحقيقي الذي يقومون به هؤلاء التجار..والعلاقة بين التاجر والمزارع. فالواقع يؤكد ان تجار اسواق الهال يقومون بتمويل مستلزمات الانتاج للمزارعين على هيئة قروض دون فوائد لقاء تعهد المزارع بتسويق انتاجه عن طريق التاجر لقاء عمولة ليست ضخمة تمثل نسبة من الربح يتفق عليها بين الطرفين…وخلال العملية التسويقية يتحمل التاجر اعباء التالف من المحصول بعد استلامه وحالات نقص الوزن او فساد المادة.
وأضاف: على الارجح ان هناك حقائق تسويقية تكمن وراء خسارة الفلاح او المنتج الزراعي، وهي تتعلق بالسلسلة التسويقية كاملة وبعضها يتحمل مسؤوليته المنتج نفسه مثل موعد القطاف او الجني ونوع المحصول ورعاية المحصول خلال دورة الانتاج ثم مواضيع الفرز والتوضيب والتعبئة والتغليف وقيمة العبوات ونفقات القطاف والنقل الى الاسواق وكيفية النقل وموعده ووسيلة النقل المناسبة التي تضمن الحفاظ على طازجة المحصول وغيرها…اضافة الى اهمية توجيه المنتج الزراعي وتزويده بمعلومات انية عن الاسواق وحالتها وحجم الطلب الداخلي والخارجي المتوقع في كل فترة زمنية”.
ولفت قرنفلة لـ"سينسيريا" إلى أنه في الحقيقة موضوع تسويق الحاصلات الزراعية موضوع معقد ويجب فهم كافة مكوناته حتى نتمكن من وضع الاصبع على مكان الالم الصحيح لتتم معالجته.
ولفت إلى أن الكثير من تجار سوق الهال تعرضوا خلال الازمة التي تمر بها البلاد لخسائر فادحة ناتجة عن عجز كثير من المزارعين عن تسديد ديونهم لهؤلاء التجار بفعل عدم قدرتهم على زراعة اراضيهم او عجزهم عن نقل المحاصيل للأسواق التي تحقق السعر الافضل
وعن الفكرة التي تتمحور حول تأسيس مؤسسة عام للحمضيات تعنى بكل أمور الحمضيات من إنتاج وتسويق، بين قرنفلة، أن المشكلة في موضوع الحمضيات ليست بالهياكل الادارية. المشكلة في تحمل كل جهة معنية بالمحصول مسؤولياتها والتعامل مع المحصول طوال العام وليس في فترة التسوبق فقط. اضافة الى ضرورة زراعة الاصناف التي يمكن تسويقها خارجيا وداخليا اي يجب ان يكون هناك تخطيط مسبق لما سنزرع من اصناف وكمياتها وتوجيه الفلاح وإلزامه بأصناف مقابل ضمان تسويقها بأسعار مجزية …والاهم هو متابعة المحصول على مدار العام.
وقال: “لا اعتقد ان ثمة حاجة لهياكل ادارية تزيد الواقع تعقيدا”، مشيرا إلى أنه من الاجدى تشجيع مزارعي الحمضيات على تشكيل تجمعات اهلية غير سياسية تعني بشؤون المحصول من الزراعة حتى التسويق على غرار ما هو معمول به في الدول المتقدمة زراعيا.
تعليقات الزوار
|
|