د. الجبالي : يدعو رجال الأعمال السوريين في المهجر للعودة لبناء سورية
الاقتصاد اليوم:
كتب الدكتور محمد الجبالي
(قطاع الاعمال) :
مع استمرار سوريا في السعي نحو إعادة الإعمار والنهضة بعد سنوات من التحديات، تبرز الحاجة الملحة إلى استقطاب الخبرات والموارد المالية والفكرية من رجال الأعمال السوريين المنتشرين في المهجر ، هؤلاء الأفراد يمتلكون الخبرة، والشبكات الاقتصادية، والموارد التي يمكن أن تكون محورية في دعم عملية إعادة الإعمار ودفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية ..
فخلال السنوات الماضية، هاجر عدد كبير من رجال الأعمال السوريين نتيجة للظروف التي مرت بها البلاد هؤلاء الأفراد تمكنوا من بناء مشاريع ناجحة في مختلف القطاعات حول العالم، من التجارة والصناعة إلى التكنولوجيا والخدمات .. اليوم، ومع توجه سوريا نحو الاستقرار وإعادة الإعمار، يمكن لهؤلاء أن يكونوا حجر الأساس في المرحلة المقبلة للأسباب التالية:
1. الخبرات المتراكمة: امتلاكهم لخبرات دولية وأساليب إدارية متطورة يمكن أن تسهم في رفع كفاءة القطاعات الاقتصادية السورية .
2. القدرة على الاستثمار: توفر رؤوس الأموال اللازمة لتنفيذ مشاريع كبرى، خصوصاً في القطاعات الحيوية مثل البنية التحتية والصناعة والطاقة .
3. الشبكات العالمية: قدرتهم على فتح قنوات تجارية واستثمارية بين سوريا والعالم الخارجي، مما يسهم في تعزيز التكامل الاقتصادي .
فمن أجل تحقيق هذه الغاية، علينا اتخاذ خطوات جدية لتهيئة بيئة جاذبة لرجال الأعمال العائدين، وتشجيعهم على المساهمة في بناء مستقبل البلاد ، ومن أبرز هذه الخطوات:
1. إعادة بناء الثقة: عبر توفير ضمانات قانونية وأمنية واضحة تعزز من شعور رجال الأعمال بالأمان والثقة في بيئة العمل داخل سوريا .
2. تقديم الحوافز: مثل الإعفاءات الضريبية والتسهيلات الاستثمارية، بالإضافة إلى تقليل الإجراءات البيروقراطية التي قد تعيق دخولهم للسوق المحلي .
3. إنشاء هيئة مختصة: هيئة تعنى بشؤون المغتربين ورجال الأعمال السوريين، تكون حلقة وصل بين الدولة والمغتربين، وتعمل على تذليل العقبات أمامهم .
4. تعزيز البنية التحتية: الاهتمام بتطوير البنية التحتية لتوفير بيئة عمل تنافسية تتيح لهم النجاح .
فإلى رجال اعمال السوري في المهجر نقول لكم : نحن اليوم بحاجة إلى جهودكم ورؤيتكم وخبرتكم لتكونوا جزءاً من إعادة بناء وطنكم ، سوريا التي نشأتم فيها وتعلمتم من مواردها تنتظركم الآن لتساهموا في نهضتها الجديده .. إن الاستثمار في وطنكم ليس مجرد واجب أخلاقي، بل هو فرصة لتكونوا جزءاً من قصة نجاح جديدة تعيد للسوريين الأمل والثقة في المستقبل
إن عودة رجال الأعمال السوريين من المهجر ليست مجرد خيار، بل ضرورة ملحة لإعادة بناء سوريا ، وفي الوقت ذاته، وكما نلاحظ ان الحكومة السورية المؤقته والهيئات المعنية تفتح الأبواب لهم، وتسهل سبل عودتهم واستثمارهم، لأنهم يمثلون ركناً أساسياً في المرحلة القادمة .. بناء سوريا الجديدة يتطلب تكاتف الجهود من الجميع، في الداخل والخارج، لإعادة الأمل والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة ..
تعليقات الزوار
|
|