الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

دراسة: 14 بالمئة من سكان سورية مصابون بأمراض مزمنة..و32 بالمئة يواجهون غياب الأمن الغذائي

الاقتصاد اليوم ـ خاص:

مركز دمشق للأبحاث والدراسات "مداد"

احتلت الاحتشاءات ونقص التروية القلبية قمة الأمراض المزمنة قبل الحرب، إذ شكلت السبب الأول للوفيات في سورية إذ بلغت نسبة الوفيات نتيجة الإصابة بهذه الأمراض (49.2%) من مجمل الوفيات في عام 2008، ويعزى ذلك إلى الارتفاع المطّرد في عوامل الخطورة المرتبطة بهذا المرض، مثل: التدخين وارتفاع الشحوم في الدم وفرط التوتر الشريانيّ، بالإضافة إلى ضغوط الحياة والسمنة وقلة الحركة. وتأتي الإنتانات الحادة للجهاز التنفسي في المركز الثاني مسببة نحو (11.1%) من الوفيات، ويتركز تأثير هذا المرض في المجموعات العمرية الصغيرة جداً والكبيرة جداً، وبخاصّة بين الأطفال تحت سن الخامسة. في حين تتسبب الأورام في ما نسبته (6.7%) من إجمالي الوفيات. وتحتل حوادث السير المرتبة الرابعة.

لم يستطع نظام المعلومات الصحية توفير بيانات حول توزع الوفيات تبعاً لمسبباتها طوال سنوات الحرب، إلا أن المسح الديموغرافي لعام 2018 أتاح بيانات حول نسب الإصابة بالأمراض المزمنة، إذ تبين أن نسبة السكان المصابين بأمراض مزمنة بلغت 14.6%، وترتفع هذه النسبة في محافظة السويداء إلى حدود 22% وفي دمشق إلى ما يزيد عن 20% في حين أنها تتضاءل إلى نحو 11% في كل من محافظتي حماه والحسكة.

استطاعت سورية قبل الحرب تحقيق حدود جيدة من مقومات الأمن الغذائي، بفضل برامج الريّ الواسعة، والتوسع في زراعة الأراضي القابلة للزراعة، والبرامج الضخمة في استصلاح الأراضي، وغير ذلك من سياساتٍ متعلقة بالزراعة، إذ أشار التقرير الوطني الأول للتنمية المستدامة إلى نجاحات تحققت على صعيد خفض نسبة الفقر الغذائيّ، إذ انخفضت من (2.2%) عام 1997إلى (1.1%) عام 2010. ويقوم أحد الأشكال الجديدة لقياس الفقر المدقع الذي استدعته مفرزات الحرب على قياس مؤشرات ومستويات الأمن الغذائي الأسريّ التي أشارت إلى تأثير واسع للحرب على أحوالها الغذائية. وتأكيداً على ما سبق ذكره، يشير تقرير الأمن الغذائي الأسري إلى أن نحو ثلث السوريين (33.4%) هم فاقدون لأمنهم الغذائي، يضاف إليهم أكثر من النصف بقليل (51.6%) ممن هم معرضون لفقدان الأمن الغذائي، أي أنَّ (15.6%) فقط من السوريين يتمتعون بالأمن الغذائي.

أما على مستوى جغرافيا الأمن الغذائيّ، فيشير التقرير إلى أنَّ هناك أربع محافظات تزيد فيها نسبة الأسر الآمنة غذائياً عن المستوى الإجماليّ للقطر البالغ (15.6%)، وتأتي في مقدمتها دمشق واللاذقية، تليهما السويداء وبدرجة أقل حمص. وبالمقابل، هناك خمس محافظات ترتفع فيها نسبة الأسر غير الآمنة غذائياً مقارنة بالمستوى الإجمالي للقطر البالغ (33.4%)، تأتي في مقدمتها محافظة الحسكة التي تزيد فيها نسبة الأسر غير الآمنة غذائياً عن النصف، تليها محافظتا حلب وحماة حيث تقترب فيهما نسبة الأسر غير الآمنة من النصف، ثم القنيطرة ودرعا بنسبة أسر غير آمنة غذائياً ما بين (44.8-46.4%) من مجموع الأسر في كل محافظة. غير أن ما هو أكثر انتشاراً في مختلف المحافظات السورية هي نسبة الأسر المعرضة لفقدان أمنها الغذائي، فهي لا تقل عن (40.2%) كما هو الحال في درعا، وتصل إلى (64.5%) في محافظة اللاذقية، لكنها تقترب في العديد من المحافظات من نسبة نصف الأسر لتقترب من المستوى الإجمالي للقطر البالغ (51.1%) .

وفي عام 2017 تشير بيانات مسح الأمن الغذائيّ الأسريّ الثاني الذي أجراه المكتب إلى أن 23.3% من الأسر السورية المشمولة بالمسح آمنة غذائياً. وأن 45.5% من هذه الأسر معرضة لانعدام الأمن الغذائيّ، كما أن 32.2% من هذه الأسر معدومة الأمن الغذائي.

وبالتالي فإن المقارنة مع عام 2015 تبين أن نسبة الأسر التي عانت من انعدام الأمن الغذائي قد انخفضت بمقدار نقطة مئوية واحدة من (33%) عام 2015 إلى (32%) عام 2017، كما انخفضت نسبة المعرضة منها لانعدام الأمن الغذائي بمقدار ست نقاط مئوية بانخفاضها من (51%) إلى (45%) طوال المدة نفسها. انخفاض هاتين النسبتين قابلة للارتفاع في نسبة الأسر الآمنة غذائياً من (16%) إلى (23.3%) بين عامي 2015 و2017.

الاقتصاد اليوم

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك