سعر الحقيبة المدرسية يحلّق..تقصـير من الوزارة..و100 طالب في الصف الواحد
الاقتصاد اليوم:
فتحت المدارس في سورية أبوابها، على ما يبدو، دون دراسة عملية وصحيحة للواقع من قبل وزارة التربية، (لقد أغفلت وزارة التربية نقاطاً أساسية لم تأخذها بحسبانها)، بحسب ما أفاد به أحد المدرسين، مشيراً إلى أنه (خلال فترة العطلة الصيفية، بردت الأحداث الأمنية في مناطق وزادت سخونتها في مناطق أخرى، ما أدى إلى لجوء العائلات إلى محافظات أخرى، وكان لدمشق وبعض المناطق الريفية الآمنة النصيب الأكبر من هذه العائلات، وبالتالي زادت الكثافة السكانية بدرجة عالية، وهذا ينعكس على أعداد الطلاب في المدارس).
وأضاف مدرس في إحدى مدارس مدينة جرمانا: (خلال الأسبوع الأول من الدوام المدرسي، تبين أن عدد الطلاب في الصف الواحد لن يقل عن 80 إلى 100 طالب، من بيئات مختلفة، وعادات مختلفة، وحتى أفكار ووجهات نظر تختلف بينهم، وخاصة أنهم في سن صغير نوعاً ما، ولا يدركون جيداً ما يجري حولهم أو يفسرون تفسيراً غير دقيق أفعال الآخرين أو كلامهم).
وتابع المدرس: (كان من الأجدى أن تقوم وزارة التربية بجولة ميدانية على المدارس قبل البدء بالعام الدراسي، جولة تطلع من خلالها على مدى أهلية هذه المدارس وجاهزيتها، إضافة إلى دراسة الأعداد التي يمكن أن تستوعبها القاعات الصفية، وكذلك التجهيزات الأساسية من مقاعد، وسبورات، ووسائل التدفئة، وحتى الأبواب).
وطالب أحد العاملين في مديرية التربية، الوزارة بـ(الشروع في تشييد عدد من القاعات الصفية في الباحات، لتستوعب أكبر عدد ممكن من الطلاب من أجل تخفيف الضغط عن بقية الصفوف)، لافتاً إلى أن (العدد الكبير للطلاب في الصف الواحد له تداعيات سلبية جداً من عدة نواحي، وأهمها أن المدرس في هذه الحالة من الصعب عليه إيصال الفكرة والمعلومة بشكل سليم إلى هذا الكم الهائل من الطلاب، إضافة إلى انتشار الأمراض التي تنتقل عن طريق التنفس، والاحتكاك المباشر).
أما فاطمة(معلمة للصف الأول)، فأوضحت: (عدد الطلاب في الصف المسؤولة عنه، وصل إلى 55 طالباً، ومن وجهة نظري ومن المنطق، فإن معلمة واحدة لا تستطيع القيام بمهامها على أكمل وجه، في ظل وجود هذا العدد الكبير من الطلاب، وخاصة أنهم أطفال صغار، ويحتاجون إلى الكثير من العناية ).
وتابعت فاطمة: (غالبية المدرسين الذي هجروا من المناطق الساخنة، وضعوا أنفسهم تحت تصرف مديرية التربية، وهم يقضون وقتهم بلا عمل، ويتقاضون أجورهم كاملة، في حين ازداد الضغط على المدرسين الأساسيين في المدارس)، مضيفة (من الأجدى أن تقوم وزارة التربية بتوزيعهم على المدارس، أو توزيعهم على المجمعات كمدرسين احتياط، وعندئذ تقوم إدارات المدارس بطلبهم حسب الحاجة).
وأفاد أنس (موظف): (شقيقي في الصف السابع بإحدى مدارس ريف دمشق، وخلال الأسبوع الأول من الدوام شرح لنا الوضع في الصفوف، وبحسب ما قاله فإن الوضع مأساوي، ويحتاج إلى حلول سريعة)، مشيراً إلى أنه (بحسب ما وصفه أخي فإن عدد الطلاب في الصف الواحد تجاوز 80 طالباً، وأن ما يقارب الـ30 طالباً يحضرون الدروس واقفين، أو جالسين على الأرض).
وحول ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية، قال أحمد: (لدي ثلاثة أطفال في المدرسة، وخلال فترة التحضيرات، توجهت بهم إلى السوق لتأمين احتياجاتهم المدرسية، ولكنني فوجئت بالارتفاع الكبير والظالم للأسعار، فأنا بحاجة إلى ما يقارب 25 ألف ليرة سورية من أجل تأمين احتياجات أطفالي الثلاثة).
وأثناء وجودنا في السوق، التقينا أم محمد التي عبرت عن استياءها من الحال التي وصلت إليه الأسعار، بقولها: (توجهت إلى السوق لشراء مريول لكل من أولادي الثلاثة، ولكن المفاجأة كانت أن سعر المريول تجاوز في بعض المحال ألفي ليرة سورية، وتراوح سعر بدلات المدارس، من ثلاثة آلاف لتصل، بحسب النوعية والموديل، إلى 7 آلاف).
أما بالنسبة للحقائب المدرسية، فأكدت أم محمد: (الحقائب المدرسية، هي أيضاً لم تسلم من بورصة ارتفاع الأسعار، لتبدأ من ألفي ليرة وصولاً إلى خمسة آلاف بحسب الحجم والنوعية)، مشيرة إلى أنني (بحاجة إلى ما يقارب 20 ألف ليرة سورية لتأمين احتياجات أطفالي، وذلك يشكل عبئاً كبيراً على عاتقي، فأنا موظفة وزوجي مفقود، وأسكن بالإيجار).
وناشدت أم محمد القائمين على وزارة التربية، بـ(التساهل في موضوع اللباس المدرسي، فحالتي الاجتماعية والمادية، ممتازة بالمقارنة مع الكثير من العائلات الأخرى).
وخلال جولتنا على المكتبات في الأسواق الدمشقية، أكد أصحاب المكتبات أن (المستلزمات المدرسية ارتفعت ما يزيد على 30 بالمئة، ومنها ما تجاوز الـ40 بالمئة)، مشيرين إلى أن (ثمن دفتر الرسم نوعية جيدة وصل إلى ألف ليرة، في حين وصل سعر علبة الألوان إلى 1200 ليرة، إضافة إلى أن الدفاتر المدرسية بمجملها ارتفعت أسعارها بمعدل 20 إلى 50 ليرة سورية، والأقلام بحدود 10 ليرات تنقص أو تزيد، في حين بلغ سعر المقلمة 450 ليرة سورية).
وحول أسعار الكتب المدرسية للمرحلة الثانوية، أكد خالد (طالب بكالوريا)، (اشتريت نسخة كتب جديدة الفرع العلمي، بمبلغ 5100 ليرة سورية، وشقيقي في الصف الرابع، استلم الكتب من مدرسته ولكن كانت قديمة ومهترئة، فاضطررنا لنشتري له نسخة جديدة من المكتبة، ولكن المفاجأة أن سعر النسخة وصل إلى 2400 ليرة سورية).
وتابع خالد: (ليس من المنطق أن ندفع 7000 ليرة سورية ثمن كتب، ونحن بحاجة أيضاً إلى بدلات وقرطاسية، في النهاية نحن بحاجة إلى 25 ألف ليرة سورية)، مشيراً إلى أن (حالنا اليوم صعب جداً، فنحن مهجّرون من منزلنا، ومصروفنا كبير). وقال محمد: (أصدرت وزارة التربية قرارات جديدة للتساهل مع الطلاب من حيث اللباس والقرطاسية، وهذا ما طرح الأمل للأهالي بتعليم أبنائهم، إلا أن الأمل مالبث أن زال مع معرفة سعر الكتب، التي وصل سعرها لطلاب البكالوريا إلى ما بين 5 و6 آلاف ليرة سورية)، مضيفاً (أين مقولة مجانية التعليم التي نسمعها منذ عشرات السنين)؟ وتابع محمد: (ارتفاع أسعار الكتب، وفقدانها من بعض المكتبات، أدى إلى انتشار سوق سوداء للكتب المستعملة، التي تتراوح أسعارها مابين 2800-3500 ليرة سورية، وبالتالي مازال من الصعب على العائلة التي فيها 3 تلاميذ الحصول عليها، مضافة إلى تفاصيل الحياة ومصاريفها، من إيجار بيت، ومصروف شخصي لأفراد العائلة، التي يكسر ظهرها ذهاب أبنائها إلى المدرسة بغية تعليمهم).
أحمد إسماعيل
المصدر: صحيفة "النور" المحلية
تعليقات الزوار
|
|