الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

سوريون في الحرب..طبيب يعالج المرضى بخمسين ليرة فقط!

الاقتصاد اليوم:

من عائلة متوسطة الحال، أخ لثلاثة أخوة وثلاث أخوات، ووالده نقيب متقاعد في الجيش، توجه إلى جامعة عين شمس في القاهرة لمتابعة تحصيله العلمي، بعد أن حظي بقبول جامعي منها، إلا أن وقوع الانفصال في العام 1961، دفع بالشاب إلى العودة لدمشق، وإكمال دراسته فيها وليتخرج طبيباً منها في العام 1968، ويفتح عيادة له في مدينة جرمانا بالعام نفسه.

اشتهر الدكتور احسان محمود عز الدين بين سكان دمشق وريفها بأجرة معاينته الرمزية، والتي لا تتجاوز خمسين ليرة سورية فقط، وكما يقول فقد “كانت البداية بخمس ليرات وليس خمسين، والخمسين ليرة هي أقل كلفة يمكنها أن تؤمن للمرضى المحتاجين خدمة طبية وتغطية تكاليف العلاج، صحيح أنها غير كافية لتغطية نفقات العيادة، لكن في ظل العدد الكبير للمراجعين فإن الإيرادات المتحققة من هذه التعرفة تكاد تغطي النفقات، هذا رغم جور الظروف المعيشية على الجميع”.

ويضيف في عيادته إن “التعرفة الحالية، والتي هي بمنزلة” تمشاية حال”، لم تثر غضب الأطباء، الذين أبدوا تفهماً لغاية التعرفة المنخفضة”.

وتابع الدكتور إحسان: أقدم أيضاً الدواء مجاناً للمحتاجين وغير القادرين على تسديد ثمنه، ويتم توفير الدواء لذلك من المتبرعين، وشركات الأدوية التي تخصني بكمية مجانية أكثر من غيري، لأنها تثق بأن هذا الدواء سيصل لمحتاجيه”، ومع ذلك فإن ما يتم توفيره اليوم من أدوية لم يعد كافياً، بالنظر إلى الظروف الحالية، التي زادت من عدد المرضى المحتاجين، وهذا ما يجعلنا أحياناً غير قادرين على تقديم الدواء للجميع مجاناً”.

وعن زيارته للمرضى في منازلهم، أوضح أنه كان يقوم بذلك، وتحديداً بالنسبة للمرضى غير القادرين على الوصول إلى العيادة، وهي زيارات مجانية، لكن مع كثرة المرضى، والوقت الطويل الذي أصبحت تأخذه العيادة منه، تراجع عدد زياراته إلى منازل المرضى.

ميزة الدكتور إحسان لا تقف عند تعرفة معاينته الرمزية، فهو معروف أيضاً بنجاحه ومهارته العالية، وهذا ما دفع موسى العبد الله إلى زيارته بعد جولة قادته إلى عدة أطباء فشلوا في تخفيف معاناته.

وهناك بعض المرضى من مزج بين رغبته بالتوفير وسعيه إلى الشفاء ومعالجة مرضه، السيدة وفاء حلاني قالت: ابني يشكو من ربو تحسسي, وقد تنقلت بين عيادات كثيرة وراجعت العديد من الأطباء، إلا أنه لم يتحسن صحياً رغم ما أنفقته من مال، لكن على يد الدكتور احسان, تحسن وضعه الصحي كثيراً، ولم اضطر لدفع سوى مبلغ زهيد. وأضافت: من لا يمتلك المال من المرضى فإن الدكتور احسان يتولى مساعدته، ويقدم له حتى الدواء مجاناً. وهذا أيضاً ما ذهبت إليه ثناء حمد من سكان جرمانا.

يؤكد خليل نوح، وهو أحد مندوبي شركة أدوية معروفة، أنه تقديراً لجهود الدكتور إحسان، وما يقدمه للمواطنين ومساهمته في المجتمع، نقدم له أدوية مجانية، لا بل إن حصته هي الأكبر بين الأطباء في جرمانا.

دون شك، فإن هناك الكثير من أمثال الدكتور إحسان عز الدين، ممن يخصصون جزءاً من جهدهم ووقتهم لخدمة السوريين، والتخفيف من آلامهم ومشاكلهم، ومساعدتهم على تخطي الظروف القاهرة التي يمرون بها …. باختصار يمكن القول: إن الدنيا بخير … وسورية لا تزال مليئة بالمخلصين، ونسيجها الاجتماعي قوي وصامد.

المصدر: هاشتاغ سيريا

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك