الاقتصاد اليوم:

كشف المدير العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية مضر الأعرج عن ضبط شبكة لصوص قاموا خلال سنوات الحرب بتخريب وسرقة كميات هائلة من المواد وقطع التبديل والمحركات الخاصة بمنظومة القطارات من محطة جبرين في حلب التي تعتبر مدينة سككية بامتياز، حيث تبلغ مساحتها 1.5 كم2 وتحوي مستودعات ومراكز صيانة ورحبات إصلاح للمؤسسة، وتضم كميات كبيرة من قطع التبديل التي تحتاجها عمليات تأهيل القطارات.

وبين المدير العام أن عمليات السرقة لم تقع خلال فترة زمنية قصيرة وإنما امتدت خلال سنوات الحرب وحتى الآن، حيث لم تكن المؤسسة قادرة على تأمين الحراسة التامة لهذه المدينة المترامية الأطراف والواقعة خارج مدينة حلب التي كانت محاطة بالمجموعات الإرهابية المسلحة طوال فترة الحرب، وغالباً ما كانت عمليات نهب وسرقة هذه المستودعات تتم بالسطو المسلح، ونظراً لعدم تمكن المؤسسة من نقل كامل محتويات هذه المدينة السككية إلى داخل مدينة حلب وأنها تحوي قطعاً كبيرة جداً وبأوزان لا يمكن نقلها بسهولة، فقد عمدت المؤسسة حينها إلى نقل القطع الصغيرة التي يمكن نقلها، وتمت الاستعانة ببعض الجهات لحراسة محطة جبرين السككية.

وأضاف الأعرج: إن المسروقات هي عبارة عن محركات الديزل والمولدات الرئيسية لرؤوس القطر وقطع الغيار، ويلاحظ مدى دناءة السارقين من خلال قيامهم بتخريب قطار كامل قيمته بعشرات المليارات بهدف الحصول على كميات بسيطة من النحاس لبيعها، مشيراً إلى أنه تم خلال السنوات الماضية تنظيم ضبوط هذه المسروقات لكن لم يتم التمكن من الوصول إلى السارقين وتم مؤخرا التعاون بين إدارة المؤسسة وفرع الأمن الجنائي في حلب، ومن خلال المتابعة والبحث وبنصب الكمـائن اللازمة تمكن الفرع المذكور من إلقاء القبض على عشرة أشخاص متورطين في عمليات التخـريب والسرقة، وبالتحقيق مع المقبوض عليهم اعترفوا بتشكيل عصـابة تقوم بالدخول إلى المحطة في وقت متأخر من الليل عن طريق فتحات أحدثوها في جدار سور المحطة وتخـريب الممتلكات العامة وقص وفك المحركات الكهربائية العائدة للقاطرات والشاحنات والعربات واستخراج مادة النحاس منها، ثم يقومون بإخفاء ما تبقى من المحركات ضمن حفر وردمها بالتراب لطمس معالم السرقة، وقدرت قيمة المسروقات في الوقت الحالي بأسعار اليوم بحدود 160 مليار ليرة، ووجهت المؤسسة الادعاء بحق الجناة حفاظاً على المال العام.

وأضاف: إن مجمل خسائر السكك الحديدية خلال الأزمة تجاوزت 60 تريليون ليرة سورية، وكانت 80 بالمئة من شبكة السكك الحديدية قد خرجت من الخدمة نتيجة الأعمال الإرهابية، وبعد تحرير أغلب الأراضي السورية من الإرهاب تمت إعادة تأهيل 1052 كم من الشبكة وعادت لتأمين نقل البضائع والركاب في المناطق الآمنة، حيث تصل اليوم القطارات إلى المناطق الصناعية والموانئ ومطاحن الحبوب الرئيسية والمحطات الحرارية، وتقوم بنقل مستلزمات الإنتاج إلى تلك المواقع الاقتصادية. بحسب صحيفة الوطن