في طرطوس..100 ألف ليرة مقابل ليلة واحدة على الشاطئ مع إفطار
الاقتصاد اليوم:
تصدر القطاع السياحي الترتيب الأول في نسبة الضرر الذي تسببت به الأزمة الحالية في سورية، فتراجعت الحركة السياحية الأجنبية إلى الصفر، وتضررت منشآت مهمة في عدة مناطق، فوضعت الجهات الحكومية تنشيط السياحة الداخلية في سلم أولوياتها وعلى قائمة خططها العاجلة.
وكانت محافظة طرطوس محط الأنظار وأولى مناطق الجذب السياحي المستقبلية لتنفيذ هذه التوجهات بما تمتلك من مقومات كالبحر والجبل والآثار وعامل الأمن والاستقرار، فأطلق وزير السياحة عليها عاصمة السياحة السورية القادمة، ووجه بتذليل كافة المعوقات والصعوبات التي اعترضت إنعاش وتنشيط هذا القطاع، فيما كانت النتائج دون المأمول نتيجة تردد وخوف المستثمرين، وبالرغم من بعض المحاولات الجادة من الشركة السورية للسياحة..
فما هي حقيقة الواقع السياحي في المحافظة مع بداية موسم الاصطياف؟.
الهجرة إلى البحر
إنه موسم الإجازات والبحث عن القليل من الراحة والهدوء، بعيداً عن تعقيدات وصخب الحياة وهمومها وبعد رحلة المدرسة المتعبة وسهر الليالي.
وتعد محافظة طرطوس من المحافظات الواعدة على صعيد السياحة الداخلية، فكانت المقصد المفضل للعديد من العائلات بما توفره من منتجعات بحرية وجبلية متنوعة وعوامل الأمان والاستقرار، فالمناطق الساحلية استحوذت على نسبة 80 % من إجمالي الحركة السياحية الداخلية حسب إحصائيات الوزارة، ومع بدء الموسم الصيفي تشهد منشآت الإقامة والمبيت حجوزات مبكرة لفترة الأعياد وصلت إلى 100 % في غالبية منشآت الدرجة الممتازة والأولى.
يقول د. أحمد.ع قررت أن أقضي بضعة أيام على البحر في محافظة طرطوس أنا وعائلتي خلال فترة عيد الفطر، وكانت المفاجأة الأولى بالأسعار العالية لحجوزات المنتجعات البحرية والثانية بعدم توفر أماكن في غالبيتها، فكان خيارنا تأجيل الإجازة لفترة بعد العيد.
ويتحدث فؤاد، وهو مسؤول عن الحجز في أحد المجمعات البحرية، عن وجود خيارات أمام الزبائن سواء من ناحية السعر أو النوعية والإقبال كبير على الدرجة الممتازة لما تقدمه من خدمات في مكان واحد من الإقامة المريحة والطعام والمسابح والبحر والأنشطة الترفيهية المرافقة، فيما يختار آخرون أماكن بعيدة عن البحر نظراً لرخص سعرها.
المهندس يزن الشيخ مدير سياحة طرطوس أرجع هذا الازدحام على المنتجعات وأماكن الاصطياف البحرية في المحافظة لعدم وجود منشآت إقامة ومبيت كافية تغطي الحاجة، حيث يوجد 30 منشأة إقامة بإجمالي 2563 سريراً منها 15 منشأة بسوية 4 و3 نجوم مجموع أسرتها 1818 سريراً فقط، وهي مقصد السياح الأساسي بما توفره من مستلزمات سياحية جيدة، بينما الحاجة الحقيقية تزيد على 10 أضعاف الموجود، هذا إذا ما استثنينا موضوع الشاليهات الخاصة والجمعيات السياحية، ونتيجة ظروف الأزمة توقف العمل في عدد من مشروعات الإقامة الفندقية المهمة وحالياً هناك توجه جدي لتجاوز صعوبات العمل والإقلاع بها ووضعها بالخدمة بأسرع وقت ممكن.
خليك بالبيت
تحدث عدد من المواطنين “أصحاب الدخل المحدود” عن صدمتهم بالأسعار المستجدة في قطاع الخدمات السياحية سواء منشآت الإطعام أو الإقامة وخاصة مع قدوم الصيف.
أيمن سليمان- موظف، يتحدث عن خيبة أمله من هذا الواقع فهو لا يحلم بقضاء ليلة واحدة في أحد المنتجعات البحرية فراتبه لمدة شهرين لا يغطي تكاليف الإجازة، فيما تغيب الشواطئ الشعبية الرخيصة عن الساحة لنكتفي بمشوار على الكورنيش البحري.
ويرى أحمد حسن- أعمال حرة، بضرورة كبح جماح الأسعار عن طريق تفعيل عمل النقابات المهنية والمنظمات الشعبية في تنفيذ مشروعات سياحية تؤجر لأعضائها بأجور رمزية أو دعم الجمعيات السياحية فلا قدرة لغالبية الناس على قضاء عطلة قصيرة قرب البحر.
كامل دلة صاحب مكتب لتأجير الشاليهات يقول: في كل عام ومع بداية الصيف يقوم أصحاب الشاليهات بعرضها للإيجار اليومي ويختلف السعر من مكان لآخر وحسب الموقع والجودة، فهناك شاليه بسعر 7000 ليرة باليوم بمنطقة بصيرة شمالاً والمنطار جنوباً بينما يرتفع في منطقة بانياس إلى 10000 ليرة وهناك شاليهات دوبلكس بسعر 25 ألف ليرة يومياً، والإقبال لا يزال ضعيفاً وتلعب الكهرباء دوراً أساسياً في الموضوع إضافة لطبيعة الشاطئ والبعد والقرب من البحر.
ويرى آخرون أن الأسعار عادية مقارنة بظروف الأزمة وتراجع قيمة الليرة فمثلاً ليلة في سويت غرفتين في منتجع بحري مع شاطئ ومسبح وفطور وخدمات كاملة وكهرباء 24 ساعة فقط ما يعادل 100 دولار أو 200 دولار لشاليه أكبر، هو أمر طبيعي لمن يريد أن يتنعم بإجازة مريحة وهذا ما يعادل 7500 ليرة قبل الأزمة.
وبالعودة لخريطة الحجوزات ومن خلال جولة على أهم منشآت الدرجة الممتازة والأولى نجد أن نسبة الحجز في منتجعات الإقامة وصلت إلى 100 % لفترة العيد وذلك قبل أسبوعين في أهم 5 منشآت بالمحافظة كالبورتو والهوليداي بيتش وهو أحدث المنتجعات السياحية ومنتجع مشتى الحلو وفندق برج شاهين ومنتجع بلو بي.
صيف ساخن
يتحدث بعض أصحاب المنشآت السياحية المتعثرة عن ظروف عمل صعبة تعترض متابعة تنفيذ مشروعاتهم، ومنها ارتفاع أسعار كافة المواد إضافة لمشكلات تمويلية بسبب انسحاب الشركاء الخارجين ويشتكي أصحاب المنشآت القائمة من صعوبات عدة كارتفاع أسعار مستلزمات العمل وانقطاع الكهرباء وارتفاع أسعار المازوت وزيادة الضرائب وتراجع القدرة الشرائية وضعف الدخل، وبالتالي تراجع الإنفاق على الجانب الترفيهي.
ويضيف هؤلاء: أمام هذا الواقع كان لا بد من رفع أسعار بدل الخدمات في المنشآت السياحية لتحقيق استمرارية في العمل في ظل الظروف الصعبة خاصة في فترة العطل والأعياد.
وبالنسبة للأسعار فقد أصدرت وزارة السياحة القرار رقم 500 الذي يحدد ضوابط تقاضي بدل خدمات منشآت المبيت السياحية بالحدود العليا والذي لم يلق تجاوباً من أصحاب المنشآت الذين رفعوا الأسعار بشكل كبير فيما لم يصدر قرار بتحديد ضوابط لأسعار المنتجعات والشاليهات البحرية وحددت المادة الأولى من القرار الحد الأعلى لأجور بدل الخدمات في الفنادق من الدرجة الممتازة بين 11000 ليرة للغرفة المفردة و19500 لجناح “ثلاث غرف” وبين 7500 ليرة للغرفة المفردة و14500 للجناح “ثلاث غرف” في فنادق الدرجة الأولى وترك القرار لأصحاب ومستثمري الفنادق تقاضي بدل أقل من ذلك بما يشجع المنافسة ويرفع من سوية الخدمات المقدمة ويعزز ثقة الزبائن بمستوى الجودة المقدم.
وبالنسبة لواقع الأسعار في فنادق طرطوس المعروفة فنجد في برج شاهين درجة ممتازة الغرفة المزدوجة بسعر 16500 ليرة وتصل إلى 20000 ليرة للجناح “غرفتين” من دون فطور ويرتفع السعر في فندق رويال إن إلى 30 ألفاً للغرفة المزدوجة و40 ألفاً للجناح الصغير و50 ألفاً للجناح الكبير متضمناً الفطور لشخصين وكل سرير إضافي بسعر 8000 ليرة أما في بورتو طرطوس “وهو الأشهر” مصنف درجة ممتازة، فتتراوح الأسعار بين 45 ألفاً للغرفة المفردة و60 ألفاً للمزدوجة تتضمن وجبة الإفطار أما بالنسبة لفنادق الدرجة الأولى فنجد الغرفة في فندق طرطوس الكبير بسعر 10500 ليرة للغرفة المزدوجة و9000 ليرة للمفردة وهناك حسومات حسب مدة الحجز.
أما في فندق صافيتا الشام وهو قطاع مشترك، درجة ممتازة، فنجد غرفة مزدوجة بسعر 23 ألفاً لليوم الواحد والجناح الصغير 33 ألفاً والكبير 44 ألفاً متضمناً الفطور وغير بعيد عنه تتقارب الأسعار في منتجع مشتى الحلو فالغرفة بسعر 22 ألفاً والجناح الصغير 33 ألفاً والكبير 44 ألف ليرة متضمنة الفطور.
وبالنسبة للمنتجعات البحرية فنجد أولاً منتجع هوليداي بيتش من سوية الفئة الممتازة يضم فقط أجنحة “سويت” فسعر الجناح الصغير غرفتين 100 ألف والكبير صالون وغرفة 115 ألفاً متضمنة شاطئاً بحرياً ومسبحاً وإفطاراً، فيما تهبط الأسعار في منتجع بلو بي التابع للشركة السورية للسياحة إلى 35 ألفاً للجناح الصغير و50 ألفاً للجناح الكبير مع خدمة الإفطار والكهرباء 24 ساعة، أما في منتجع الرمال الذهبية شمال طرطوس وهو قطاع تعاوني فتبدأ من 30 ألفاً لشاليه صغير و50 ألفاً لشاليه كبير وحسب الموقع.
أما منتجع النورس جنوباً فالأسعار بين 15 ألفاً و40 ألفاً حسب مساحة الشاليه وموقعه وفي منتجع المنارة ويتبع للحزب فتتنوع الأسعار فنجد تراساً مع غرفة بسعر 15 ألفاً وشاليهاً كبيراً 50 ألفاً والصغير 40 ألفاً والدوبلكس 75 ألفاً والأسعار ليوم واحد فقط.
ختاماً هذه الأسعار خاصة بفترة العيد، وهي تزيد بنسبة 20 % عن باقي أيام السنة وهي لليوم الواحد ولكم الخيارات وإجازة موفقة وسعيدة.
صحيفة الأيام السورية
تعليقات الزوار
|
|