قطار الاقتصاد ...والعالقون تحت السكة
الاقتصاد اليوم ـ متابعة:
كتب محمد رويم ... 2020 /4/15
تخيلوا معي أن شخصا ما علقت قدمه تحت السكة وأن قطارا قادم بسرعة كبيرة سيسحقه ويمزق جسده إلى أشلاء
هذا الشخص ستدفعه غريزة البقاء إلى التمني لو أن معجزة تخرج القطار عن مساره حتى لو مات جميع من فيه في سبيل أن ينجو هو من هذه المقتلة الشنيعة ...أما ركاب القطار فلا يشعروب بشيء ولا يعلمون أصلا أن هناك أنسان عالق في السكة وأنه سيسحق ...لابل سيشعرون بالضجر والتململ إذا توقف القطار أو أبطأ سرعته لأي سبب ...
هذا الشعور المتبادل أيها السادة بين الرجل العالق وركاب القطار هو تماما ما يحدث في المجتمع بين الطبقات المسحوقة والطبقات الميسورة .. وهو شعور يهدد كيان المجتمع ويعرقل تقدمه بلا أدنى شك ...
سائق القطار هو الحكومة وليس من مصلحتها إيقاف القطار وبنفس الوقت ليس في نيتها دهس الناس وسحقهم ....
فعجلة الاقتصاد يجب أن تدور لتجر القاطرات وبأقصى سرعة لو أمكن ..... فما الحل خاصة وأن العالقون تحت السكة كثر وليسوا بقلة ....
أول من ادرك هذه الصورة ووضع الحلول لها هي الدول الاسكندنافية قبل حوالي 200 عام عبر ما يسمى نظام مجتمع الرفاه ثم طبق في المانيا تحت مسمى اقتصاد السوق الاجتماعي وبنجاح مبهر يرقى إلى وصفه بالمعجزة في خمسينيات القرن المنصرم وعلى يد وزير اقتصادها آنذاك (لودفيغ ايرهارت صاحب كتاب الرخاء للجميع ) ...
وهو النظام الذي حاولت سورية تطبيقه عام 2005 من خلال الخطة الخمسية العاشرة ولن اخوض هنا في اسباب توقف التجربة نتيجة دخول سورية في أزمة الحرب مع انتهاء سنوات الخطة بداية عام 2011 ...
ما أريد قوله صراحة أنه يجب استنفار كل الطاقات واستثمار كل الموارد وما اكثرها في سورية نحو خلق فرص العمل وإيجاد مصادر الدخل الحقيقي لكل قادر على العمل في جميع القطاعات الزراعية والصناعية والخدمية ...
فكل فرصة عمل تنقذ انسان أو عائلة من تحت سكة القطار وتجعله من ركاب القطار وهكذا يسير المجتمع والاقتصاد بسرعة وسكينة واطمئنان .....
محمد رويم
تعليقات الزوار
|
|