كتب الباحث الاقتصادي فيصل العطري: بين خدمة العلم والبدل النقدي
الاقتصاد اليوم ـ خاص:
كتب الباحث الاقتصادي فيصل العطري: بين خدمة العلم والبدل النقدي.
بين من يطالب بإقرار البدل النقدي الداخلي ومن يعتبره إهانة للفقير يترنح الاقتصاد مما يزيد معاناة الوطن والمواطن ويعيق عملية الإعمار.
بداية لاشك جيشنا هو فخرنا وشرفنا و أن خدمة الوطن من أرقى التضحيات والعسكرية شرف لا يناله إلا من امتلك نفساً أبية وشجاعةً وحباً للحياة، لكن أهواء الناس لا تتفق وكما يوجد من تستهويه الحياة العسكرية فهناك من يجد نفسه بعيداً عنها وهذا ينفي الإهانة بموضوع البدل النقدي فخدمة العلم لم ولن تكون يوماً إهانةَ بل هي مصدر فخر يجب أن يعتز بها من يؤديها، من ناحية أخرى فعسكري يريد خدمة الوطن بشرف أفضل من اثنين أحدهما يريد التهرب ويفعل المستحيل ليشوش على زميله الراغب بالخدمة بشرف.
قد يقول البعض أن هذا سيشكل فرزاً اجتماعياً وسيخلق تمايزاً بين طبقات الشعب، لكن تلك الفوارق موجودة شئنا أم أبينا، فالأثرياء الراغبون بالتهرب من خدمة العلم لا يعدمون الوسائل بما فيها لإرسال أبنائهم للخارج بمسميات مختلفة "دراسة / عمل إلخ" ... وهذه تستنزف الموارد الاقتصادية ، إذ أن تكلفة دراسة اي طالب في الخارج لا تقل عن 1200دولار شهرياً وهذا مبلغ وإن بدا متواضعاً بمقياس ما قبل الحرب لكنه الآن يعتبر رقماً يحكى به.
اليوم نحن أمام عدة معضلات وعوامل تعتبر عوامل دعم لهذه القضية:
العامل الأول: نقص السيولة وموارد الدولة بسبب الحرب الطويلة والحصار.
العامل الثاني: النقص الشديد بالعمالة الشبابية المنتجة في سورية.
العامل الثالث: الحاجة لقوى عسكرية بعضها هاجر كي لا يكون عالةً على عائلته أثناء تأديته الخدمة الالزامة.
سأطرح رأياً أرجو أن يلقى القبول وهو برأيي يشكل حلاً معقولاً:
تبلغ قيمة البدل النقدي اليوم 8000دولار، لو تم دراستها بحيث تكون مقبولة شعبياً وتم استيفاؤها على أربعة دفعات تسدد خلال سنة ميلادية ويتم تقسيهما لثلاثة أقسام:
أ- 40% يتم إدخاله لصندوق رواتب العسكريين لرفع رواتبهم لدرجة معقولة.
ب- 10% قسم لتمويل بوليصة تأمين شاملة على حياة العسكري وتشمل الاصابة والإعاقة وحتى تعويض الاستشهاد لو حدث لا سمح الله، على أن يسمح عند تسريحه من الخدمة بالاستمرار بالبوليصة إن رغب أو قبض نسبة منها ولتكن 70% يقبضه نقداً بمثابة تعويض وبهذا يجد حين يتسرح من الخدمة مبلغاً يساعده على بدء حياته.
ج- 50% تسجل كواردات للخزينة.
هناك عشرات الألاف من الشباب يعملون بأقل الأجور وأسوأ الظروف في أكثر من دولة وهم على استعداد لأداء خدمة العلم إلا أنهم لا يريدون أن يكونوا عالة على عوائلهم أثناء أدؤهم خدمة العلم، بالمقابل هناك عدد لا يقل عنهم تقوم عائلاتهم بتمويل إقامتهم في الخارج بحجج مختلفة معظمها هدفها التهرب من خدمة العلم وهذا مضيعة للوقت و نزيفاً إضافياً للعملة الصعبة بفترة تحتاج فيها البلد لكل مواردها.
الحل المقترح يشكل مخرجاً لكلا الحالتين كما أنه يقدم الميزات التالية:
1- يؤمن عدداً كبيراً من الراغبين بأداء خدمة العلم بجدية وإيمان.
2- يزيل عن كاهل الدولة رواتب المجندين.
3- يمنح المجندين تأميناً شاملاً في حال الإصابة أو الاستشهاد أو الوفاة لا سمح الله.
4- يمنح المجند مبلغاً معقولاً بمثابة مكافأة اتمام الخدمة الإلزامية.
5- يسمح بعودة عدداً كبيراً من الخبرات التي تحتاجها الدولة والمجتمع بمرحلة اعادة الاعمار.
6- يؤمن للدولة دخلاً هائلاً من خلال حصتها من عوائد البدل النقدي.
فيصل العطري
تعليقات الزوار
|
|