الاقتصاد اليوم ـ خاص:

كتب الدكتور محمد الجبالي رئيس المجموعة الاقتصادية السورية:

أين الشباب من ميدان العمل الاقتصادي

لا شك ان المرحلة الحالية والمقبلة تعتبر مرحلة العمل وذلك تجسيدا لجوهر شعار (الأمل بالعمل)، وهذه المرحلة تتطلب وفق ما نراه الاعتماد على طاقة الشباب وخاصة أن اقتصادنا يمر بمرحلة ركود ويحتاج إلى جهود كبيرة لا يستطيع القيام بها إلا الشباب العامل والمتعلم.

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن رئيس الحكومة المهندس حسين عرنوس أكد  على أهمية وضع الأشخاص المناسبين في المفاصل الإدارية، أي “وضع الشخص المناسب بالمكان المناسب واتخاذ القرارات الصائبة المبنية على مصلحة الوطن والمواطن"... وقبل نحو يومين اجتمعت اللجنة الاقتصادية في رئاسة الحكومة لمناقشة واقع سوق العمل، والذي كان إحدى توصيات هذا الاجتماع ربط مخرجات التعليم بسوق العمل وتوجيه المتخرجين نحو فرص العمل الملائمة لمهاراتهم..

ومن هذا المنطلق كان لزاما علينا وعلى أصحاب القرار الاقتصادي التوجه لفئة الشباب وتجديد الدماء في المفاصل الاقتصادية ذات النشاط الاقتصادي الداخلي و الخارجي، والأخذ بأفكارهم والشد على أيديهم، فها هو الشباب السوري يبدع في البلدان الخارجية ويسجل انجازات كبيرة، وهنا أيضا في الوطن يستطيع الشباب السوري أن ينجز ويعطي ويمنح ويقدم ولكن يجب علينا إتاحة الفرصة له، ووضعه في المكان المناسب لقدراته، وتنميتها، لجعله يتولى المسؤولية لاحقا بما يحقق المصلحة الحقيقية للاقتصاد الوطني.

مانراه للاسف حاليا، أن هناك نوع من الاحتكار لتجمعات اقتصادية، في تشكيل المجالس التي لها شأن في النشاط الاقتصادي، وكثيرا ما نسمع أن شخصا ما يكون رئيسا لمجلس كذا وعضوا بمجلس كذا وووو ... وتتعدد المهام الخاصة به، في حين نجد شباب أكاديمي ويحمل الخبرة لا يتم وضعه أو تحميله ولو جزء من المهام الملقاة على بعض الاشخاص.. وربما يكون عاطلا عن العمل.


ولا شك أن الخبرات السابقة لهؤلاء الاشخاص مهمة فالوطن بحاجة لكل أبناءه، ويمكن الاستفادة منها عبر تشكيل مجلس يضمهم للاستفادة من رأيهم وخبرتهم، ولكن الاقتصاد الوطني حاليا يحتاج إلى دماء شابة يعمل بفكر منفتح ومرن بعيدا عن أي مصالح ضيقة.

وأعيد واكرر أن كثرة المسميات الوظيفية أو المسؤوليات الإدارية  ترهق حاملها وتضعف من اداءه، لذا عينا اليوم توزيع المسؤوليات واستغلالها بالشكل الأمثل وإتاحة الفرص للكوادر الشابة للدخول في ميدان العمل الاقتصادي.