الاقتصاد اليوم:

سورية تمر بأوضاع صعبة في مواجهة العديد من الصدمات الخارجية ، حيث تعصف أحمال الازمات الاقتصادية - المعيشية على حياة المواطنين ، مما يعرقل التعافي بعد أزمات عديدة منذ 2011 الى كورونا والزلزال وصولاً الى العقوبات الجديدة والمتجددة .

ولكن في نفس الوقت لدينا ملفات بحاجة الى حلول سريعة لاعادة تدوير عجلة الانتاج بالشكل الافضل ، منها على سبيل المثال المنشآت المتضررة خلال الحرب ، والقروض البنكية المتعثرة جراء الضرر ، والتشوه الضريبي والجمركي .. وارتفاع كلف الانتاج نتيجة ارتفاع اسعار حوامل الطاقة والنقل ، والتضخم الذي من شأنه ارتفاع الاسعار ... جميع تلك الامثلة بحاجة الى تحديث الانظمة و القوانين التي تأخذ بالاعتبار الظروف القاهرة والاستثنائية التي مرت على بلدنا ..

تحديات كبيرة أمامنا ، والدرس المستفاد أنه لابد من تنشيط الاقتصاد وتحفيز القطاعات الانتاجية المختلفة ، والسير قُدماً برؤية التحديث الاقتصادي ، بما يشمل باعتقادي تأسيس هيئة اقتصادية - اجتماعية عليا عابرة للحكومات تضم مختصين وأكاديميين وخبراء تكون بمثابة المستشار والقرار الحكيم  للحكومات .

إن إطلاق مسارات الإصلاح بشقيها السياسي والاقتصادي .. ، لا تكتمل دون إدارة عامة كفؤة، توفر أفضل الخدمات للمواطنين وتعتمد التكنولوجيا الحديثة وسيلة لتسريع الإنجاز ورفع مستوى الإنتاجية.

فهل الحل في القضاء على البيروقراطية أم تحويلها إلى جهاز إداري ناجح ، عبر تصفير أدواتها المعيقة؟
صحيح انه لا يوجد جهاز حكومي ناجح في أي دولة من الدول المعاصرة إلا ويمتلك من البيروقراطية ما يؤهله من مراكمة العمل والانجاز ، لكن ذلك لا يتحقق إلا إذا كانت هذه البيروقراطية مرنة ، ولديها القدرة على إصلاح نفسها سريعاً ، لتتحول الى عامل متين للتطور بدلاً من جدار معيق لنهضة الدولة واقتصادها ، . أما الهدف الرئيسي في ذلك فيكون  -  " تسهيل حياة الناس وخدمتهم" .

مهندس باسل كويفي