كتب رئيس الجالية السورية في الصين الاستاذ فيصل العطري: إضاءة على العلاقات السورية الصينية
الاقتصاد اليوم:
عشية حلول الذكرى 68 لتاسيس العلاقات الدبلوماسية بين سورية والصين أجد أن الحديث الشريف المنسوب "اطلبوا العلم ولو في الصين" خير ما يعبر عن تجذّر العلاقات الصينية العربية فالصين في الذاكرة العربية هي الحكمة والجدّ والعمل، ترسخت هذه المفاهيم من خلال عوامل أذكر منها:
1- لا وجود لصراع تاريخي بين العرب والصين بل تجارة وتعامل محترم.
2- كلا الجانبين تعرضا للمعاناة والألم بسبب الغرب.
3- تتشابه منظومتي الأخلاق والقيم في كلا الثقافتين مثل حسن الجوار وبر الوالدين واحترام كبار السنّ...
4- دعمت الصين القضايا العربية فهي أول دولة غير عربية تعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني حيث فتحت مكتباً للمنظمة في بكين ومنحته كامل الحصانة الدبلوماسية التي تمنح للسفارات.
حديثاً: سعت السياسة الصينية لتحقيق السلام في العالم وقد حققت في هذا السياق نجاحاً ملحوظاً في منطقتنا تجلى بتحقيق مصالحات بملفين من أعقد الملفات العربية وهما على التوالي:
-المصالحة السعودية الايرانية.
-المصالحة الفلسطينية الفلسطينية.
العلاقات السورية الصينية:
أقامت سورية منذ سنة 1956 علاقات دبلوماسية كاملة مع الصين وبهذا تكون سورية ثاني دولة عربية تقيم علاقات دبلوماسية حيث سبقتها مصر وتلتهما العراق...
وقد أعلنت سورية دعمها الدائم لمبدأ الصين الواحدة و وحدة التراب الصيني وتبنت موقف الصين من القضية التايوانية.
وقد كانت المواقف الصينية تجاه سورية مشرفة حيث لمسنا هذا خلال الحروب التي واجهتها سورية وخلال كارثة الزلزال المدمر.
على الجانب الاقتصادي:
انضمت سورية رسمياً لمبادرة الحزام والطريق وذلك في اطار استعادة موقعها التاريخي بخط الحرير وانضاجاً لعلاقاتها الاقتصادية مع الصين وقد أكد سعادة السفير السوري في الصين:
"محمد حسنين خدام" على سعيه لتطوير العلاقات الاقتصادية الصينية السورية لترتقي لمستوى العلاقات الدبلوماسية.
خلافاً للمحاولات الغربية لتشويه الاستثمار الصيني، فالاستثمار الصيني يقوم على تبادل الفوائد أو ما يُعبر عنه بـ:
(أنت تربح وأنا اربح)، وهذا ما يجعل الاستثمار الصيني وزيادة التبادل التجاري مع الصين فرصة حقيقية لسورية من حيث فتح باب الاستثمارات الصينية في سورية يقابلها فتح الاسواق الصينية أمام المنتجات السورية وخاصة الغذائية منها...
أهم مما سبق أن الصين تسعى للتخلص من بعض الصناعات التي ارتفعت تكاليف انتاجها في الصين إضافة لتوجه الصين نحو صناعات أرقى مما يمنح سورية الفرصة لاجتذاب جزء من هذه الصناعات.
أثمرت الجهود والعلاقات بين الصين وسورية بالزيارة التاريخية التي قام بها السيد الرئيس والسيدة الأولى للصين وقد حظيت الزيارة باهتمام وتعاطف شعبي و حكومي كبيرين حيث تُوجت باتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين الصين وسورية.
أجد لازماً عليّ أن أؤكد وجود عديد من الاستثمارات والمشاريع الضخمة كانت بطريقها لاكتشاف سورية إلا أنها تريثت بسبب الحرب التي اندلعت في فلسطين والخشية من اتساعها رقعتها.
بالطبع هذه المشاريع لم تُلغ أو تُجمّد إنما بمرحلة دخلت التريث بانتظار استقرار الأوضاع.
على صعيد نشاط الجالية:
الجالية السورية في الصين متنوعة تضم عائلات و طلاب وتجار ورجال أعمال وصناعيين إضافة لأساتذة الجامعات والباحثين وقد حقق عدد من هؤلاء الباحثين نجاحات مميزة و أنجز بعضهم أبحاثا هامة وأوراق بحثية حظيت بتقدير علمي رفيع.
بدأنا مؤخراً بتسليط الضوء على نشاط الباحثين وأصحاب قصص النجاح من خلال نشر ريبورتاجات حول سيرة هؤلاء الناجحين ليكونوا قدوة لابناء سورية وليقولوا للعالم هذا هو الوجه الحقيقي للمجتمع السوري.
من جانب آخر:
انهينا قبل فترة فعالية هي ثمرة جهود طويلة وعظيمة قام بها سعادة السفير وبمتابعة حيثية من الدكتور فادي وسوف لمساعدة ابناء الجالية لحل أحد أهم مشاكلهم التي يواجهونها بسبب العقوبات الأمريكية الظالمة.
وهنا اجد لازماً عليّ أن أروي قصة مخالفاً رغبة صاحبها:
ذلك أننا بعد أن حضّرنا قوائم الراغبين بالحصول على الخدمة وتم تدقيقها من الجانب الصيني وحجز المواعيد، اتصل بنا قبل الفعالية ببعض ساعات عدد من ابناء الجالية يطلبون الانضام للفعالية!!..
كان الامر شبه مستحيل، لكن حين علم سعادة السفير قال بالحرف:
(دبروهم باي شكل)، و وجه لمخاطبة الجانب الصيني لاتخاذ ما يلزم حيث وافق الجانب الصيني مشكوراً.
أخيراً أؤكد على أهمية العلاقات الاقتصادية السورية الصينية وأشيد بالجهود التي يقوم بها #مجلس_الأعمال_السوري_الصيني و أؤكد أن العلاقات بين الصين وسورية تشكّل فرصة تاريخية للنهوض بسورية دولة قوية وناجحة كما نحب ونرجو أن نراها قريباً.
فيصل العطري
تعليقات الزوار
|
|