كتب سفير النوايا الحسنة الدكتور نظمت عباس: سؤال يتلوه سؤال
الاقتصاد اليوم:
في بداية التسعينات من القرن الماضي كانت أنسة في العقد الرابع من عمرها ، موظفة تعمل في إحدى المصارف وكانت مهمتها مطابقة التوقيع عند بداية كل عملية مصرفيه ، من سحب أموال أو إستلام الوثائق المالية وحركاتها ، وكانت شديدة المزاج ، وسلطية اللسان ، وكان يزيد من حدتها كثرة البحث في أوراق السجلات لتقابل التواقيع وتبحث عن أرقام الحسابات ، وكانت طريقتها تعكر معظم رواد تلك النافذة ، فكلما سألتها حاجة أتتك بسؤال.
وفي إحدى الأيام سألتني بما معناه ( لماذا تضعوا أموالكم في البنوك ) فأجبتها لأن البنوك ثقة وأمان ونوعا من الإستثمار فعضت على شفتها وقالت أمان !، وبعد أن أنهيت عملي عندها أخذتني الدهشه وراودتني الأسئله ، هل المنازل هي المكان المناسب لتخزين الأموال أو يكمن فيها الإستثمار وطبعا كان جوابي لا وتلاه سؤال : بما أنّ البنوك خصصت لتخزين الأموال ونواة للإستثمار وهي منتشرة في كل مكان فما هو سبب خروج الأموال من بلدانها متزاحمة على بنوك البلدان الغنيه ؟ هل السبب في قوّة الإستثمار ؟ أم في طريقة التعامل ؟ أم أن القرارات المالية والمتغيرات الداخلية في تلك البلدان ؟ أم مصدر الأموال ؟ وكم من سؤال… .... وسؤال ، سيما كثرت الأقوال والشائعات حول فلان من البلد الفلاني . . .. وفلان يملك بنكا أو أسهما في عدة شركات خارج بلاده ! وكلما سمعت كلاما أو قرأت عن هذه الأحوال يأتيني السؤال : لماذا لم يضع ذلك الفلان أمواله ضمن الوطن ؟ وكم تمنيت لو كنت أعرف كل ( فلان ) غادر بأمواله حدود وطنه لأطرح عليه السؤال : أليس بيتك أئمن لك وأولى بك من بيت الجيران ؟ وإذا كان جوابه نعم أتيته بسؤال : لماذا وزّعت أموالك بشتى البلدان ؟ .
ومن كثرة تفكيري جائني : بالحلم الجواب ( إنّ إنعدام الثقة بالوطن هو العنوان ) فبقي عندي آخر سؤال : هل من نية عن أصحاب القرار بزرع الثقة بقراراتهم بعودة فائض أموالهم لتلك الأوطان ليكونوا مثالا يقتدى ، وعندها يتوفر الأمان ، وعندما الملكيات تصان يبدأ الربيع ويزهر الرمان ، وكم من أمنية في أرض مصر والعراق وغيرهما . . . وكما السودان ، وسؤال يتلوه سؤال.
بقلم السفير الدكتور نظمت عباس
تعليقات الزوار
|
|