الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

كتب ماهر مرهج: إعادة الاعمار بين العمل الجاد...وقص الشريط الحريري

الاقتصاد اليوم:

لايزال موضوع اعادة الاعمار يشغل الراي العام في سوريا ...والشركات والدول التي ترغب في الاستثمار في هذا المجال فمع توسع انتصارات الجيش وقرب بوادر الحل السياسي خصوصا خلال العام 2017 لابد من التوقف في تجارب دول مرت بتجارب قريبة من الازمة السورية ...ومنها المانيا بعد الحرب العالمية الثانية ولبنان بعد الحرب الاهلية ومؤخرا العراق بعد سقوط نظام صدام.....وهنا بعيدا عن استعراضات المسؤولين الحكوميين وارقام البنك الدولي المحبطة والتي تتحدث عن ارقام خيالية بعيدة عن الواقع عن تكلفة اعادة الاعمار وخسائر الحرب وحسب التقديرات الواقعية كلف اعادة الاعمار لاتتجاوز 100 مليار دولار...وليس الاف المليارات حسب الارقام الدولية .

وهنا لابد من توفر معطيات حقيقية ومعلومات احصاىية تقوم بها جهات وطنية موثوقه...في حكومة اعادة اعمار تشكل على اساس تكنوقراط وتتعامل بشفافية ....لتفسح المجال للمسؤول باعطاء الارقام الصحيحة وبالتالي اتخاذ القرار الصحيح حتى تتسم مرحلة اعادة الاعمار بنمو اقتصادي مترافق مع البناء ...وذلك بعيدا عن استعراضات قص الشريط الحريري والنمو الوهمي....كما اعتدنا سابقا.

ومن هنا يكمن العامل الاساسي في عدم السماح بدولرة مرحلة اعادة الاعمار.....كما حصل في دولرة الازمة فيجب وضع ضوابط للتعامل بالليرة السورية وليس الدولار وخصوصا للشركات ذات الجنسيات الاجنبية ...وحصر التعامل بالليرة السورية وان امكن الاستيراد بعملات الدول الداعمة كمجموعة بريكس التي تحاول تشكيل بنك لاعادة الاعمار
..والامر الاخر هو تشغيل اليد العاملة السورية المعروفة بخبرتها الطويلة التي ساهمت في بناء دول الخليج....ودول اوربا والاميريكتين.

واذا حسبنا اننا في حاجة لمليون شخص كيد عاملة لاعادة الاعمار ...لابد من حزم قوانين واعفاءات ومزايا لاعادة الشباب السوري الذي هاجر للمساهمة في اعادة الاعمار والاعتماد على الشباب المقاتل في الجيش واسر الشهداء ومنحهم قروض تشغيلية تنموية للحرف المتعلقة بالبناء كالنجارة والحدادة والالمنيوم وغيرها.

والعمل قدر الامكان للتخفيف من الفساد المتاصل واعادة تدوير رؤوس الاموال وتشجيع استثمار المدخرات البسيطة في البناء بدل من شراء العقارات والدولار والذهب وتشجيع رؤوس الاموال الصغيرة والمتوسطة للعودة من مصر وتركيا ولبنان بمزايا حقيقية وليس وهمية واعفءات ضريبية واصلاح ضريبي وتوجيه التكليف الضريبي نحو ضرائب القيمة المضافة على العقار والسبارات وتخفيف الضرائب على الدخل الانتاجي وذوي الدخل المحدود والموظفين اذا ماتم التخطيط لاعادة البناء والاعمار وفق سياسات اقتصادية ممنهجة وفق اسلوب التمنية المستدامة....نستطيع ان نجاري التجربة الالمانية التي استطاعت اخرتج المانيا من بلد مدمر لبلد متطور خلال اقل من عشر سنوات.

المهندس ماهر مرهج مدير عام مؤسسة مكة للتجارة والمقاولات

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك