لم يتم تسعيرها من التموين باعتبارها كماليات...الفستق الحلبي بـ14 ألفاً والكـاجو بـ17 ألفاً للكيلو!
الاقتصاد اليوم:
تقول آخر الدراسات الاقتصادية: إن تكلفة معيشة الأسرة السورية شهرياً تصل إلى 290 ألف ليرة، في حين أن معدل أكبر دخل للفرد حالياً لا يتجاوز 50 ألف ليرة شهرياً، هذه المعطيات حرّمت دخول الكثير من السلع الأساسية موائد السوريين.. فماذا عن السلع الأخرى التي كان يُعد شراؤها نوعاً من «البهنكة» قبل الحرب.
هناك في المحمصة قبضة «كمشة باليد» من الكاجو لا تتجاوز 15 حبة عداً، تعرض للبيع على الرف بـ5 آلاف ليرة، بينما «كمشة» مشابهة من الفستق الحلبي يتجاوز سعرها 4آلاف، ينافسها كيلو الفستق العبيد بسعر 2000 ليرة، بينما يحظى البزر الأسود البلدي بأقل سعر في صنف المكسرات 1200 ليرة منخفضاً عن نظيره الإيراني الذي يباع الكيلو منه بسعر 1800 ليرة، ليبقى شراء المكسرات بالوقية هو الدارج والمحصور بكونه مجرد شهوة مرتبطة ببعض المناسبات، يتقاذف أسعارها أصحاب المحامص على هواهم، مستغلين إغفالها عن لائحة تسعير وزارة التموين الأسبوعية على اعتبارها من الكماليات.
للضرورة فقط
لم يُدخل أبو عامر أي نوع من المكسرات الى بيته منذ بداية الحرب، فهو يراها نوعاً من التبذير، فالأولى أن يشبع أولاده الطعام قبل تلك الأشياء التي وصفها بـ «المقرمشات» التي لا تسمن ولا تغني من جوع، بينما تقصد أم سليم في السنة ثلاث مرات المحمصة التي بجوار بيتها بعد إلحاح أطفالها المتكرر لتشتري أوقية من البزر الأسود البلدي حصراً والفستق العبيد فهما أكثر ما يطيقه راتبها، في حين ارتبط شراء المكسرات بقدوم العيد عند بيت أبي وائل إيذان وصول الحوالة المرسلة إليه من ولده في ألمانيا، تقول إحدى البائعات في المحمصة: رغم كل ذلك الغلاء والفقر المدقع الذي تعيشه الأكثرية، لكن غالباً ما يأتينا أشخاص يشترون المكسرات بأنواعها بالكيلوات، وهؤلاء أكثرهم من يعتمد على ما يرسله إليهم أقاربهم من حوالات، بعضهم من يشتريها له وبعضهم من يشحنها بكميات كبيرة الى أقاربه في الخارج، وأضافت: المواطن العادي لا قدرة له على شراء المكسرات حالياً ويرضي شهوته أحياناً بشراء الوقية من البزر أو الفستق العبيد في حين يبقى طعم الأنواع الأخرى كالفستق الحلبي والكاجو أمنية يراها في أحلامه.
أغلبها مستورد
«لا عجب في ارتفاع سعر المكسرات فجميعها مستورد، باستثناء البزر الأسود البلدي وهو غير مرغوب شراؤه عند الكثيرين نظراً لصغر حجمه وصعوبة تفصيصه» بهذا تبرر عبير بائعة المكسرات غلاء جميع أنواع المكسرات الذي وصفته بالسعر الطبيعي نظراً لنوعيته، لكنها في الوقت نفسه رفضت اختلاف السعره الكبير من محمصة لأخرى لأن مصدر الاستيراد واحد، بينما رأى صاحب محمصة أخرى المكسرات كما غيرها من السلع الأخرى المستوردة التي زاد سعرها نظراً لانخفاض العملة.
غير مقنع
التبرير المتكرر لارتفاع سعر أي مادة في السوق لدى سؤال المعنيين في وزارة التموين يكون قلة العرض بسبب خروج بعض المناطق الزراعية من السيطرة، وكذلك هي الحال مع المكسرات فبحسب مدير أسعار دمشق محمد الرحال أغلب مناطق زراعة المكسرات في الريف الذي أصبح اليوم منهكاً بسبب الحرب، مشيراً الى أن أغلب أنواع المكسرات الموجودة في الأسواق مستورد وهي تتبع لسعر الصرف.
عن سبب عدم وضع حد لفوضى أسعار المكسرات فقد أكد الرحال أن المكسرات ليست موجودة ضمن لائحة السلع التي تقوم الوزارة بتسعيرها، على اعتبارها غير أساسية لذا فإنها تكتفي بإلزام المستوردين بتقديم بيان تكلفة وإلزام المنتجين المحليين بإيداع تكاليف الإنتاج لدى مديرية التجارة في المحافظة المعنية على أن تكون هذه التكاليف فعلية وموقعة بخاتم المنشأة، ولا يتم تنظيم الضبوط إلا في حال تبيين مخالفة التكاليف بعد سحب عينة للدراسة.
تشرين
تعليقات الزوار
|
|