متى يستطيع المواطن ان يشتري 100 متر مربع في وطنه؟
الاقتصاد اليوم ـ خاص:
كتب رئيس التحرير وسيم إبراهيم:
في ارياف دمشق سعر المتر المربع لشقة (على العظم) تراوح ما بين 250 الى 300 ألف ليرة.. يعني شقة بمساحة 100 متر مربع سعرها 25 مليون ليرة.. (على العظم).. طبعا هذه الاسعار ليست في وسط البلدات بل في اطراف البلدات بريف دمشق.. أما في وسط البلدات فالاسعار اعلى بكثير..وفي حال توجهت إلى إكساء هذه الشقة فربما تحتاج إلى نصف المبلغ أي إلى 12 مليون ليرة.
السؤال هنا : هل هذه الأسعار توازي قدرة المواطن الشرائية ودخله الشهري؟.. مثلا موظف في القطاع الخاص ولنقل راتبه 200 الف ليرة شهريا... يحتاج الى 11 عاما لكي يشتري شقة مساحتها 100 متر مربع وعلى العظم ودون ان ينفق اي ليرة من راتبه.. . فما بالكم بمن راتبه 60 الف ليرة شهريا؟..فكم عام يحتاج للحصول على 100 متر مربع في وطنه؟..
نعلم ان تكلفة بناء المتر المربع باتت مرتفعة مع ارتفاع اسعار الحديد والإسمنت وأجور اليد العاملة، وأن التكلفة حاليا لبناء متر مربع تتراوح ما بين 140 إلى 180 ألف ليرة وفق ما ذكره العديد من العاملين في قطاع المقاولات.. إلا أن أسعار العقارات هذه تنذر بأن الجيل الحالي والأجيال القادمة لن تستطيع الحصول على مسكن لائق وستبقى تحت رحمة الإيجارات والتي ترتفع بوتيرة متسارعة تزامنا مع ارتفاع تكاليف المعيشة...
أحد اصدقائي سألني: هل يعقل أن يصبح سعر المنزل في الأرياف عندما يصبح ولدي شابا بمليار ليرة؟! فمن أين استطيع ان أؤمن له منزل يسكنه هو وأخوته عندما يريدون ان يتأهلوا للزواج؟...
لم استهجن هذا السؤال كون الذي ينظر إلى الخط البياني لأسعار العقارات فإنه يجد أن أسعار العقارات تضاعفت أكثر من 150% خلال عام واحد فقط في الأرياف، فربما بعد عام اخر تتضاعف بنفس النسبة إن لم يتم إيجاد حل لأزمة السكن..
منزل بمساحة 100 متر مربع هو السكن المقبول نوعا ما، ولكن مع هذا الغلاء الفاحش، بات الشباب يطمح بل ويحلم ولو (بغرفة واحدة ومنتفعاتها) لكي يستطيع أن يؤسس اسرته..
قضية السكن لها أبعاد متشعبة وسلبيات كبيرة على المجتمع يجب أن لا يستهان بها.. وربما كان على الحكومة قبل أن تتوجه لإقامة مدن الأثرياء وتنفق المليارات عليها..(كماروتا سيتي وأخواتها).. كان الاجدى بها ان تتوجه لإقامة السكن الاجتماعي وطرحه بأسعار مناسبة وبالتقسيط لفئة الشباب وإنقاذ الشباب من براثن الإيجارات إن استطاعوا تحمل تكاليف الإيجار.
حاليا.. ننتظر تشكيل الحكومة الجديدة والتي نتوقع أن يتم الإعلان عنها ضمن الأسبوع القادم.. فهل ستتوجه الحكومة الجديدة إلى إنقاذ الشباب وإيواءهم بمساكن اجتماعية تناسب قدرتهم المادية؟.. نترقب ذلك.
الاقتصاد اليوم
تعليقات الزوار
|
|