الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

مجالس محلية فشلت في (ردم الحفر).. فهل تنجح في إعادة الإعمار؟!

الاقتصاد اليوم:

لم تعد العملية الانتخابية بشكل عام تقنع المواطن اليوم بأهميتها، والأمر بالنسبة للكثيرين لا يتجاوز صناديق اقتراع تفتح لأيام معينة، لتظهر بعضها نتائج هذا الاقتراع على الملأ بشكل لا يمثل الشعب ولا شرائحه، وهنا تقع المسؤولية على الناخب الذي لم يحسن اختيار من يمثله.

انتخابات الإدارة المحلية على الأبواب ومن لم ينتخب ممثله الحقيقي فهو مدان، فقد تحدّث مدير الشؤون القانونية والدراسات عيد النبوتي  عن الأمور التي تميز انتخابات الإدارة المحلية هذه المرة عن المرات السابقة، فقال: «إن إعادة الإعمار المرافقة لهذه العملية الانتخابية من أهم الأمور المميزة، خاصة أن المجالس المحلية ملزمة بوضع خطط في مختلف المجالات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والتنموية».

وحول فكرة مفادها أن من عجز عن مد مجرور أو ترميم حفرة هل سيكون قادرا على إعمار مناطق بأكملها في المرحلة القادمة، أجاب النبوتي «إن المجالس السابقة كان يعيقها أمران، الأول هو حجم الإيرادات القليل والذي كانت الحرب سببا رئيسيا له، والثاني هو عدم إرادة بعض الأشخاص بالعمل والإنجاز لأنهم غير قادرين على العمل، ولا يريدون العمل».

وأضاف النبوتي «اللامركزية التي كان يجب أن تطبق منذ عام 2011 والملخصة بنقل بعض الصلاحيات من الوزارات إلى المجالس المحلية سيتم تطبيقها في المجالس القادمة، مشيرا إلى أنه تم نقل صلاحيات لـ 7 وزارات، وسيتم اعتماد نقل صلاحيات جديدة بالنسبة لوزارات أخرى في المرحلة القادمة، بحيث تصبح المجالس المحلية قادرة على اتخاذ قراراتها بشكل مفرد».

استدركنا النقص

وحول ما يتعلق باستدراك النقص في الموارد لا بد من الإشارة إلى أن وزارة الإدارة المحلية أعادت تقييم بدلات الاستثمار في المنشآت التابعة لها كالمحال التجارية مثلا، وتم رفع معظم الاستثمارات بمقدار 10 أضعاف، بالإضافة إلى تعديل القانون المالي للوحدات الإدارية الذي ينظم الرسوم التي تتقاضاها تلك الوحدات.

المسؤولية مزدوجة

لا يسلم المواطن من مسؤولياته حتى في الانتخاب، ومن واجباته التقييم الصحيح والاختيار المناسب، وأما المرشح عندما يصبح مسؤولا، فإما أن يحاسب كفاسد بالصدفة، أو عن طريق مكائد ودسائس غير صحيحة، وبذلك يبقى الفاسد حرا طليقا.

وأشار مدير الشؤون القانونية أن الإنجاز بالنسبة إلى مجالس الإدارة المحلية هي مسؤولية مزدوجة، فعلى المواطن أن يقيم بشكل صحيح ومن ثم ينتخب، بالإضافة إلى أن المرشح عليه أن يجد في نفسه كفاءة ليصبح مسؤولا، الأمر الذي لم يزل غائبا حتى اليوم.

وقد أشار عدد من المسؤولين في وزارة الإدارة المحلية أن الإعلام هو أحد الآليات الرئيسية التي تعمل عليها الوزارة لترسيخ المفاهيم السابقة، وتوعية المواطن، بالإضافة إلى أنه بإمكان مجموعة من المواطنين أن يتقدموا بطلبات تظلّم في حال شعروا أن المجلس الموجود لم يقدم لهم الخدمات المناسبة.

في المحصلة، إذا استطعنا أن نعدّ المجالس المحلية التي ستفرزها الانتخابات القادمة هي مجالس للإعمار، فلا بد من الإصرار على ترميم حفر شوارعنا بكل مهارة وجدية، كي لا نؤجل أمنياتنا للمجالس بعد القادمة.

المصدر: صحيفة الايام السورية

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك