مسؤول سابق: الحكومة تعمل بعقلية (كل يوم بيومه) ولا يوجد لديها خطط
الاقتصاد اليوم:
بيّن المدير السابق للمكتب المركزي للإحصاء الدكتور شفيق عربش أن إحصاءات الأرقام التي يتم نشرها كل فترة هي فقط «تراكم بخسائر القطاعات والوزارات وهذا ما يثير الاستغراب وهي نقطة تسجل على هذه الوزارات والمؤسسات، فكيف تمكنت من حصر هذه الخسائر بهذه السرعة وحتى وضع أرقام للخسائر غير المباشرة، ولم يكونوا قادرين في أيام الرخاء على حصر عدد العاملين في الوزارات والمؤسسات والخسائر لديهم في ذلك الوقت، والتقارير التي نشرت من الجهاز المركزي للرقابة المالية تؤكد هذا الكلام وتضع عشرات إشارات الاستفهام على عمل هذه الوزارات والمؤسسات في فترة ما قبل الأزمة».
ورأى عربش أننا نفتقد إلى خطة عمل منذ أن انتهت المدة الزمنية للخطة الخمسية العاشرة، ولم نتمكن من وضع خطة واضحة، وكان المفترض أن الخطة الخمسية الحادية عشرة قد انتهت في العام 2015 وأن نكون دخلنا في الخطة الخمسية الثانية عشرة، «وعن حديث الحكومة عن خطط ديناميكية متبدلة سأل عربش «أين هذه الخطط ولماذا لا يتم الإفصاح عنها، ولكن الحقيقة أننا نعمل وفق عقلية كل يوم بيومه فلا يوجد لدينا خطط ولسنا قادرين على وضع الخطط بسبب غياب الأرقام».
وبيّن عربش بأنه في عمل المكتب المركزي للإحصاء نوعان من الإحصاءات، ما يسمى الإحصاءات الجارية التي ترد من وزارات ومؤسسات الدولة والإحصاءات الناجمة عن القيام بدراسات إحصائيات لعينات ومواضيع معنية، مبيناً بأن هناك ترهلاً في العمل الإحصائي، «وقد جعلوا من الأزمة الشماعة التي نعلق عليها تباطئنا وتقاعسنا، مع أنهم قادرون على تنفيذ أعمال الإحصاء، بدليل تمكن فريق عمل إحصائي من إجراء مسح إحصائي لحالة السكان وإجراء مسوح في معظم المناطق السورية وأخذ عينات استطلاعية من الأسر، وكان فريق العمل من السوريين وتم إصدار النتائج من بيروت، حيث إن أغلبية العاملين في المركز الذي أصدر النتائج هم من السوريين وقسم منهم من العاملين في الدولة ولكن الفرق لديهم بأنهم يعملون بطريقة ديناميكية ودقيقة».
وأضاف «بينما نقوم نحن بإصدار الرقم القياسي للأسعار بفارق زمني لا يقل عن ثمانية أشهر، رغم أن هناك الكثير من البيانات الدورية ومنها الالتحاق بالمدارس والخريجين في الجامعات وغيرها من الأرقام التي تعتبر من الإحصاءات الدورية وهي غير متوافرة».
لافتاً إلى أنه دائماً ما كانت دائرة الإحصاء هي الحلقة الأضعف في كل الإدارات العامة في سورية، «وهذا التقاعس هو ما يجعل من تخطيطنا قاصراً وتقديراتنا بعيدة عن الواقع، في حين يجب أن تكون الأزمة حافزاً للعمل لأن معركة إعادة الأعمار أقسى من معركة مواجهة الإرهاب فلا يمكن التخطيط والتنفيذ لإعادة الأعمار إن لم نكن نملك الرقم الإحصائي الدقيق».
المصدر: صحيفة "الوطن"
تعليقات الزوار
|
|