ميالة ينتقد إجراءات المركزي الحالية...ويصفها بالارتجالية
الاقتصاد اليوم:
بعد صمت طويل يتحدث حاكم مصرف سوريا المركزي السابق د. أديب ميالة عن سياسات المصرف الراهنة، خاصة مع ما شهدته أسعار الصرف منذ الأمس من تحولات متسارعة ومفاجئة.
قرارات المركزي ارتجالية
ميالة الذي كان في فترة حكمه للمصرف يرى أن «الهجمة الإرهابية الشرسة على البلاد كانت سبباً في انخفاض سعر الليرة» يسجل اليوم كثيراً من الملاحظات على أداء المركزي.
فكيف يفسر ميالة ما جرى في سوق الصرف منذ الأمس، وأدى إلى التدهور المفاجئ؟
يصف ميالة ما جرى بأنه «هبوط غير صحي» ويتساءل: «هل يوجد عملة في كل دول العام تتحسن خلال 24 ساعة بمقدار 12%، خاصة وأن شركات البورصة في العام الواحد لا يصل ربحها إلى 12%؟»
ورأى ميالة أن جميع قرارات المركزي الصادرة كانت «ارتجالية وتدل على عدم المعرفة بالشيء خاصة ما يتعلق منها بالحوالات»، مشيراً إلى أن «تجميد الحوالات وعدم شرائها إلا بحدود ضيقة يجعل هذه الحوالات تتجه إلى السوق السوداء، وهو ما يعني أن هذه السوق تتحكم بالسعر في الوقت الذي يجب فيه على المركزي أن يعمد إلى شرائها لأنها ترمم الرصيد من القطع الاجنبي».
ويتساءل ميالة: «لماذا يضع المركزي العراقيل في طريق دخول القطع الأجنبي؟ خاصة أن هذا التصرف يعني أن المركزي أصبح على الهامش وهو ما يخالف وظيفته الأساسية وأما الدليل على عدم صوابية قرارات المركزي فهو التراجع عنها خلال فترة وجيزة للحفاظ على ماء الوجه».
المركزي لا يواكب الحكومة
ميالة أكد أن سياسة المصرف المركزي اليوم «لا تواكب توجهات الحكومة»، وما يطبق في الحقبة الماضية لا يمكن أن يطبق اليوم لأننا نعيش مرحلة تعافٍ، فقبل عام كان «داعش» يسيطر على 70% من الأراضي السورية، أما اليوم فهو يسيطر على 2% منها فقط، ولذلك على المركزي اليوم أن يستثمر انتصارات الجيش السوري.
وأشار ميالة إلى أن السوق مشوش في هذه الفترة، وأن حركات البيع والشراء توقفت، ولذلك فمن الخطأ أن نضع المواطن أمام الغيب بشكل لا يعرف ماذا يجري، وهل يعقل أن نعمل اليوم على الرغم من تعافينا بقرارات قديمة؟
المركزي خرج من السوق
وقال ميالة إن المواطن اليوم لا يثق بالمصرف لأنه وببساطة يطلب مستحقاته ولا يعيدها إلى المصرف، وهو ما دفع التجار إلى أن يتعاملوا مع بعضهم في تسديد الأموال دون اللجوء إلى المصرف، وفي المقابل فإن المصارف تسدد لبعضها دون الطلب من المركزي والسبب أن المركزي لا يعطي سيولة كافية، وهذا مؤشر على خروجه من السوق.
انعكاس سعر الصرف على الأسعار
أوضح ميالة أنه بحسب النظرية الاقتصادية فإن مرونة الأسعار صعوداً أسهل من مرونتها هبوطاً، ولذلك عندما يرتفع الدولار سترتفع معه الأسعار بسرعة، ولكن عندما ينزل سعر الصرف لا تنزل الأسعار، وهذه معضلة، فحتى تبدأ الأسعار بالانخفاض يجب أن يستقر سعر الصرف، والسبب الحقيقي لذلك أن التاجر يتوقع الارتفاع في المستقبل عندما يرتفع الدولار، ولكنه لا يستطيع أن يتوقع الهبوط عندما يهبط سعر الصرف وهو ما يعني أن سعر الصرف يحتاج إلى استقرار لكي يخفض التاجر أسعاره.
الدفع الالكتروني يضغط على المواطن
يرى الحاكم السابق أن الدفع الالكتروني يتم في كافة الدول بشكل تدريجي لأنه يحتاج إلى ثقافة مجتمع، ولذلك على المركزي أن يعمل بهدوء و بشكل تدريجي لأن سياسته الحالية تضغط على المواطن بشكل كبير، وفي ظل تخبط سعر الصرف بين ارتفاع وانخفاض لا ثابت في التدني سوى معيشة المواطن، وما على المواطن سوى الانتظار.
حالة صادمة
شكل انخفاض سعر الصرف حالة صادمة لمعظم الاقتصاديين، فلم يعودوا قادرين على التعليل أو الحديث عن الأسباب الحقيقية التي رافقت هذا الانخفاض غير المسبوق، وعلى الرغم من غياب التعليل الحقيقي إلا أن الآراء أجمعت على أن الهبوط السريع حالة غير صحية .
«ما علا طائر و ارتفع إلا كما على وقع»، هل سينطبق هذا القول مستقبلا على ليرتنا المحلقة، خاصة أنها لم تصعد السلم درجة درجة، وإنما قفزت بشكل هائل خلال فترة قصيرة جداً.
المصدر: هاشتاغ سيريا
تعليقات الزوار
|
|