نقص الأعلاف والمحروقات يرفع أسعار الألبان والأجبان... ولا حلول
الاقتصاد اليوم:
شهدت أسعار الألبان والأجبان ارتفاعاً غير مسبوق على ساحة المحافظة أدى إلى عجز كثير من العائلات عن شرائها وحرمان كثير من الموائد منها بعد أن تجاوز كيلو اللبن الكامل الدسم الـ21 ألف ليرة والجبنة البلدية الـ25 ألفاً لتسجل أنواع الأجبان الأخرى من قشقوان وشلل 50 ألفاً للكيلو الواحد والذي عزاه أصحاب المعامل والورش المصنعة لتلك الأنواع إلى ارتفاع أسعار الحليب لدى المربين إلى 3500 ليرة للكيلو الواحد بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف، وأكدوا عجزهم عن استقبال كامل كميات الحليب المعروضة من المربين والتي كانت تتجاوز طنين من حليب الأبقار يومياً ومثلهما من حليب الأغنام لعدم قدرتهم على تصنيعها من جراء النقص بمادة الغاز من جهة وعدم قدرتهم على تصريف منتجاتهم لارتفاع أسعارها وانخفاض الطلب عليها من جهة أخرى رغم حاجة كل أسرة لها، وأشاروا إلى أن الكثيرين منهم قاموا بتخفيض إنتاجهم إلى ما دون النصف لعجزهم عن تأمين الغاز الصناعي إضافة إلى مادة المازوت لزوم تشغيل المولدات ضمن معاملهم وورشهم التصنيعية واضطرارهم إلى رفع أسعار منتجاتهم حين لجوئهم إلى تأمين تلك المواد من السوق السوداء، مطالبين الجهات المعنية بضرورة متابعة المعامل والورش والكشف على العامل منها والمتوقف منها لأن مخصصات المتوقف منها تذهب إلى السوق السوداء سواء من مادة الغاز أو المازوت على حد سواء، وأوضحوا أن حاجة كل معمل منها شهرياً تتجاوز الـ15 أسطوانة غاز صناعي بينما ما يتم تأمينه لا يتجاوز الـ7 أسطوانات كل شهر ونصف الشهر كما لفت البعض إلى أن ارتفاع أسعار مشتقات الحليب إنما يعود إلى أن ما يتم إنتاجه ضمن معاملهم بات لا يغطي تكاليف عملية الإنتاج وأدى بالضرورة إلى الاعتذار من المربين عن استقبال كامل الكميات المراد تصريفها الأمر الذي أدى إلى خسارة المربين كما أدى إلى نقص العرض بسبب انخفاض الإنتاج أمام الطلب الزائد وبالتالي أدى إلى رفع أسعارها، وبينوا أن ارتفاع أسعار الحليب الطازج جعل معامل تصنيع أشباه الألبان والأجبان تكتسح الأسواق على ساحة المحافظة والتي تعتمد على الحليب البودرة والمواد التصنيعية والزبدة النباتية لانخفاض أسعارها مقارنة مع شبيهاتها من المواد المصنعة من الحليب الطازج الأمر الذي فرض وجود أكثر من سعر للألبان والأجبان ضمن الأسواق.
كما أكد مربو الأبقار والأغنام معاناتهم الكبيرة من جراء عجزهم عن تصريف إنتاجهم من الحليب لارتفاع أسعاره نتيجة غلاء مستلزمات التربية بالكامل وأهمها الأعلاف التي جعلتهم تحت رحمة التجار في القطاع الخاص الذي يقوم برفع أسعار المادة كلما ارتفع سعر الصرف الأمر الذي دفع الكثير منهم إلى استجرار الأعلاف بالدين لتأمين حاجة قطعانهم من المادة وضمان عدم مرضها ونفوقها، كما دفع البعض من جراء عجزه عن تسديد أثمان الأعلاف إلى بيع جزء من القطيع أو بقرة من أبقارهم وفقط لتغطية أثمانها، مشيرين إلى أن نقص الأعلاف فضلاً عن عدم الوثوقية بالأنواع الموزعة منها على المربين زادا من أعباء التربية لتسبب تلك الأعلاف بأمراض عديدة للقطعان بسبب نقص المادة الفعالة ضمنها وخاصة كبسولات العلف ليضاف إليها ارتفاع أسعار الأدوية البيطرية وغلاء أجرة الأطباء البيطريين الأمر الذي أدى إلى وقوع جميع المربين بعجز وخسارة واضطرارهم إلى بيع جزء من قطعانهم بخسارة، وطالب المربون بضرورة تحرك جميع الجهات المعنية لدعم عملية تربية الثروة الحيوانية وتأمين جميع مستلزماتها وبأسعار مقبولة أن الواقع الذي آلت إليه العملية ينذر بواقع إنتاجي مزر يهدد بالعزوف عن عملية التربية وبالتالي إيجاد إشكالية في تأمين الحليب ومشتقاته ضمن الأسواق ويهدد بكارثة اقتصادية تنعكس على الأسواق وكارثة اجتماعية تنعكس على المربين أنفسهم ما يشجع على غزو المنتجات المصنعة من أشباه الألبان والأجبان الأسواق رغم منعكساتها الصحية السلبية على المواطنين.
وحول نقص الأعلاف وعدم قدرة الجهات المعنية على تأمينها بما يضمن استمرار عجلة الإنتاج أكد مصدر مسؤول في المؤسسة العامة للأعلاف أنه يتم توزيع الأعلاف حسب الدورة العلفية وذلك حسب التوجيهات معترفاً بأن الكميات الموزعة لا تغطي الحاجة الحقيقية لأي قطيع لدى أي من المربين لأن مخصصات الدورة العلفية هي دعم للمربي فقط.
رئيس اتحاد الحرفيين في السويداء تيسير أبو ترابي أكد وجود نقص في مادة الغاز الصناعي الموزع على جميع الفعاليات ضمن جميع الجمعيات الحرفية وأن ما يتم توريده من المادة للمحافظة يجري توزيعه مباشرة بالحد الأدنى من الاحتياج مع متابعة الاتحاد لاحتياج كل منشأة مع البدء بعمليات الكشف على المنشآت للتحقق من العامل منها مع إيقاف مخصصات المتوقف منها بالضرورة حيث ثبت وجود أكثر من منشأة تقوم بالحصول على مادة الغاز الصناعي وهي لا تعمل الأمر الذي يوضح سبب وجود الغاز الصناعي ضمن السوق السوداء.
الوطن
تعليقات الزوار
|
|